ارتفاع قتلى الغوطة إلى 194... والأمم المتحدة: «الوضع خرج عن السيطرة»

المرصد السوري: القصف «جنوني»

أطفال يبكون في مستشفى دوما بسوريا عقب القصف (أ.ف.ب)
أطفال يبكون في مستشفى دوما بسوريا عقب القصف (أ.ف.ب)
TT

ارتفاع قتلى الغوطة إلى 194... والأمم المتحدة: «الوضع خرج عن السيطرة»

أطفال يبكون في مستشفى دوما بسوريا عقب القصف (أ.ف.ب)
أطفال يبكون في مستشفى دوما بسوريا عقب القصف (أ.ف.ب)

ارتفع عدد القتلى في مدينة الغوطة الشرقية بسوريا إلى 194 قتيلاً في الساعات الـ36 الماضية، بينهم أطفال ونساء، جراء القصف الجوي والمدفعي المكثف على مدن وبلدات المدينة، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد، في بيان صحافي اليوم (الثلاثاء)، إن القصف أدى إلى إصابة أكثر من 610 مدنيين على الأقل، جراح بعضهم حرجة ما يرشح أعداد القتلى للارتفاع، إضافة لمعلومات عن وجود جثث تحت أنقاض الدمار.
وتابع المرصد أن القصف على الغوطة «جنوني ويمهد لعلمية كبرى».
وامتلأت النقاط الطبية والمستشفيات بالمصابين والجرحى، كما تحول عمليات القصف المكثفة دون نقل المصابين والقتلى.
ووفقاً للمرصد، فإن حصيلة القتلى الآن في الغوطة الشرقية هي الأعلى منذ ثلاث سنوات في هذه المنطقة المحاصرة قرب دمشق، وهي الأعلى في المنطقة منذ مطلع العام 2015.
وطال القصف بمئات البراميل المتفجرة والغارات والصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض - أرض، وقذائف المدفعية والهاون والدبابات وراجمات الصواريخ، مدن وبلدات دوما والنشابية والشيفونية والافتريس وجسرين وحمورية وسقبا وكفربطنا وأوتايا ومسرابا وبيت سوا وحزة وسقبا والمحمدية والأشعري وزملكا ومناطق أخرى في الغوطة الشرقية.
وكانت حصيلة سابقة للمرصد (الاثنين) أفادت بمقتل نحو ثمانين مدنياً وإصابة 300 آخرين بجروح.
وأفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية في المنطقة، صباح (الثلاثاء)، بسماعهم دوي القصف والغارات طيلة ساعات الليل فيما لم يفارق الطيران الحربي أجواء المنطقة.
وأشار المرصد السوري من جهته إلى صد «جيش الإسلام»، أبرز فصائل الغوطة الشرقية، الذي تعد مدينة دوما معقله الأبرز، محاولة تقدم شنتها قوات النظام السوري في منطقة المرج الواقعة جنوب دوما.
واستهدفت قوات النظام (الاثنين) بالغارات والمدافع والصواريخ منطقة الغوطة الشرقية التي تحاصرها بشكل محكم منذ العام 2013 بعد استقدامها تعزيزات عسكرية مكثفة تنذر بهجوم وشيك على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق.
واكتظت مستشفيات الغوطة الشرقية (الاثنين) بالمصابين، وبينهم عدد كبير من الأطفال. وانتشرت قرابة 11 جثة في مشرحة مستشفى مدينة دوما، وقد لفت بأغطية سوداء اللون.
وأمضت عائلاتٌ ساعاتٍ (الاثنين) تحت وابل من القصف بحثاً عن أفرادها وأطفالها تحت الركام وفي المستشفيات.
ومن جهته، قال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا بانوس مومتزيس أمس (الاثنين)، إن استهداف المدنيين في الغوطة الشرقية «يجب أن يتوقف حالاً»، وأبدى قلقه «العميق إزاء التصعيد الأخير لأعمال العنف» في الغوطة الشرقية.
وقال إن «الوضع الإنساني للمدنيين في الغوطة الشرقية يخرج عن السيطرة. لا بد من إنهاء هذه المعاناة الإنسانية التي لا معنى لها الآن»، مشدداً على أن «استهداف المدنيين الأبرياء والبنى التحتية يجب أن يتوقف حالاً».
واعتبر أن «التصعيد الأخير للعنف يُفاقم الوضع الإنساني الخطر أصلاً» لنحو 400 ألف مدني يعيشون في الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق.
وشهدت الغوطة الشرقية في الأسبوع الثاني من فبراير (شباط) الحالي، وطوال أيام، تصعيداً عنيفاً مع استهدافها بعشرات الغارات التي أودت بحياة نحو 250 مدنياً، وردت الفصائل باستهداف دمشق، موقعة أكثر من 20 مدنياً.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.