رئيس وزراء اليمن يدعو إلى «التصدي لأطماع إيران»

دعا رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر، أمس، المجتمع الدولي إلى التصدي لأطماع إيران السياسية والاقتصادية والعسكرية في بلاده، مؤكداً أن بقاء اليمن موحداً يمثل مصلحة إقليمية ودولية، وأن الحل السياسي للأزمة القائمة يتطلب انصياع الانقلابيين الحوثيين لمرجعيات السلام وتنفيذ القرارات الأممية.
وجاءت تصريحات بن دغر في أثناء استقباله، أمس، في العاصمة السعودية، الرياض، القائمة بأعمال السفارة الأميركية لدى اليمن كارن ساسهارا، في سياق اللقاءات التي تجريها قيادات الشرعية مع سفراء الدول المعنية بتطورات الشأن اليمني. وكان رئيس الوزراء اليمني قد غادر مدينة عدن، الجمعة الماضية، إلى الرياض بناءً على طلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لمناقشة مستجدات الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية، بما في ذلك التشاور حول استئناف المفاوضات المرتقب مع الانقلابيين الحوثيين برعاية المبعوث الأممي الجديد مارتن غريفثتس.
وقالت وكالة (سبأ) الحكومية إن بن دغر ناقش مع ساسهارا «الأوجه المشتركة بين اليمن والولايات المتحدة الأميركية، وأهمية تحقيق الأمن والاستقرار، وإعادة البناء للمناطق المحررة في المرحلة القادمة بشكل شامل». وأكد بن دغر أن الشرعية اليمنية «تعمل مع كل الشركاء الإقليميين والأصدقاء في المجتمع الدولي بجدية مطلقة لاستيعاب كل القوى، إدراكاً منها للحاجة إلى الأمن والاستقرار». وقال: «إن المرجعيات الأساسية الثلاث هي الحل الأفضل والأسلم في اليمن»، مشيراً إلى أن الحرب التي شنتها الميليشيات الحوثية على الدولة اليمنية خلقت فوضى وأعاقت بناء الدولة التي اتفق عليها اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي انبثق عنه مخرجات شاملة للنهوض بكامل اليمن على أساس عادل وشامل يحفظ الحقوق ويصون الحريات».
وكشف رئيس الحكومة اليمنية طبيعة الصراع في بلاده وعلاقته بإيران وتدخلاتها في المنطقة، فقال: «إن خطورة الصراع تكمن في أن إيران دسّت أنفها في اليمن متجاوزة الإرادة الدولية عبر خطاباتها التحريضية لطهران، ومن خلال التخطيط والتسليح وإرسال الخبراء العسكريين للميليشيا الحوثية، وإمدادهم بالقوة والصواريخ الباليستية لتهديد المنطقة». واتّهم الإيرانيين بأن «لديهم أطماعاً عسكرية واقتصادية وجغرافية في اليمن، وهو ما يستوجب على المجتمع الدولي إيقاف هذه الأطماع، وفي أساسها معالجة الوضع في اليمن». وحذر رئيس الحكومة من مخاطر تفتيت اليمن، وقال: «إن الحفاظ على اليمن موحداً ليست مصلحة محلية فحسب، بل إقليمية ودولية».
واستعرض في اللقاء مع القائمة بأعمال السفارة الأميركية إنجازات حكومته والمصاعب التي تعترض عملها. وقال: «الحكومة تولت إدارة البلاد قبل أقل من عامين في غياب تام لمؤسسات الدولة وانعدام كامل لخدمات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، وتراكم أكوام القمامة في الشوارع». وأشار بن دغر إلى أن الحكومة نقلت عمليات البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن، وباشرت بطباعة العملة، ودفعت الرواتب للمدنيين والعسكريين، ومضت في تطبيع الأوضاع، وتقديم الخدمات الأساسية للمواطنين.
من جانبها، عبّرت القائمة بأعمال سفارة واشنطن، عن ارتياحها للقاء بن دغر، وأكدت حرص بلادها على «دعم اليمن موحداً مستقراً وفق مخرجات الحوار الوطني التي كانت بلادها شريكاً أساسياً في دعم رؤى الحكومة اليمنية والمتحاورين فيه لإيجاد الحلول المناسبة لكل اليمنيين»، حسبما أفادت وكالة «سبأ». وأبدت ساسهارا استعداد الولايات المتحدة الأميركية لتقديم الدعم اللوجيستي والخبرات المالية لتدريب الكوادر الوطنية للنهوض بعمليات البنك المركزي اليمني في عدن.
وتخوض الدبلوماسية الغربية نقاشات مستفيضة مع الجانب الحكومي في اليمن، في سياق سعيها لتهيئة الأجواء لاستئناف الحوار مع الانقلابيين الحوثيين قبيل بدء مهام المبعوث الأممي الجديد إلى اليمن.