على غرار بطولة كأس القارات لكرة القدم، حيث ولدت فكرتها ونسختاها الأولى والثانية في السعودية، أعلن تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية العربية السعودية، إطلاق بطولة الأبطال للكرة الطائرة على كأس الملك سلمان، بمشاركة عدد من المنتخبات العالمية ذات التاريخ الكبير في هذه اللعبة، على أن تحتضن محافظة جدة - غرب المملكة - منافسات هذه البطولة.
كما أصدر رئيس الهيئة الرياضية السعودية قراراً بتكليف إحسان الجشي، وعبد الله العدوان للإشراف على البطولة، وستجرى الترتيبات والتجهيزات لإكمال كافة الإجراءات اللازمة لتنظيم هذا الحدث العالمي الكبير بالتنسيق مع الاتحاد السعودي للكرة الطائرة.
وتحظى الكرة الطائرة باهتمام واسع بين السعوديين، إذ تعتبر إحدى أبرز الألعاب الرياضية، وتمارس في غالبية الأندية المحلية، وتجد اهتماماً واسعاً بين شريحة الشباب والفتيات، ويخصصون لها جزءاً كبيراً من الوقت لممارستها في الاستراحات التي تحتضن الملاعب العشبية، أو في المساحات الخالية داخل الأحياء السكنية. وتكثر ممارسة هذه اللعبة في شهر رمضان المبارك، حيث لا يخلو حي من أحياء جميع المدن السعودية من ملاعب الكرة الطائرة، كما ينظم المهتمون بهذه اللعبة دورات رمضانية تشهد إقبال عدد من لاعبي الأندية للمشاركة مع فرق الحواري.
وستسهم بطولة الملك سلمان للكرة الطائرة التي ستقام على الأراضي السعودية بمشاركة منتخبات عالمية، في احتكاك المنتخب السعودي للكرة الطائرة مع لاعبين عالميين، وتنمية هذه اللعبة محلياً، وجذب أنظار الشباب لاحتراف الكرة الطائرة التي اقتصرت المنافسة فيها في الدوري السعودي على ناديي الهلال والأهلي، وهما الفريقان اللذان تسيدا البطولات في السنوات العشر الأخيرة، في ظل ابتعاد أندية النصر والاتحاد والمحيط عن المنافسة.
ولا شك أن اهتمام القيادة الرياضية السعودية بهذه اللعبة، واستضافة المنتخبات العالمية في كرنفال رياضي عالمي، سيزيد من مطامع الأندية المحلية الأخرى للدخول في سباق المنافسة على نيل بطولة الدوري، وفك احتكار الهلال والأهلي، وتدعيم صفوفهم بلاعبي الخبرة، وانتداب الأسماء الأجنبية المميزة لإضافة الفارق الفني، والاستعانة بالأجهزة التدريبية الشهيرة، القادرة على صقل المواهب السعودية، كما ستكون الفرصة سانحة أمام أندية الظل في لعبة كرة القدم، للدخول في غمار المنافسة على لقب بطولة الكرة الطائرة.
وتزخر أندية الظل السعودية، وخصوصاً في المنطقة الشرقية من السعودية، بمواهب مميزة في الكرة الطائرة، حيث تضخ أندية المحيط والاتفاق والترجي والسلام والابتسام والصفاء كثيراً من النجوم في سماء هذه اللعبة من موسم لآخر؛ لكن لشح الموارد المالية في هذه الأندية لا يجد اللاعب أمامه سوى خيارين، إما البقاء في النادي واقتصار مشاركة ناديه على عدد قليل من المباريات في الموسم الواحد، وإما الانتقال في أقرب فرصة لأحد الأندية الكبيرة.
غير أن الأيام المقبلة ستشهد نقلة كبيرة لهذه اللعبة، بعد التظاهرة العالمية التي ستقام على الساحل الغربي السعودي، وستزيد رغبة الجميع، سواءً أندية البطولات والأندية المغمورة، كما ستكون الفرصة مواتية أمام أندية النصر والشباب والوحدة والاتفاق، لمضاعفة الجهود والمنافسة على ألقاب الكرة الطائرة.
ويعتبر أحمد البخيت، لاعب المنتخب السعودي ونادي الهلال، من أبرز اللاعبين السعوديين في هذه اللعبة، والاسم الذي تعرفه جميع الصالات الرياضية في المملكة، لمهارته الفردية وقدرته الفائقة على حسم أغلب المباريات لصالح فريقه، ولمشاركاته الفاعلة مع منتخبه الوطني في المحافل القارية والدولية، بالإضافة إلى ياسر المكاوني، ويحيى حنش، ونايف البوحسن، وإبراهيم المسلم، من الجانب الهلالي في الجيل الحديث.
ومن الجيل القديم يعد معتوق السليم، وفهد الطويل، وخالد العمار، وعبد العزيز القميزي، وفهد الحريشي، وعبد الحميد العوام، وخالد الرشيد، وأحمد العباد، هم من أسس اللبنات الأولى لبطولات أزرق العاصمة السعودي، وجعله في مصاف الأندية البطلة في هذه اللعبة، بجهود الدعم اللامحدود الذي وجدوه من الإدارات المتلاحقة.
وفي النادي الأهلي يقف ماجد الجهني كأفضل اللاعبين الذين مروا بتاريخ النادي، ويرجع له الفضل في تزعم فريقه لهذه اللعبة، كأكثر الأندية السعودية حصداً للبطولات، بالإضافة إلى عبد الله الباهلي، الاسم البارز الذي حفر اسمه في النادي الغربي، بعد أن برز منذ التحاقه بالأهلي، إلى جانب الاسم التاريخي محمد كنو الذي سطرت اللعبة في ناديه إنجازات عظيمة في حضوره الباهي، وكذلك محمد قاسم، وسالم باسندوه، وعماد النجار، وعبده يامي، وناصر فرج.
وتعتبر بطولة الأبطال للكرة الطائرة على كأس العاهل السعودي، هي الأولى من نوعها على المستوى العالمي، حيث ستضم أقوى المنتخبات العالمية، ولا تقل قوتها وشراستها عن بطولة العالم للكرة الطائرة، التي تقام كل أربع سنوات، ويتنافس فيها 24 فريقاً بعد التصفيات الأولية بين جميع القارات. وتقام بطولة العالم للكرة الطائرة تحت مظلة الاتحاد الدولي للعبة، ولها قسمان: بطولة للرجال، وأخرى للسيدات، وأقيمت أول بطولة عالمية في العاصمة التشيكية براغ في عام 1949م.
كما تقام كل أربع سنوات بطولة أخرى تحت مسمى بطولة كأس العالم للكرة الطائرة، وتقتصر فيها المشاركة على 12 منتخباً، ولكنها أقل قوة ومنافسة من بطولة العالم للكرة الطائرة، وجاء الهدف من إقامتها لزيادة عدد المباريات واحتكاك اللاعبين فيما بينهم، ولتكون إضافة لبطولات الكرة الطائرة.
ومن أهم البطولات في هذه اللعبة، الكرة الطائرة في الألعاب الأولمبية، ويتنافس فيها 12 منتخباً، يحصل صاحب المركز الأول على الميدالية الذهبية، وصاحب المركز الثاني على الميدالية الفضية، وتذهب الميدالية البرونزية لصاحب المركز الثالث. كما يتنافس الرجال في بطولة مستقلة، وللسيدات بطولة مستقلة أخرى، وكانت اليابان أول دولة تقام فيها بطولة الكرة الطائرة، عندما استضافت دورة الألعاب الأولمبية في عام 1964، وفاز فيها الاتحاد السوفياتي.
ويحتل منتخب روسيا للرجال المرتبة الأولى في عدد البطولات المحققة على مستوى لعبة الكرة الطائرة، بست ميداليات ذهبية، وثلاث ميداليات فضية، ومثلها برونزية، وتأتي البرازيل في المركز الثاني بثلاث ميداليات ذهبية وميدالية فضية، وتتساوى معها إيطاليا بعدد الميداليات الذهبية والفضية، فيما تحتل التشيك المركز الرابع بميداليتين ذهبيتين وأربع ميداليات فضية وميدالية برونزية، وفي المركزين الخامس والسادس الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا، بميدالية ذهبية وحيدة.
كذلك هو الحال للمنتخب الروسي للسيدات، حيث يقف على هرم المنتخبات الأكثر تحقيقاً للقب العالمي بسبع ميداليات ذهبية، ومنتخب اليابان للسيدات في المركز الثاني بثلاث ميداليات ذهبية، وكوبا في المركز الثالث بثلاث ميداليات ذهبية، والصين وإيطاليا في المركزين الرابع والخامس، بميداليتين للصين وواحدة لمنتخب إيطاليا للسيدات. وللكرة الطائرة أنواع مختلفة، بداية بالكرة الطائرة في الملاعب المغلقة، والكرة الطائرة على الرمل أو الشاطئ، والأخيرة تلعب أيضاً في حمامات السباحة الضحلة، كما ابتُدعت في الأكوادور لعبة جديدة تضاف إلى ألعاب الكرة الطائرة، وتسمى «أكوا فولي» والاختلاف فيها عن لعبة الكرة الطائرة الدارجة عدد اللاعبين وثقل الكرة. وفي البرازيل انتشرت طريقة جديدة للعب الكرة الطائرة، وأطلق عليها «فوت فولي» لا يسمح للاعبين باستخدام اليدين فيها، وتمارس اللعبة الأخيرة على السواحل، وتقام بطولات خاصة في هذه اللعبة.
يذكر أن الكرة الطائرة تأتي في المرتبة الثانية كأشهر الألعاب الرياضية عالمياً بعد كرة القدم، ويقدر عدد اللاعبين في هذه اللعبة بـ800 مليون لاعب، أكثرهم في البرازيل التي تعد الدولة الأولى من ناحية عدد لاعبي الكرة الطائرة. ويعود الفضل في اكتشاف هذه اللعبة الشعبية للأميركي ويليام مورغان، معلم التربية الرياضية، عندما اخترع هذه اللعبة لكن بقوانين بدائية، ليمارسها طلابه أثناء الحصة الرياضية.
«كأس الملك سلمان» تحشد نجوم الطائرة العالمية في جدة
هيئة الرياضة تعزز مكانة اللعبة الشعبية الثانية ببطولة من العيار الثقيل
«كأس الملك سلمان» تحشد نجوم الطائرة العالمية في جدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة