اتفاقية سعودية ـ سويسرية لتجنّب الازدواج الضريبي

وزير المالية السعودي خلال توقيعه الاتفاقية مع نظيره السويسري (واس)
وزير المالية السعودي خلال توقيعه الاتفاقية مع نظيره السويسري (واس)
TT

اتفاقية سعودية ـ سويسرية لتجنّب الازدواج الضريبي

وزير المالية السعودي خلال توقيعه الاتفاقية مع نظيره السويسري (واس)
وزير المالية السعودي خلال توقيعه الاتفاقية مع نظيره السويسري (واس)

وقعت السعودية وسويسرا اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي، في شأن الضرائب على الدخل وعلى رأس المال، ومنع التهرب الضريبي.
ووقع الاتفاقية في الرياض أمس عن الجانب السعودي محمد الجدعان وزير المالية، وعن الجانب السويسري إيلي ماورر وزير المالية نائب رئيس المجلس الفيدرالي.
ووفق الجدعان فإن الاتفاقية تمثل إطاراً قانونياً مستقراً يحدد العلاقات الضريبية بين البلدين بشكل واضح، والمعاملة الضريبية التي يخضع لها مستثمرو البلدين.
وتابع الجدعان: «الاتفاقية تمنع الازدواج الضريبي على الدخل المتحقق من نشاط المستثمر، وبالتالي فإنها تقلل العبء الضريبي على المستثمرين، كما تحقق لهم الشفافية في المعاملة الضريبية»، داعياً رجال الأعمال السويسريين إلى التعرف أكثر على الفرص الاستثمارية والصناعات والسلع السعودية، لغرض زيادة واردات سويسرا منها.
ودعا وزير المالية السعودي، رجال الأعمال في البلدين للاستفادة من الميزات التي توفرها الاتفاقية، والتخفيضات الضريبية لإقامة مزيد من المشروعات التجارية والاستثمارية المشتركة، مشيراً إلى أن التبادل التجاري بين السعودية وسويسرا الذي بلغ عام 2016 نحو 10.3 مليار ريال (2.7 مليار دولار) لا يعكس حجم اقتصاد البلدين.
إلى ذلك، كشف إيلي ماورر أن زيارته للرياض تهدف إلى تأسيس اتصال مباشر مع الجانب السعودي، يعزز التعاون، ويحدث نقلة في الاهتمامات المشتركة.
وقال ماورر لـ««الشرق الأوسط»: «نريد تعزيز التعاون في القطاعات الحيوية، إذ ركزت مباحثاتنا مع الجانب السعودي على تعزيز التعاون بين المؤسسات والأسواق المالية في البلدين»، متوقعاً أن تشهد العلاقات السويسرية السعودية تعاوناً كبيراً في المجالات المالية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
وتطرق إلى أن المباحثات مع الجانب السعودي في الرياض، ترتكز على تحقيق 3 أهداف، هي تعزيز التعاون في القضايا المالية الثنائية والدولية، وتعزيز التعاون بين المؤسسات المالية والبنوك في البلدين في القطاع المالي، وعرض الإمكانات الابتكارية التي يتمتع بها قطاع المصرفية السويسرية. ولفت ماورر إلى أن الوفد المرافق له ضم ممثلي 8 بنوك سويسرية، وممثلاً للبنك الأميركي في بلاده، مشيراً إلى أن السوق المالية السويسرية توظف نحو 200 ألف شخص، ما يعادل 5.6 في المائة من العاملين في سويسرا، وتسهم بنحو 9.4 في المائة من الناتج الإجمالي والمحلي.
وذكر أن 71 في المائة من العاملين في بلاده ينشطون في قطاع الخدمات، ونحو 26 في المائة في القطاعات الثانوية، وتبلغ نسبة الشركات الصغيرة والمتوسطة 99 في المائة من مجمل الشركات العاملة في البلاد.
وأضاف المستشار الفيدرالي السويسري: «لا تزال الإنتاجية تنمو، إذ إن نمو الناتج الإجمالي المحلي يبلغ 2.3 في المائة، في وقت لا توجد لدينا تقريباً بطالة، وتبلغ نسبة المشاركة في سوق العمل نحو 84 في المائة»، مشيراً إلى أن بعض الشركات العالمية الضخمة سويسرية في الأصل، وتأخذ مكاتبها الرئيسة موقعها في بلاده، فيما يبلغ الاستثمار الأجنبي المباشر للشركات السويسرية في أنحاء العالم نحو 1.2 مليار دولار.



كبير مسؤولي «الفيدرالي» يواصل دعم خفض الفائدة رغم التضخم والتعريفات الجمركية

عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر (أ.ب)
عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر (أ.ب)
TT

كبير مسؤولي «الفيدرالي» يواصل دعم خفض الفائدة رغم التضخم والتعريفات الجمركية

عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر (أ.ب)
عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر (أ.ب)

قال أحد كبار صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي، الأربعاء، إنه لا يزال يدعم خفض أسعار الفائدة هذا العام، على الرغم من ارتفاع التضخم، واحتمال فرض تعريفات جمركية واسعة النطاق في ظل إدارة ترمب المقبلة.

وقال كريستوفر والر، العضو المؤثر في مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، إنه يتوقع أن يقترب التضخم من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في الماضي في الأشهر المقبلة. وفي بعض التعليقات الأولى التي أدلى بها مسؤول في بنك الاحتياطي الفيدرالي حول التعريفات الجمركية على وجه التحديد، قال إن الرسوم الجمركية الأكبر على الواردات من غير المرجح أن تدفع التضخم إلى الارتفاع هذا العام، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وقال والر في باريس في منظمة «التعاون الاقتصادي والتنمية»: «رسالتي الأساسية هي أنني أعتقد أن مزيداً من التخفيضات ستكون مناسبة». وأضاف: «إذا لم يكن للتعريفات الجمركية، كما أتوقع، تأثير كبير أو مستمر على التضخم، فمن غير المرجح أن تؤثر على وجهة نظري».

وتُعد تعليقاته جديرة بالاهتمام؛ نظراً لأن تأثير الرسوم الجمركية يشكل بطاقة جامحة هذا العام بالنسبة للاقتصاد الأميركي. وقد هبطت الأسواق المالية في الأشهر الأخيرة جزئياً بسبب المخاوف من أن التضخم قد يستمر في كونه مشكلة، وأن التعريفات الجمركية قد تجعل الأمر أسوأ. ويميل المنتجون إلى رفع الأسعار للعملاء للتعويض عن التكاليف الزائدة للرسوم الجمركية على المواد والسلع المستوردة.

ومع ذلك، فإن والر أكثر تفاؤلاً بشأن التضخم من كثير من مستثمري «وول ستريت». وقال: «أعتقد أن التضخم سيستمر في إحراز تقدم نحو هدفنا البالغ 2 في المائة على المدى المتوسط، ​​وأن مزيداً من التخفيضات (للمعدلات) ستكون مناسبة». وفي حين ظل التضخم ثابتاً في الأشهر الأخيرة - حيث ارتفع إلى 2.4 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني)، وفقاً للمقياس المفضل لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي - زعم والر أن الأسعار خارج قطاع الإسكان، وهو ما يصعب قياسه، تتباطأ.

وتتعارض تصريحات والر مع التوقعات الزائدة في «وول ستريت» بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد لا يخفض سعر الفائدة الرئيس كثيراً، إن فعل ذلك على الإطلاق، هذا العام مع استمرار ارتفاع الأسعار. ويبلغ المعدل حالياً حوالي 4.3 في المائة بعد عدة تخفيضات في العام الماضي من أعلى مستوى له منذ عقدين من الزمن عند 5.3 في المائة. وتتوقع الأسواق المالية خفض أسعار الفائدة مرة واحدة فقط في عام 2025، وفقاً لتسعير العقود الآجلة التي تتبعها أداة «فيد ووتش».

ولم يذكر والر عدد التخفيضات التي يدعمها على وجه التحديد. وقال إن مسؤولي بنك الاحتياطي الفيدرالي توقعوا خفضين هذا العام في ديسمبر (كانون الأول). لكنه أشار أيضاً إلى أن صناع السياسات دعموا مجموعة واسعة من النتائج، من عدم التخفيضات إلى ما يصل إلى خمسة تخفيضات. وأضاف أن عدد التخفيضات سيعتمد على التقدم نحو خفض التضخم.

وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن تأثير التعريفات الجمركية على سياسة الفيدرالي والتضخم يصعب قياسه مسبقاً، حتى يتضح أي الواردات ستتأثر بالتعريفات، وما إذا كانت الدول الأخرى سترد بتعريفات خاصة بها. ولكن في المؤتمر الصحافي الأخير لـ«الفيدرالي» في ديسمبر، أقر باول بأن بعض صناع السياسات التسعة عشر في البنك المركزي بدأوا في دمج التأثير المحتمل لسياسات الرئيس المنتخب دونالد ترمب على الاقتصاد.

وقال باول: «لقد اتخذ بعض الناس خطوة أولية للغاية وبدأوا في دمج تقديرات مشروطة للغاية للتأثيرات الاقتصادية للسياسات في توقعاتهم في هذا الاجتماع». وقال إن مسؤولين آخرين لم يتخذوا مثل هذه الخطوة، في حين لم يحدد البعض ما إذا كانوا قد فعلوا ذلك.

وقد اقترح مسؤولون آخرون في «الفيدرالي» مؤخراً أن يتحرك البنك ببطء أكبر بشأن خفض أسعار الفائدة هذا العام، بعد الخفض في كل من اجتماعاته الثلاثة الأخيرة في عام 2024. وقالت ليزا كوك، عضو مجلس محافظي بنك الاحتياطي الفيدرالي، يوم الاثنين، إن البنك المركزي يمكنه «المضي قدماً بحذر أكبر» في خفض أسعار الفائدة.

وقال والر، في جلسة أسئلة وأجوبة، إن أحد أسباب ارتفاع أسعار الفائدة طويلة الأجل يرجع إلى القلق من أن عجز موازنة الحكومة الفيدرالية، الضخم بالفعل، قد يظل كذلك أو حتى يزيد. وقد أدت أسعار الفائدة طويلة الأجل المرتفعة إلى ارتفاع تكلفة الرهن العقاري والاقتراض الآخر، مما زاد من الضغوط على كل من الشركات والمستهلكين.

وقال: «في مرحلة ما، ستطالب الأسواق بقسط لقبول مخاطر التمويل»، مثل هذا الاقتراض الزائد.