سلطان بن سلمان: السعودية ستصبح وجهة عالمية مهمة للمعارض والمؤتمرات

أكد الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في السعودية، رئيس اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات، أن المملكة ستكون خلال الـ10 سنوات المقبلة وجهة عالمية مهمة للمعارض والمؤتمرات، وفي مقدمة المقاصد في المنطقة لهذا النشاط الاقتصادي والسياحي المهم، وذلك بعد إنجاز مرحلة تأسيس صناعة المعارض والاجتماعات السعودية وتطويرها بشكل شامل، وبناء الأنظمة والتشريعات، وتهيئة الكوادر وتحديد الفرص الاستثمارية، وبناء الشراكات مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص، بهدف تهيئة البيئة لانطلاق صناعة منتجة تقوم على أسس علمية ومعايير دولية.
وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى ما تنتظره مناطق المملكة من مشروعات ومبادرات ضخمة في قطاعات السياحة والتراث الوطني، تبنت الدولة دعمها خلال العامين الماضيين، من خلال ميزانيات استدراكية لتمكين قطاع السياحة من أداء أدواره المحورية في النماء الاقتصادي، وتوفير فرص العمل التي يعتمد عليها كثير من دول العالم، إلى جانب أدوار السياحة عموماً والمعارض والمؤتمرات بشكل خاص في التعريف بالمملكة ومكانتها الاقتصادية والحضارية.
جاء ذلك خلال تصريح صحافي بمناسبة انطلاق أعمال الملتقى السعودي لصناعة الاجتماعات في الرياض أمس، الذي يرعاه ويشارك فيه أكثر من 1500 مسؤول ومستثمر في صناعة الاجتماعات السعودية، من منظمي فعاليات أعمال وموردين ومديري المنشآت ومرافق الفعاليات والجهات المستفيدة من هذه الصناعة، إضافة إلى حضور دولي يتكون من مسؤولي منظمات دولية وخبراء ومستثمرين في صناعة الاجتماعات.
وقال الأمير سلطان: «لقد لفتت الاستراتيجية الوطنية للتنمية السياحية التي أقرتها الدولة عام 1425هـ النظر لأهمية التوسع في استقطاب المعارض والمؤتمرات، لكون المملكة أهم الأسواق المستهدفة بهذا النشاط إقليمياً، وللإمكانات البشرية والبنية التحتية والقوة الاقتصادية التي تؤهل المملكة لأن تجني عوائد اقتصادية كبيرة، فيما لو استثمر هذا المجال الذي لم يتم تفعيله واستثماره بما يتناسب مع أهميته إلا بعد صدور قرار مجلس الوزراء الموقر بتأسيس (البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات) الذي بدأ نشاطه في مطلع شهر ذي القعدة عام 1434هـ، وعمل على تطوير صناعة الاجتماعات السعودية وتنظيمها، استناداً إلى مبدأ الشراكة الذي تنتهجه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني منذ تأسيسها».
وأشار إلى أن البرنامج التزم منذ انطلاقته بأن يكون مؤسسة وطنية رائدة في تطوير صناعة الاجتماعات تليق باسم المملكة ومكانتها، وقوة سوقها، وتنافس إقليمياً، وتفرض نفسها على الخريطة الدولية، وذلك من خلال استلهام نقاط القوة التي تتوفر للسوق السعودية، وما يمتلكه المواطنون من إبداع تدعمه توجهات الدولة لتمكين هذا القطاع واحتضانه وفقاً للمسار الذي قدمه البرنامج.
وأفاد بأن البرنامج عمل على تهيئة البيئة النظامية المحفزة على الاستثمار في الصناعة، وتطوير مراكز المعارض والمؤتمرات، وفقاً لأعلى المقاييس العالمية، بالتكامل مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وإمارات المناطق، وشراكة مع الجهات الحكومية ذات العلاقة والقطاع الخاص، بالإضافة إلى تطوير المعايير الخدمية للرقي بجودة الفعاليات، وتوفير المعلومات القيِّمة، وقياس الآثار التنموية، وتوفير الفرص الوظيفية، وتأهيل الموارد البشرية، والعمل على استقطاب معارض ومؤتمرات دولية متميزة.
وأوضح الأمير سلطان بن سلمان، أن البرنامج الوطني «قدم للمعارض والمؤتمرات خلال السنوات الأربع الماضية منظومة القواعد المنظمة وسهّل الإجراءات، ووفر منصة اتصال واحدة للمتعاملين مع فعاليات الأعمال التي تقام في المملكة، إلى جانب بناء علاقات عمل مثمرة مع جميع المتعاملين مع البرنامج، ويلتزم إشراك جميع الأطراف في القرارات والتشريعات وتحقيق الأهداف الوطنية ومصلحة المواطنين في كل مبادراته، وإن النتائج التي حققها البرنامج تؤكد انطلاقة جديدة لأحد أهم المسارات الاقتصادية المحفزة للنمو الاقتصادي في المملكة، وتؤكد كذلك أننا على مشارف مرحلة جديدة من تطوير هذه الصناعة وسيكون المستقبل فيها للشركات والمؤسسات المؤهلة».
وأضاف: «خلال الـ12 شهراً الماضية، ظهرت بوضوح علامات التحول الوطني في صناعة الاجتماعات السعودية، من خلال النمو الملحوظ في إعداد فعاليات الأعمال وتنوعها، ومن خلال إطلاق أكاديمية سعودية للمعارض والمؤتمرات في مارس (آذار) 2017، التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة، وتقديم المملكة خياراً مميزاً للمعارض والمؤتمرات الدولية وتسويقها في المحافل الأهم عالمياً، وانضمام المملكة إلى الجمعية الدولية للمؤتمرات والملتقيات (إيكا) في يناير (كانون الثاني) 2018، إضافة إلى انعقاد الملتقى السعودي لصناعة الاجتماعات السعودية، ليكون ملتقى سنوياً ثابتاً يجمع المستثمرين والمتعاملين في هذه الصناعة، ليتبادلوا تجارياً، ويكتسبوا المعرفة، ويناقشوا كيف يمكن أن تكون المملكة وجهة عالمية أولى لصناعة الاجتماعات».