العراق والأردن لتعزيز أمن الحدود

لجنة مشتركة لمكافحة عمليات التهريب

TT

العراق والأردن لتعزيز أمن الحدود

بحث وزير الداخلية الأردني غالب الزعبي مع نظيره العراقي قاسم الأعرجي، أمس، سبل تعزيز أواصر التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات مكافحة الإرهاب والتطرف وأمن الحدود ومنع عمليات التهريب والاتجار بالبشر وتبادل المعلومات. كما بحث الجانبان خلال اللقاء، الذي جرى في وزارة الداخلية الأردنية، تطوير عمليات التبادل التجاري عبر معبر الكرامة الحدودي «طريبيل»، إضافة إلى بعض الأمور المتعلقة بالجالية العراقية في الأردن.
وأكد وزير الداخلية الأردني أن هناك توجيهات ملكية مباشرة للحكومة لمد جسور التعاون الفعال مع العراق في كافة المجالات، خصوصاً الأمنية والاقتصادية، والسير إلى أبعد مدى في ذلك تحقيقاً لمصالح الشعبين.
وأضاف أن الأردن يسعى دوماً لفتح مجالات أوسع للتنسيق مع العراق الذي يحمل حالياً لواء الانفتاح مع دول الجوار ومحيطه العربي، بعد قضائه على الحركات والمنظمات الإرهابية، مشيراً إلى الكثير من القواسم المشتركة والتاريخية التي تربط البلدين. وفيما يتعلق بمعبر الكرامة الذي تم إعادة افتتاحه قبل عدة أشهر قال الوزير الزعبي، إنه لا بد من استثماره وتطويره وتسهيل عمليات التبادل التجاري، وتيسير حركة النقل والسماح بوصول الشاحنات إلى وجهتها النهائية في كلا البلدين. كما أكد الوزير الزعبي أن الأردن على أتم الاستعداد للتعاون مع العراق في مكافحة الإرهاب بلا هوادة، خصوصاً أن لدينا تجربة عميقة، ونمتلك خبرات واسعة في هذا المجال.
من جانبه، أكد وزير الداخلية العراقي أن زيارته للأردن تأتي لتعزيز وتمتين مستوى العلاقات القائمة بين البلدين، ومناقشة بعض القضايا الأمنية والسياسية والاقتصادية المشتركة. وقال الأعرجي إن الحكومة العراقية تعمل بكل طاقاتها لتطوير وتسهيل عمليات العبور عبر منفذ طريبيل باعتباره الطريق الأقصر والأقرب لوصول البضائع الأردنية للعراق والعراقية للأردن، وهذا ما يكسبه ميزة اقتصادية تتطلب من الجانبين العمل سوياً لتذليل أي صعوبات قد تواجه سير عمليات التبادل التجاري والنقل عبر المعبر. كما أشار إلى بعض القضايا المتعلقة بالجالية العراقية في الأردن، وخصوصاً الغرامات المترتبة عليهم جراء إقامتهم في المملكة. وتم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة من كلا البلدين للإشراف على أمن الحدود وتسيير دوريات على طول الحدود، وعقد اجتماعات دورية لمنع عمليات التهريب بكافة أنواعه.
من جهته، أكد وزير النقل الأردني وليد المصري، الذي حضر اللقاء، أهمية إيجاد آليات تضمن تسهيل عمليات العبور ووصول الشاحنات إلى محطاتها النهائية، وزيادة مستوى التنسيق الأمني لضمان ذلك، معتبراً أن ذلك مطلب ملح، نظراً لعوائده الاقتصادية المجدية لكلا الطرفين.
بدوره أبدى مدير الأمن العام الأردني أحمد الفقية كامل الاستعداد للتعاون مع الجانب العراقي في هذا المجال أو أي مجالات أخرى من شأنها ضمان أمن الجالية العراقية، وتسهيل عملية إقامتهم في المملكة ضمن حدود اختصاص دوائر الأمن العام. وكشف الفقيه عن توجه لتطوير موقع الكرامة الحدودي وزيادة سعته الاستيعابية وتسهيل عملية العبور بين الطرفين، وفقاً لأحدث المواصفات الأمنية والتكنولوجية.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.