الجيش اليمني ينزع 3 آلاف لغم في صعدة ويحبط هجوماً في الحديدة

اعتراض صاروخين حوثيين باتجاه المخا وتدمير منصات إطلاق في مأرب

أحد مقاتلي الجيش اليمني في جبهة لحج أمس («الشرق الأوسط»)
أحد مقاتلي الجيش اليمني في جبهة لحج أمس («الشرق الأوسط»)
TT

الجيش اليمني ينزع 3 آلاف لغم في صعدة ويحبط هجوماً في الحديدة

أحد مقاتلي الجيش اليمني في جبهة لحج أمس («الشرق الأوسط»)
أحد مقاتلي الجيش اليمني في جبهة لحج أمس («الشرق الأوسط»)

دمرت الدفاعات الجوية للتحالف الداعم للشرعية في اليمن صاروخين باليستيين أطلقهما الانقلابيون الحوثيون أمس، باتجاه مدينة المخا، وذلك غداة هجوم فاشل لميليشياتهم في جبهة الساحل الغربي كبدهم عشرات القتلى والجرحى.
وفيما تواصلت المواجهات التي تخوضها قوات الجيش اليمني ضد الميليشيات الحوثية في جبهات تعز ولحج، دمرت مقاتلات التحالف تعزيزات للميليشيا في صرواح غرب مأرب.
إلى ذلك، أكدت المصادر الرسمية للجيش اليمني أن قواته تمكنت من نزع 3 آلاف لغم زرعها الانقلابيون الحوثيون شمال صعدة في محاولة لإعاقة تقدم القوات الحكومية في مديرية باقم.
وفي هذا السياق، أفاد الموقع الرسمي للجيش اليمني (سبتمبرنت) بأن الدفاعات الجوية التابعة للتحالف اعترضت أمس، في سماء مدينة المخا الساحلية صاروخين باليستيين أطلقتهما ميليشيا الحوثي الانقلابية.
وقال نقلاً عن مصادر ميدانية إن «الصاروخين تم تدميرهما في الجو قبل أن يصلا إلى هدفهما دون التسبب في أي أضرار».
وجاء الهجوم الصاروخي الحوثي غداة إحباط الجيش وطيران التحالف محاولة هجومية للميليشيات للتقدم نحو مديرية حيس المحررة، حيث استخدم المتمردون «الدراجات النارية» وتحت غطاء مدفعي.
وأكدت مصادر رسمية أن القوات الحكومية أحبطت الهجوم الليلي للحوثيين بمساندة من طيران تحالف دعم الشرعية، ما أدى إلى مقتل 60 متمرداً على الأقل وجرح العشرات وأسر عدد آخر بالتزامن مع تدمير آليات حوثية.
وتفرض القوات الحكومية منذ يومين حصاراً من عدة جهات على مديرية الجراحي الواقعة إلى الشمال من مديرية حيس، في مسعى لتحرير ثالث مديريات محافظة الحديدة.
وتواصل الجماعة الانقلابية - بحسب ما أفاد الأهالي في محافظة الحديدة - حملة التجنيد الإجباري وقمع المعارضين للحملة وزجهم في المعتقلات، وهو ما يعكس حجم المخاوف التي تتصاعد لدى قادة الميليشيا جراء اقتراب الجيش اليمني نحو مدينة الحديدة.
إلى ذلك، دمرت مقاتلات التحالف أمس، تجمعاً للميليشيات في مديرية صرواح غرب محافظة مأرب المحررة (شرق صنعاء)، وأكد موقع الجيش اليمني أن الضربات الجوية تسببت في تدمير عربات مسلحة ومنصات صواريخ نصبها المتمردون في جبال هيلان.
وفي جبهات تعز (جنوب غرب) أفشلت القوات الحكومية هجوماً حوثياً باتجاه معسكر «خالد بن الوليد» بالتزامن مع مواجهات ضارية مع الميليشيات شهدتها مديرية موزع في الريف الغربي لتعز.
وأكد مصدر في الجيش اليمني أن عدداً من عناصره قتلوا وجرحوا، جراء المعارك في هذه الجبهة المشتعلة، في حين أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية، بحسب ما نقلته وكالة (وام) الرسمية «استشهاد الرقيب علي خليفة هاشل المسماري» المشارك في قواتها المنضوية ضمن قوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية لدعم الشرعية في اليمن.
وفي صعدة (شمال)، أفادت مصادر الجيش اليمني بأن الفرق الهندسية التابعة للجيش تمكنت من نزع قرابة 3 آلاف لغم أرضي وعبوة ناسفة في عدد من مناطق مندبة بمديرية باقم، كانت زرعتها ميليشيا الحوثي الانقلابية قبل دحرها منها.
وكشف رئيس الفريق الهندسي في اللواء الخامس حرس حدود ملازم أول سلطان شمسان في تصريح رسمي أمس، أن الميليشيا الحوثية زرعت هذه الكمية من الألغام والعبوات الناسفة في مساحة صغيرة تقدر بـ10 كم.
ويتعمد الانقلابيون الحوثيون زرع الألغام المتنوعة بكثافة في طريق القوات الحكومية، لجهة إعاقة تقدمها السريع، في حين تبقى العشرات من الألغام غير المنزوعة عامل تهديد حقيقياً لحياة المدنيين.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر محلية في محافظة حجة (شمال غرب) بأن الميليشيات حشدت العشرات من المجندين الجدد ودفعت بهم أمس باتجاه مديريتي حرض وميدي لإسناد صفوف عناصرها.
وتوعد القائد الجديد للمنطقة العسكرية الخامسة في الجيش اليمني اللواء يحيى صلاح في أول تصريح رسمي له غداة تعيينه بمرسوم رئاسي بأن تشهد هذه الجبهة شمال غربي محافظة حجة الحدودية تطورات مفاجئة للميليشيات الحوثية.
وقال إن «أهم أولوياتنا تطهير الوطن من عبث الانقلابيين الذين جعلوا اليمن ساحة حرب عبثية».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.