جريمة قتل زوجين في تركيا تهز الشارع اللبناني

صورة أرشيفية لمدينة إسطنبول (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لمدينة إسطنبول (أ.ف.ب)
TT

جريمة قتل زوجين في تركيا تهز الشارع اللبناني

صورة أرشيفية لمدينة إسطنبول (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لمدينة إسطنبول (أ.ف.ب)

صُدم الشارع اللبناني بجريمة القتل التي وقعت في مدينة إسطنبول التركية، وذهب ضحيتها الشاب محمد محمود بشير، وهو من بلدة بيت ليف الجنوبية، وزوجته نسرين كريدي، ويسود الترقب لمعرفة أسباب الجريمة وخلفياتها، التي تشير المعلومات الأولية إلى أنها وقعت بدافع السرقة.
وأفادت معلومات بأنه عثر على جثتي بشير وزوجته الحامل، مرميتين إلى جانب الطريق العامة في أطراف مدينة إسطنبول، وتبيّن أنهما قتلا خنقاً، فيما اختفت طفلتهما الوحيدة وعمرها 10 سنوات، وقد اشتبهت الشرطة التركية بشخصين من التابعية السورية، بارتكاب الجريمة بدافع السرقة واعتقلتهما للتحقيق.
وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية، أن الزوجين «كانا يعملان في إسطنبول بتجارة البياضات المنزلية، وهي عبارة عن شراشف وأغطية وتوابعها». فيما أشارت وسائل إعلام تركية بينها صحيفة «حرييت»، إلى أن «العثور على الجثتين كان الخميس الماضي، وأن القتيلين يقيمان في أحد أحياء المدينة الراقية، وأن التحقيق الأولي قاد الشرطة إلى الاعتقاد بأن قاتليهما سلباً ما لديهما من مال ثم قاما بقتلهما، وقد عثرت الشرطة على بصماتهما في الشقة».
من جهتها، قالت صحيفة «Posta» التركية، إن «من اعتقلتهما الشرطة يوم العثور على الجثتين الخميس الماضي، هما السوريان عماد الدين. أ وزميله محمد علاء. ك، اللذان يعملان في مكتب شركة بيع وتأجير للعقارات بإسطنبول، ويعتقد أنهما تسللا السبت الماضي (يوم 11 فبراير/ شباط الحالي) إلى منزل الزوجين، ثم قاما بقتلهما خنقاً». ونقلت الصحيفة عن محققين، أن «الطفلة اسمها نايا. ن، وهي ابنة السورية من زواج سابق، لا ابنة اللبناني، وأن بوّاب العمارة هو من وجدها وحملها إلى قريب لوالدتها، وتم تسليمها فيما بعد إلى هيئة رعاية للأطفال». وقد نفى المعتقلان ارتكابهما الجريمة، مع أن الشرطة «وجدت بصماتهما في الشقة وعلى جثتي القتيلين اللذين كان على فم كل منهما لاصق»، وربما وجدت البصمات على اللواصق نفسها بشكل خاص.
وبثت محطة CNN التلفزيونية التركية، معلومات مختلفة، منها أن الزوجة «عمرها 40 وحامل منذ شهر ونصف الشهر، وكان اللاصق البلاستيكي يسد فمها وأنفها، وكذلك أنف وفم زوجها حين العثور على جثتيهما في منحدر قرب سكة حديد في ضاحية المدينة».
كما وردت معلومات مختصرة على عدد من مواقع الأخبار التركية، يتضح منها أن حالة الزوجين المادية كانت ميسورة، فقد كانا يعملان في حقل العقارات أيضاً، وأقدم القاتلان على تعذيبهما قبل قتلهما خارج الشقة وليس بداخلها، أي تمت السيطرة عليهما فيها، وبعد سرقة ما لديهما، تم اقتيادهما إلى سكة الحديد في ضاحية قريبة كيلومتر تقريباً من حيث كانا يقيمان، وهناك أجهزا عليهما في عتمة الليل، ثم ألقيا بجثتيهما من جسر فيها، لذلك تم استخدام رافعة لحمل الجثتين من المنحدر الصعب.
وأعلنت وزارة الخارجية والمغتربين في لبنان أنها تبلغت من القنصل العام في إسطنبول منير عانوتي «عن عثور الشرطة التركية على جثتي المواطن اللبناني محمد محمود بشير مواليد صيدا 1978 وزوجته نسرين كريدي، سورية الجنسية مواليد 1978 والحامل في أشهرها الأولى، في منطقة أرناؤوط كوي في إسطنبول.
وبحسب بيان للوزارة: «تواصلت القنصلية العامة فورا مع شقيق القتيل باسل بشير الذي تعرف على الجثتين في مركز الشرطة، التي أفادت أنه تم توقيف شخصين من التابعية السورية يشتبه بضلوعهما بعملية القتل».
ونفى بين الوزارة «الحديث المتناقل عبر وسائل الإعلام عن أن للقتيل ابنا مفقودا يبلغ من العمر عشر سنوات»، مؤكدة أنه خبر عار عن الصحة، وأن للقتيل «طفلة لم تكن موجودة عند وقوع الحادثة».
وأكدت الخارجية أنها تتابع عبر بعثتها في إسطنبول موضوع صدور تقريري الشرطة والطبيب الشرعي كون الوفاة ناجمة عن عملية قشتل، ليتم من بعدها نقل الجثمانين إلى لبنان.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.