مؤتمر «دعم مستقبل سوريا» في بروكسل لتحقيق هدفين

أعلن مكتب منسقة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، أن المسؤولة الأوروبية ستلتقي اليوم الاثنين في بروكسل مع نصر الحريري، رئيس الهيئة التفاوضية للمعارضة السورية، في الوقت الذي قال فيه مكتب موغيريني في بروكسل، إن المؤتمر الثاني حول دعم مستقبل سوريا ودول المنطقة الذي يركز على الدعم الإنساني وتعزيز عملية السلام السياسية التي تقودها الأمم المتحدة في جنيف، سينعقد في بروكسل يومي 24 و25 أبريل (نيسان) القادم، وهو المؤتمر الثاني من نوعه، بعد أن استضافت بروكسل النسخة الأولى في أبريل من العام الماضي.
وقال بيان موغيريني إن هذا الإعلان جاء عقب مناقشة غير رسمية مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في صوفيا ببلغاريا، وسيركز المؤتمر على هدفين: أولهما تقديم الدعم الإنساني للسوريين، سواء داخل البلاد وفي الدول المجاورة، مثل لبنان وتركيا والأردن، وثانيا دعم العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة، المعروفة بعملية جنيف.
وقالت موغيريني إنها تباحثت حول هذا الأمر مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، على هامش مؤتمر المانحين للعراق الذي استضافته الكويت مؤخرا، وبحسب ما ذكر مكتب موغيريني في بيان، فإن مؤتمر بروكسل الأول حول دعم مستقبل سوريا والمنطقة، تمكن من جمع 6 مليارات دولار، لدعم الأنشطة الإنسانية وتحقيق الاستقرار والتنمية في سوريا والمنطقة خلال عام 2017، وما يقرب من 4 مليارات للفترة من 2018 إلى 2020. كما أعلنت المؤسسات المالية الدولية والجهات المانحة عن تقديم قروض بقيمة 30 مليار دولار تقريبا. وعلى غرار مؤتمر العام الماضي سيتيح مؤتمر بروكسل الثاني الفرصة لجمع المجتمع الدولي بأسره، ومراجعة جميع الجوانب الرئيسية للأزمة السورية الإنسانية والاقتصادية، أي التعهدات المالية المتعلقة بهذا الأمر، إلى جانب الجوانب السياسية.
وقالت موغيريني إن هناك تصميما أوروبيا من الدول الأعضاء للمساهمة بقوة في الجهود المبذولة لإيجاد حل للأزمة. وعلى هامش اجتماعات صوفيا، عبرت منسقة السياسة الخارجية موغيريني، عن قناعة الاتحاد الأوروبي الراسخة، بأنه لا بديل عن عملية جنيف للتوصل إلى حل مستدام للأزمة السورية. وقالت: «كل الطرق يجب أن تؤدي إلى جنيف، وكل ما نفعله يصب في جنيف».
ومن وجهة نظر كثير من المراقبين في بروكسل، يستمر التكتل الموحد في دعمه للمعارضة السورية لحثها على الانخراط في مفاوضات جنيف، بوصفها القناة الشرعية الوحيدة، برأيه، التي ستؤدي إلى الحل، حيث يريد أن تكون سوريا «مكاناً لكل مكونات الشعب، بما في ذلك المعارضة والأقليات»، على حد تعبير موغيريني. ولكن الاتحاد الأوروبي يركز على أن استعداده لتحريك إمكاناته المالية والتقنية لإعادة إعمار سوريا «مشروط دائماً بإطلاق عملية سياسية تتمتع بالصدقية».
من جانبها، شددت وزيرة الخارجية البلغارية، التي ترأس بلادها الدورة الحالية للاتحاد الأوروبي، على خشية أوروبا من تداعيات العملية العسكرية التركية (غصن الزيتون) في شمال سوريا، ضد وحدات حماية الشعب الكردية. وكانت كاتارينا زاخاريفا تتحدث للصحافيين، الجمعة، في ختام الاجتماع غير الرسمي لوزراء خارجية أوروبا في صوفيا، مشيرة إلى أن الاتحاد يخشى أن تسير آثار هذه العملية بعكس التطلعات الرامية إلى الوصول إلى تحريك عملية جنيف، بوصفها الإطار المقبول الوحيد، أوروبياً، للتوصل إلى حل للصراع السوري.
ونوهت المسؤولة البلغارية بأن رسالة الاتحاد الأوروبي للأتراك واضحة بهذا الشأن، فنحن نتفهم مخاوفهم الأمنية المشروعة، ولكننا قلقون من الآثار الإنسانية للعملية، وقالت: «نحث تركيا على ضبط النفس».