تونس: «النهضة» ترشّح يهودياً ضمن قوائمها للانتخابات البلدية

مدير جماعة «غريكو» لمكافحة الفساد جيانلوكا ايسبوسيتو (يسار) ومنسق مجلس أوروبا في تونس ويليام ماسولين يتحدثان في العاصمة التونسية أمس عن إضافة تونس هذا الشهر إلى القائمة السوداء للمفوضية الأوروبية للدول المعرضة لغسل الأموال وتمويل الإرهاب (إ.ب.أ)
مدير جماعة «غريكو» لمكافحة الفساد جيانلوكا ايسبوسيتو (يسار) ومنسق مجلس أوروبا في تونس ويليام ماسولين يتحدثان في العاصمة التونسية أمس عن إضافة تونس هذا الشهر إلى القائمة السوداء للمفوضية الأوروبية للدول المعرضة لغسل الأموال وتمويل الإرهاب (إ.ب.أ)
TT

تونس: «النهضة» ترشّح يهودياً ضمن قوائمها للانتخابات البلدية

مدير جماعة «غريكو» لمكافحة الفساد جيانلوكا ايسبوسيتو (يسار) ومنسق مجلس أوروبا في تونس ويليام ماسولين يتحدثان في العاصمة التونسية أمس عن إضافة تونس هذا الشهر إلى القائمة السوداء للمفوضية الأوروبية للدول المعرضة لغسل الأموال وتمويل الإرهاب (إ.ب.أ)
مدير جماعة «غريكو» لمكافحة الفساد جيانلوكا ايسبوسيتو (يسار) ومنسق مجلس أوروبا في تونس ويليام ماسولين يتحدثان في العاصمة التونسية أمس عن إضافة تونس هذا الشهر إلى القائمة السوداء للمفوضية الأوروبية للدول المعرضة لغسل الأموال وتمويل الإرهاب (إ.ب.أ)

فتحت حركة «النهضة»، الحزب الإسلامي المشارك في الائتلاف الحاكم في تونس حالياً، أبواب الترشح أمام تونسي يهودي ضمن قائمتها للانتخابات البلدية في منطقة المنستير (وسط شرقي تونس، وهي كذلك مسقط رأس الزعيم التونسي الراحل الحبيب بورقيبة). ومثّل ذلك «مفاجأة» للساحة السياسية التونسية وخلق جدلاً حول جدوى إشراك يهودي ضمن قوائم حزب إسلامي وتساؤلات إن كان القرار مبنياً على حسابات سياسية أم من باب الدعاية لفائدة «النهضة».
وفي هذا الشأن، قال عماد الخميري المتحدث باسم حركة «النهضة» لـ«الشرق الأوسط»، إن الحركة قررت ترشيح يهودي ضمن قائمتها للانتخابات البلدية في المنستير و«هي بصدد استكمال كل الإجراءات القانونية المتعلقة بهذا الترشح». ونفى الخميري أن يكون هذا القرار مبنياً على «مزايدات سياسية»، وأشار إلى انفتاح الحزب على الكفاءات المستقلة التي خصص لها نسبة 50 في المائة ضمن مرشحيه للانتخابات البلدية المقبلة.
وأكد أن المرشح التونسي اليهودي، سيمون سلامة، وهو أصيل مدينة المنستير وعمره 56 سنة ويعمل وكيلاً في مؤسسات اقتصادية، سيمنح «إضافة مهمة للحركة»، على حد تعبيره. وأضاف أن السماح لسلامة بالترشح يعتبر «مكسباً هاماً من مكاسب حركة النهضة لقبول ترشحه للمشاركة في إدارة الشأن البلدي».
وبعد أربعة أيام من فتح أبواب الترشح، تقدمت 620 قائمة انتخابية بترشحها لخوض الانتخابات البلدية المبرمجة في تونس بداية شهر مايو (أيار) المقبل، ومن بينها 423 لائحة حزبية و194 مستقلة وثلاث قوائم ائتلافية، وهو ما خلّف تساؤلات حول فشل الائتلافات السياسيات خاصة منها تحالف «الجبهة الشعبية» اليساري وتحالف «الائتلاف المدني» في تشكيل قوائم انتخابية. وفي هذا السياق، لم ينجح تحالف «الجبهة الشعبية» الذي يجمع 11 حزباً معظمها يسارية، في التقدم سوى في بلدية واحدة بمنطقة قفصة (جنوب غربي تونس)، إضافة إلى قائمة بمنطقة بن عروس في المنطقة القريبة من العاصمة التونسية.
ولتفسير هذه الصعوبات، قال زهير الحمدي، القيادي في تحالف «الجبهة الشعبية»، إن هذه الأخيرة لم تقدم أي قائمة انتخابية بسبب التأخر في توقيع الأحزاب السياسية المشكلة للتحالف السياسي والانتخابي، تفويضاتها لصالح رؤساء القوائم الانتخابية، وفق ما ورد من شروط في القانون الانتخابي، على حد تعبيره.
وفي السياق ذاته، لم ينجح تحالف «الاتحاد المدني» الذي يضم 11 حزباً سياسيا والذي برمج عند تشكيله التقدم في نحو 100 بلدية، في تقديم أي قائمة انتخابية، وهو يضم بالأساس «الحزب الجمهوري» وحركة «مشروع تونس» وحزب «آفاق تونس» وحركة «تونس أولاً».
وفي هذا الشأن، قال ياسين إبراهيم رئيس حزب «آفاق تونس»، في تصريح إعلامي، إن عدة صعوبات واجهت «الائتلاف المدني» لتقديم قوائمه الانتخابية من بينها ضرورة التعريف بالإمضاء.
يشار إلى أن يوم 22 فبراير (شباط) الحالي هو آخر أجل لتقديم ملفات المرشحين للانتخابات البلدية المقبلة ليتم إثر ذلك، وفق الرزنامة التي ضبطتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، الإعلان عن القوائم المقبولة في أجل أقصاه يوم الثالث من مارس (آذار) المقبل، على أن يتم لاحقاً الإعلان عن القوائم المقبولة نهائياً من قبل الهيئة وبعد انقضاء الطعون في أجل أقصاه الرابع من أبريل (نيسان) المقبل.
من ناحية أخرى، أكد وليد حكيمة المتحدث باسم الإدارة العامة للأمن الوطني (وزارة الداخلية التونسية) تشكيل وحدات أمنيّة تونسية مختصة بالبحث في جرائم العنف المسلط ضد المرأة والطفل بمختلف أشكاله الماديّة والمعنوية. وقال إن دخول القانون المجرّم للعنف ضد المرأة منذ يوم 16 فبراير (شباط) الحالي هو الذي دفع إلى تشكيل هذه الوحدات الأمنية التي ستتولى النظر في القضايا «مساهمة منها في القضاء على كل أشكال التمييز بين الجنسين». وتابع أن العنصر النسائي يسجّل حضوره بقوة ضمن هذه الوحدات الأمنية الموجودة حالياً بكافة أقاليم الشرطة والحرس بمختلف الولايات (المحافظات) التونسية بهدف تطبيق القانون المذكور.



بسبب الطقس... هبوط 9 طائرات كويتية اضطرارياً في مطار البصرة

مطار البصرة الدولي شهد اليوم هبوط 9 طائرات كويتية اضطرارياً (أرشيفية - رويترز)
مطار البصرة الدولي شهد اليوم هبوط 9 طائرات كويتية اضطرارياً (أرشيفية - رويترز)
TT

بسبب الطقس... هبوط 9 طائرات كويتية اضطرارياً في مطار البصرة

مطار البصرة الدولي شهد اليوم هبوط 9 طائرات كويتية اضطرارياً (أرشيفية - رويترز)
مطار البصرة الدولي شهد اليوم هبوط 9 طائرات كويتية اضطرارياً (أرشيفية - رويترز)

أعلن العراق، الأحد، أن مطار البصرة الدولي استقبل 9 طائرات كويتية هبطت اضطرارياً لسوء الأحوال الجوية في الكويت.

وذكر بيان لوزارة النقل العراقية أن مطار البصرة الدولي شهد، الأحد، هبوط 9 طائرات كويتية اضطرارياً، وذلك استناداً إلى الحرية الثانية من حريات الطيران المدني، وتم استقبال الرحلات والمسافرين بانسيابية عالية، وبالتزامن مع الرحلات المجدولة، من خلال تنسيق عالٍ وجهود مشتركة بين أقسام المطار؛ مما يعكس جاهزية المطار وكفاءة الفرق في التعامل مع الحالات الطارئة.

وأوضح إن إدارة المطارات العراقية جاهزة لاستقبال الرحلات المجدولة والتي تهبط اضطرارياً، كما أن المطارات العراقية مهيأة للتعامل معها، فضلاً عن امتلاكها أجهزة ملاحية ذات مناشئ عالمية بما يضمن سلامة المسافرين، واستمرار الحركة الجوية بانسيابية تامة.


قتيل في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان

مقتل مواطن في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
مقتل مواطن في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
TT

قتيل في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان

مقتل مواطن في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان (أ.ف.ب)
مقتل مواطن في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم (الأحد)، مقتل مواطن في قصف إسرائيلي على جنوب لبنان.

وقال مركز عمليات طوارئ الصحة، التابع لوزارة الصحة العامة، في بيان صحافي اليوم، إن «غارة للعدو الإسرائيلي على طريق الصوانة - خربة سلم أدت إلى استشهاد مواطن».

ووفق «الوكالة الوطنية للإعلام»، «استهدف الطيران المسيّر المُعادِي بـ3 صواريخ سيارة بين الصوانة وخربة سلم».

يأتي ذلك بعد يوم من مقتل 3 مواطنين في سلسلة غارات إسرائيلية على جنوب وشرق لبنان.


اتهامات يمنية للحوثيين بهيكلة القضاء لتمكين المنتمين لسلالة زعيمهم

الجماعة الحوثية تسيطر على كامل قرارات مجلس القضاء الأعلى والهيئات التابعة له بصنعاء (إعلام حوثي)
الجماعة الحوثية تسيطر على كامل قرارات مجلس القضاء الأعلى والهيئات التابعة له بصنعاء (إعلام حوثي)
TT

اتهامات يمنية للحوثيين بهيكلة القضاء لتمكين المنتمين لسلالة زعيمهم

الجماعة الحوثية تسيطر على كامل قرارات مجلس القضاء الأعلى والهيئات التابعة له بصنعاء (إعلام حوثي)
الجماعة الحوثية تسيطر على كامل قرارات مجلس القضاء الأعلى والهيئات التابعة له بصنعاء (إعلام حوثي)

ضمن مساعيها الحثيثة للسيطرة المطلقة على مؤسسات السلك القضائي، اتهمت أوساط يمنية الحوثيون بشروعهم في تنفيذ إجراءات قرأها مختصون بأنها تقويض للنزاهة واستقلال مؤسسة العدالة اليمنية التي تعرَّضت لتهشيم متواصل على يد الجماعة.

جاء ذلك غداة تعيين 83 معمَّماً موالياً للجماعة في عدد من المحاكم تحت اسم «التأهيل المهني»، فيما تستعد لفحص الأصول العائلية للقضاة غير الموالين لها، تمهيداً لإقصائهم، في خطوات.

وكشفت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية تنوي اتخاذ إجراءات تحت مبرّر «إصلاح القضاء»، عبر بحث شامل للتحقُّق من تاريخ عائلات القضاة غير المنتمين أو الموالين لها، للتأكد من أحقيتهم بتولي المناصب والوظائف القضائية، تحت مبررات النقاء السلالي وعدم مزاولة أسلافهم لأي مهن لا تتناسب ومكانة القضاء.

وأشارت المصادر إلى أن الجماعة كانت قد مهَّدت لهذه الإجراءات من خلال ديباجة تعديلات قانون السلطة القضائية التي أقرتها، منتصف العام الماضي، الذي يأتي استلهاماً لممارسات أسلافهم من العائلات التي حكمت البلاد طوال القرون الماضية، حتى بداية العقد السابع من القرن الماضي، وفق تصنيف استعلائي يحدد قيمة الأفراد وفقاً لانتماءاتهم العائلية والمهن التي يزاولونها.

قادة حوثيون في بوابة مبنى مجلس القضاء الأعلى الذي تسيطر عليه الجماعة بصنعاء (إعلام حوثي)

وحديثاً، أقرَّت الجماعة الحوثية، عبر «هيئة التفتيش القضائي» التابعة لـ«مجلس القضاء الأعلى» الخاضع لسيطرتها، توزيع عددٍ من المشاركين في دورة تدريبية تأهيلية، الذين تطلق عليهم «فقهاء الشريعة»، للتدريب في عدد من المحاكم، تمهيداً لتعيينهم فيها، وذلك استناداً إلى ما أقدمت عليه، منتصف العام الماضي، بتعديل قانون السلطة القضائية عبر البرلمان غير الشرعي الخاضع لسيطرتها في صنعاء.

ورغم الجدل الكبير الذي شهدته إجراءات إقرار تعديلات قانون السلطة القضائية، والمعارضة الواسعة له في الأوساط القانونية والقضائية داخل مناطق سيطرة الجماعة؛ أقرت الجماعة تلك التعديلات، وأوهمت كلاً من نادي القضاة ونقابة المحامين، عبر مجلس القضاء، أنها ستعمل على تجميد النصوص التي كانت سبباً في ذلك الجدل.

سابقة خطرة

استنكر قضاة ومحامون وناشطون في صنعاء الإجراءات الجديدة للجماعة الحوثية بتوزيع منتسبي الدورات التأهيلية من المعممين الموالين لها على المحاكم، وعدّتها سلوكاً يهدف إلى تغيير جوهر ومضمون المؤسسات القضائية وسلطاتها، وتحويلها إلى كيانات تابعة للجماعة سلوكاً ولهيئاتها السياسية إدارياً.

محمد علي الحوثي ابن عم زعيم الجماعة أحد المسيطرين على مفاصل القضاء (أ.ف.ب)

وأوضحوا لـ«الشرق الأوسط» أن ما أقدمت عليه الجماعة، عبر ما يُسمى هيئة التفتيش القضائي، يُعدّ سابقة تشرعن لإجراء تعيينات غير قانونية أو دستورية في المؤسسات القضائية، وإلغاء مبادئ وسياسات التدرج لمنتسبي السلك القضائي، وتتيح تعيين أفراد في مناصب قضائية عليا دون حصولهم على الكفاءة والخبرة واتسامهم بالنزاعة والاستقلالية.

وبينوا أن الدساتير والقوانين في مختلف الدول التي تحترم القضاء واستقلاليته ونزاهته تمنح الأفراد حق الانتماء إلى السلك القضائي بناء على مؤهلاته، ومن خلال الخبرة التي يكتسبها والكفاءة التي يبديها والنزاهة التي يتصف بها يحصل على الترقية والتدرج في المناصب، بما يعزز من هيبة هذه المؤسسة ويعزز ثقة المجتمع بعدالتها.

واستغرب القانونيون والحقوقيون الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم حرصاً على سلامتهم، من جرأة الجماعة الحوثية على استخدام أسلوب التجريب في مؤسسات القضاء التي تُعدّ أهم المؤسسات التي لا يجوز استخدام التجريب فيها في أي منصب أو وظيفة، لما في ذلك من إخلال بمعايير الكفاءة والتأهيل والنزاهة.

الحوثيون يسيطرون بشكل كامل على القضاء والانتهاكات طالت حتى المحامين المدافعين عن معتقلي الرأي (إكس)

وخلال الأعوام الأخيرة تعرض عدد من القضاة في مناطق سيطرة الجماعة لانتهاكات متعددة، تضمنت الإقصاء والفصل والإحالة إلى محاكمات غير عادلة وإجراءات عقابية غير قانونية، وصولاً إلى الاعتداءات والاختطاف والقتل.

تطييف ممنهج

من جهته، يعرّف المركز الأميركي للعدالة قرارات الجماعة الحوثية الخاصة بالتعيينات في المحاكم بـالطائفية والممنهجة، ضمن سلوكها لإحكام السيطرة على الجهاز القضائي في مناطق نفوذها.

وقال المركز، وهو مؤسسة حقوقية أنشأها ناشطون يمنيون في ولاية ميشيغان، في بيان له، إن القرار الصادر عن الجهة التابعة لمجلس القضاء الأعلى الخاضع للحوثيين يكشف عن توجّهٍ خطير لتقويض استقلال القضاء وتحويله إلى أداة عقائدية تخدم مشروع الجماعة، بما يمثل «حلقة جديدة في مسلسل تسييس العدالة اليمنية».

مساعِ حوثية لتولية الموالين للجماعة في مختلف مفاصل الأجهزة القضائية (إعلام محلي)

ونبه إلى أن ذلك يسلب المحاكم ما تبقى من استقلالها، ويحوّلها إلى أذرع تنفيذية بيد الجماعة، محذراً من موجة جديدة من الانتهاكات لحقوق المتقاضين، وتكريس سياسة الإفلات من العقاب.

وانتقد المركز مبرر «التأهيل المهني»، الذي اتخذته الجماعة غطاءً لإدخال خريجين من مساقات دينية بحتة إلى بنية القضاء، دون أي تأهيل قانوني، ورأى في ذلك «هندسة ممنهجة لمؤسسة العدالة لإحلال عناصر موالية بدل القضاة المهنيين».

ودعا الأمم المتحدة ومفوضيتها السامية لحقوق الإنسان إلى التدخل العاجل وفتح تحقيق في الانتهاكات التي تطال القضاء في مناطق سيطرة الحوثيين، والعمل على إعادة هيكلة السلطة القضائية بإشراف وطني مستقل.