النظام يروّج لأسلحة جديدة في ريف دمشق

TT

النظام يروّج لأسلحة جديدة في ريف دمشق

سادت حالة من الترقب والرعب الأحياء الشرقية في دمشق، المتاخمة لجبهتي جوبر والغوطة الشرقية، وتصاعدت مخاوف سكان أحياء العباسيين والقصاع وباب توما، مع الأنباء عن وصول «قوات النمر» إلى تخوم دمشق، بعد أسبوع على تصعيد في القصف امتنع الأهالي خلاله عن إرسال أولادهم إلى المدارس وشلت الحركة في الأسواق التجارية.
ويروج النظام في حملته الدعائية الحربية عبر بث مقاطع مصورة على شبكة الإنترنت لاستقدام أسلحة تكتيكية ثقيلة لم يسبق استخدامها من قبل في معاركه في ريف دمشق، منها دبابة T - 90 الروسية الصنع تتميز بقدرتها على الثبات بقوة أمام القذائف والصواريخ العادية والحرارية، ومدفع هاون عيار 240 ملم (M - 240) الذي يعتبر من أفتك المدافع الثقيلة ويمكنه إطلاق عدة أنواع من القذائف يصل وزنها إلى 100 كلغ.
وكانت روسيا قد أعلنت دعمها لقوات النظام في عملياتها العسكرية بمناطق ما تطلق عليه (مناطق خفض التصعيد) في الغوطة، بعد أن كانت تؤكد دائما على عدم مشاركتها في عمليات النظام العسكرية في الغوطة الشرقية.
وبعد استراحة أيام قليلة فرضتها الأحوال الجوية الغائمة والماطرة، عادت لتتصاعد المخاوف لدى سكان الأحياء الشرقية من تداعيات العملية العسكرية. يقول سامر وهو طالب جامعي يسكن في ساحة العباسيين: «رغم الرغبة والأمل بالخلاص على مبدأ إذا لم تكبر لن تصغر، لكنني أخشى من تداعيات عملية الغوطة، كأن نضطر للنزوح وإذا حصل ذلك لن نضمن ما ستؤول إليه حالة منازلنا، فإذا سلمت من القصف فلن تسلم من التعفيش. إذا حصل ذلك ليس هناك أي خيار سوى الفرار والهروب إلى أبعد أرض».
سميرة (مدرسة متقاعدة) تعيش وحدها في بناء خلف ملعب العباسيين تقول: «كل أسرتي هاجرت وبقيت وحيدة فأنا لم أتزوج واخترت البقاء لحراسة بيت العائلة، فإذا حصلت معركة كبرى واشتد القصف ليس عندي أي خيارات سوى الموت في هذا البيت». وتلفت سميرة إلى أن البناء الذي تعيش فيه أربعة طوابق وكل طابق يحتوي أربع شقق وكان لغاية عام 2012 تسكن كل شقة عائلة من مكونة من خمسة إلى عشرة أشخاص، اليوم نصف الشقق فارغة والنصف الآخر فيها شخص أو اثنان ممن اختاروا البقاء لحراسة منازلهم من «النهب والتعفيش». وعما إذا كانت متفائلة بما يقال عن بدء معركة حاسمة ترد بالجوال: «لا أعرف حقيقة شعوري، فقط الخوف هو ما أحسه، الخوف من كل شيء».
وعن الخشية من أصوات القصف التي قد تتضاعف، تقول سميرة إنها استبدلت زجاج نوافذ البيت ثلاث مرات في العام الأخير، جراء تحطمها بسبب أصوات التفجيرات والارتجاجات التي تتعرض لها الأبنية في الحي المتاخم لمنطقة جوبر حيث تدور أشرس المعارك، وتضيف بسخرية مرة: «كثير من الأحيان أستيقظ لأجد السرير وقد زحف إلى وسط الغرفة، فأضحك أنني نعمت بنوم عميق رغم القصف»، مشيرة إلى أنها تتناول حبوب منوم تساعدها على الإغفاء.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.