عون يبحث ملفات ثنائية وعربية ودولية في بغداد

وفد اقتصادي كبير يرافق الرئيس اللبناني

الرئيسان العراقي فؤاد معصوم واللبناني ميشال عون يستعرضان حرس الشرف في مقر الرئاسة ببغداد أمس (أ.ف.ب)
الرئيسان العراقي فؤاد معصوم واللبناني ميشال عون يستعرضان حرس الشرف في مقر الرئاسة ببغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

عون يبحث ملفات ثنائية وعربية ودولية في بغداد

الرئيسان العراقي فؤاد معصوم واللبناني ميشال عون يستعرضان حرس الشرف في مقر الرئاسة ببغداد أمس (أ.ف.ب)
الرئيسان العراقي فؤاد معصوم واللبناني ميشال عون يستعرضان حرس الشرف في مقر الرئاسة ببغداد أمس (أ.ف.ب)

بحث الرئيس اللبناني ميشال عون مع نظيره العراقي فؤاد معصوم ترطيب الأجواء العربية قبل قمة الرياض وأهمية توحيد المواقف. وكان عون بدأ أمس الثلاثاء زيارة رسمية إلى العراق لبحث عدد من الملفات المهمة الداخلية بين البلدين والخارجية العربية والإقليمية.
وعبر عون خلال مؤتمر صحافي عقب اللقاء الذي جمعه مع الرئيس العراقي عن وقوف بلاده مع العراق «والتصدي لمشروعات تقسيمه». وأضاف: اتفقنا «على ضرورة توحيد الموقف العربي والدفع بمسار المصالحة بين الدول العربية». وتابع أنه بحث «مع الرئيس معصوم التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة وسبل التصدي لها بجميع الوسائل».
من جانبه، أكد الرئيس معصوم أنه بحث مع نظيره عون «عدة ملفات منها تسهيل دخول العراقيين إلى لبنان واللبنانيين إلى العراق». وأكد أن «العلاقات بين العراق ولبنان تاريخية تعود لآلاف السنين»، مبينا أن «هذه العلاقة تاريخية وثقافية وسياسية وهناك مصالح مشتركة بين البلدين».
وفي هذا السياق، أكد شروان الوائلي، مستشار الرئيس العراقي فؤاد معصوم، الذي حضر جانبا من اللقاءات التي أجراها عون مع نظيره العراقي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن زيارة الرئيس اللبناني «جاءت بناء على دعوة رسمية من الرئيس فؤاد معصوم لبحث عدة قضايا سياسية وأمنية واقتصادية تهم البلدين حيث إن الرئيس عون الذي التقى مع الرئيس ونوابه الثلاثة على مائدة غداء بعد المباحثات الرسمية سيلتقي كبار المسؤولين العراقيين الآخرين بالإضافة إلى بدء مباحثات وزارية بين الوزراء اللبنانيين ونظرائهم العراقيين». وأضاف الوائلي أن «المباحثات تركزت على أهمية محاربة الإرهاب حيث أشاد عون بما حققه الجيش العراقي على صعيد طرد تنظيم داعش من الأراضي العراقية وهو ما عمله الجيش اللبناني حسب ما قاله عون بشأن طرد (داعش) من الغرب اللبناني». وأوضح أن «عون الذي يرافقه وفد اقتصادي كبير أكد أهمية السوق العراقية بالنسبة للشركات اللبنانية خاصة في مجال إعادة الإعمار ولذلك تم التأكيد على أهمية تسهيل دخول اللبنانيين إلى العراق من حيث تسهيل تأشيرة الدخول نظير ما يفعل لبنان الذي يسمح لدخول العراقيين من دون فيزا كما تم بحث تصدير البضائع اللبنانية إلى العراق مع ما يمكن عمله من إعفاءات أو تسهيلات ضريبية بشأنها».
وبشأن القضايا السياسية المشتركة قال الوائلي إن «من بين المسائل التي تم بحثها هي تنسيق المواقف بين البلدين وضرورة تذليل الصعوبات أمام العمل العربي المشترك». وحول ملف المطلوبين بين البلدين وما إذا كان تم بحث هذا الملف، قال الوائلي إن «هذا الأمر سوف يبحث خلال اجتماعات الوزيرين المعنيين وهما وزيرا الداخلية في البلدين حيث يرافق عون وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق».
من جهته، أكد أركان فرحان حسن، مدير المكتب المركزي للإنتربول، في العراق، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأن «ملف المطلوبين بين البلدين ليس من الملفات الشائكة لأكثر من سبب في المقدمة منها أن لبنان بدأ منذ نحو ثلاث سنوات يتعاون معنا في هذه القضية وكان آخرها تسليم وزير التجارة الأسبق عبد الفلاح السوداني الذي سافر إلى العراق وقبله تم تسلم موظفة في أمانة بغداد سرقت ملايين الدولارات». وأضاف حسن أن «السبب الآخر أنه لا يوجد مطلوبون كبار وخطرون للعراق في لبنان باستثناء بعض الضباط الكبار من النظام السابق وبخاصة بعض ضباط الحرس الجمهوري بينما يوجد هناك عراقيون مطلوبون في قضايا جنح وجنايات وهؤلاء لا يطالب العراق باستردادهم لأنهم ليسوا سياسيين أو على قائمة المطلوبين لكونهم يخضعون إلى قوانين البلد الذي ارتكبوا الجرائم أو الجنايات عل أرضه لكننا نتابع قضاياهم فقط»، مشيرا إلى إنه «لا يوجد في العراق مطلوبون للسلطات اللبنانية بل يوجد موقوفون على ذمة جنح ارتكبوها وهؤلاء يطبق بحقهم القانون العراقي ولا تطالب بهم السلطات اللبنانية».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.