مصر تفتح معبر رفح في الاتجاهين لتخفيف المعاناة الإنسانية

بلديات غزة تعلن حالة الطوارئ وتقلص خدماتها الأساسية بنسبة 50 %

فلسطينيون في معبر رفح ينتظرون العبور إلى الجانب المصري من الحدود (إ.ب.أ)
فلسطينيون في معبر رفح ينتظرون العبور إلى الجانب المصري من الحدود (إ.ب.أ)
TT

مصر تفتح معبر رفح في الاتجاهين لتخفيف المعاناة الإنسانية

فلسطينيون في معبر رفح ينتظرون العبور إلى الجانب المصري من الحدود (إ.ب.أ)
فلسطينيون في معبر رفح ينتظرون العبور إلى الجانب المصري من الحدود (إ.ب.أ)

فتحت السلطات المصرية، أمس، معبر رفح البري الحدودي مع قطاع غزة، أمام حركة المسافرين الفلسطينيين في كلا الاتجاهين، لتمكين العالقين الفلسطينيين على جانبي الحدود من السفر. ومن المقرر أن يستمر فتح المعبر حتى السبت المقبل، للمرضى والطلاب وأصحاب الإقامات والحالات الإنسانية الطارئة.
وهذه هي المرة الثانية التي تفتح فيها السلطات المصرية معبر رفح، منذ بداية الشهر الجاري، بعد إغلاق دام عدة أشهر، حيث كانت فتحته في السابع من فبراير (شباط) الجاري بشكل مفاجئ واستثنائي، قبل أن تعود لإغلاقه في التاسع من الشهر عينه، بشكل مفاجئ أيضاً، مع بدء العملية العسكرية للجيش المصري في شبه جزيرة سيناء المجاورة للقطاع.
ونشرت وزارة الداخلية في قطاع غزة، بالتنسيق مع إدارة معبر رفح التابعة لحكومة التوافق الوطني، أسماء المسافرين، حيث تمكنت أربع حافلات تقل مسافرين إلى جانب سيارات إسعاف تقل مرضى، من المرور من الجانب الفلسطيني إلى الجانب المصري. كما تم تجهيز قوائم تضم أسماء مائتي مسافر من حملة الجوازات المصرية الموجودين في غزة للسفر إلى القاهرة.
وتمكنت دائرة العلاج في الخارج التابعة لوزارة الصحة الفلسطينية من تجديد التحويلات الطبية للمرضى، بعد انتهاء صلاحية عدد كبير منها، بسبب إغلاق المعبر لفترات طويلة.
وفي سياق آخر، أعلن تحالف بلديات قطاع غزة، عن بدء حالة الطوارئ في كافة بلديات محافظات القطاع، وتقليص تقديمها للخدمات الأساسية بنسبة 50 في المائة، تجنبا لانهيارها بشكل كامل جراء الحصار الإسرائيلي المشدد.
وقال نزار حجازي رئيس بلدية غزة، ممثلا عن الاتحاد، في مؤتمر صحافي، إن إعلان حالة الطوارئ وتقليص الخدمات جاء بسبب تفاقم الأزمات التي تعصف بالبلديات، وتفاقم الكارثة الإنسانية والبيئية في القطاع، وتوقف المساعدات الخارجية، وتمويل المشروعات التي تمس الخدمات الأساسية؛ لا سيما الوقود وتشغيل عمال النظافة. ولفت إلى أن البلديات أصبحت غير قادرة على تقديم الحد الأدنى من خدماتها للسكان، في ظل الأزمات الحالية التي باتت تهدد انعدام مقومات الحياة؛ مشيرا إلى أن البلديات أمام وضع كارثي، وستضطر لتصريف مياه الصرف الصحي باتجاه البحر، لعدم توفر الوقود في محطات المعالجة.
وقال إن استمرار الوضع الحالي لفترة أطول، سيتسبب في كارثة إنسانية محققة، ستتوقف معها كل خدمات البلديات، ما سيؤثر بشكل كبير على المواطنين. ودعا كافة الأطراف إلى تحمل مسؤولياتها لمنع تدهور الأوضاع الإنسانية والبيئية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.