الميليشيا تقصف مسجد «حيس» الأثري وتعزز عناصرها في «الجراحي»

الجيش اليمني يصد هجوماً حوثياً في تعز... والطيران يدمر مخزن أسلحة في حجة

عناصر من الشرطة العسكرية يؤمنون مظاهرة لإحياء ذكرى الثورة التي أطاحت الرئيس صالح في تعز أمس (رويترز)
عناصر من الشرطة العسكرية يؤمنون مظاهرة لإحياء ذكرى الثورة التي أطاحت الرئيس صالح في تعز أمس (رويترز)
TT
20

الميليشيا تقصف مسجد «حيس» الأثري وتعزز عناصرها في «الجراحي»

عناصر من الشرطة العسكرية يؤمنون مظاهرة لإحياء ذكرى الثورة التي أطاحت الرئيس صالح في تعز أمس (رويترز)
عناصر من الشرطة العسكرية يؤمنون مظاهرة لإحياء ذكرى الثورة التي أطاحت الرئيس صالح في تعز أمس (رويترز)

أفشلت قوات الجيش اليمني، أمس، هجوماً لميليشيا جماعة الحوثيين في تعز (جنوب غرب)، بالتزامن مع ضربات لطيران التحالف العربي دمرت مخزن أسلحة للميليشيات في حجة (شمال غرب)، في وقت أدت الخسائر البشرية التي تكبدتها الجماعة خلال معارك الساحل الغربي جنوبي الحديدة إلى الدفع بعشرات من مجنديها لإسناد صفوفها المتهاوية. وقصفت ميليشيا الحوثي أمس، أيضاً بالمدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا «الجامع الكبير» في حيس التاريخية.
وعلى وقع التقدم الكبير لقوات الجيش اليمني و«المقاومة التهامية» في مديرية «الجراحي»، أرسلت الميليشيات الانقلابية مَن تسمّيه رئيس لجنتها الثورية محمد علي الحوثي وهو الشخص الثاني بعد زعيم الجماعة، إلى مدينة الحديدة، في مسعى لرفع معنويات أنصارها المنهارة. وأفاد مصدر عسكري مناهض للجماعة في مدينة الحديدة، لـ«الشرق الأوسط»، بأن القيادي الحوثي أمر بإرسال عشرات المجندين الجدد لإعاقة تقدم القوات الحكومية والمقاومة في مديرية «الجراحي»، كما أمر المسؤولين المحليين بتجنيد المزيد من المقاتلين استعداداً للدفاع عن المدينة التي تسعى القوات الحكومية لتحريرها واستعادة مينائها الاستراتيجي.
وحسب النسخة الحوثية من وكالة (سبأ)، حضر الرجل الثاني في الجماعة أمس، حفلاً للميليشيات في مدينة الحديدة أقامته بمناسبة إنهاء دورة تثقيفية لعدد من عناصرها تم تلقينهم خلالها «ملازم الجماعة الخمينية». وأفادت مصادر محلية في مديرية حيس، المحررة، بأن الجماعة قصفت بالمدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا «الجامع الكبير» في المدينة التاريخية ودمرت أجزاء منه، وهو من أول المساجد التي أنشئت في اليمن قبل قرون. وأضافت أن الميليشيات أجبرت عشرات العائلات تحت التهديد على النزوح الجماعي من منازلهم شرقي «حيس» للتمركز فيها، بخاصة سكان «قرى العبادية والجلادة ودباس»، حيث اتخذت من مناطق سكنهم متاريس حربية، وزرعت المئات من الألغام في مسعى لمنع قوات الحكومة الشرعية من التقدم نحو «الجراحي» من جهة الشرق.
في غضون ذلك أغارت مقاتلات التحالف العربي على مواقع لميليشيا الانقلاب الحوثي في مديرية «حيران» شمال غربي محافظة حجة الحدودية، وأدت الضربات إلى تدمير مخزن أسلحة وذخيرة وقتل عدد من المتمردين كانوا يتمركزون في أحد حواجز التفتيش في المنطقة. وتبعد المنطقة المستهدفة نحو 15 كيلومتراً جنوبي مدينة «حرض» الحدودية التي تحاول القوات الحكومية استعادتها مع المناطق المجاورة في مديرية «ميدي» في هذه الجبهة الواقعة شمال غربي محافظة حجة.
وفي محافظة تعز، أفشلت قوات الجيش، فجر أمس، هجوماً لميليشيا الحوثي الانقلابية في مديرية «حيفان» جنوبي شرق المحافظة التي تشمل عدداً من الجبهات في محيط المدينة (تعز) وفي أريافها.
وقال الموقع الرسمي للجيش (سبتمبر.نت)، إن القوات «صدت هجوماً للميليشيا الحوثية على تباب الخضراء، والحمراء، والوسطى، في جبهة الأحكوم، وخاضت اشتباكات عنيفة استمرت لساعات».
ونقل الموقع عن مصدر ميداني قوله: «إن قوات الجيش دكّت مواقع الميليشيا الحوثية المتمركزة في منطقة الكعاوش، وتبة الدبعي، حيث أسفر المعارك والقصف عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيا الحوثية».
وكانت القوات الحكومية قد صدت هجوماً آخر للميليشيات، أول من أمس، في جبهة «الصلو» جنوبي تعز، حيث تحاول التقدم في مديرية «دمنة خدير» حيث الطريق الرئيس الذي يصل تعز جنوباً بمحافظتي لحج وعدن. وقصف طيران التحالف -حسب مصادر رسمية «تجمعات لميليشيا الحوثي الانقلابية في مناطق متفرقة شرقي تعز، بالتزامن مع استمرار المعارك في العديد من الجبهات الميدانية».
وذكر موقع الجيش أن غارات للتحالف «استهدفت مبنى في جولة القصر، شرقي المدينة، كان يوجد بداخله خبراء إيرانيون يعملون في التجسس لصالح الميليشيا على شبكة الاتصال»، بالتزامن مع ضربات أخرى طاولت «مواقع وتجمعات للميليشيا الحوثية في التشريفات، ومبنى الأمن المركزي، بمديرية صالة، شرقي المدينة».
وامتدت ضربات التحالف إلى «مواقع وتعزيزات وآليات قتالية للميليشيا الحوثية في جبل أومان، بشارع الستين، ومنطقة المفرق، وبالقرب من فندق الحجاجي، خلف تبة السلال». وحسب مصادر ميدانية في تعز فإن المعارك مستمرة بين قوات الجيش وميليشيا الحوثي في مواقع متفرقة في جبهة الشقب، بمديرية صبر الموادم وفي جبهة الضباب، غربي المدينة. في الوقت نفسه، تجددت المواجهات بين الطرفين في جبهة «مقبنة» في الريف الغربي للمدينة إثر محاولة تسلل لعناصر الميليشيا إلى مواقع الجيش الوطني في محيط جبل جريدم، ومدرسة بلال، وعزلة القحيفة.


مقالات ذات صلة

اليمنيون يرفضون أداء صلاة العيد تحت وصاية الحوثيين

العالم العربي لقطة جوية لمصور يمني توضح انفضاض مصلين في إب بعد تعيين خطيب حوثي لصلاة العيد (إكس)

اليمنيون يرفضون أداء صلاة العيد تحت وصاية الحوثيين

تسبب فرض الجماعة الحوثية خطباء لصلاة العيد من أتباعها في رفض السكان في مناطق سيطرتها أداء الصلاة تحت وصايتها، وانتقل الآلاف منهم لأدائها في مناطق سيطرة الحكومة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي المسافرون عبر مطار صنعاء يواجهون إجراءات حوثية مشددة (غيتي)

الحوثيون يصادرون إلكترونيات المسافرين عبر مطار صنعاء

لجأت الجماعة الحوثية لاحتجاز الأجهزة الإلكترونية للإعلاميين والناشطين المسافرين عبر مطار صنعاء لإجبارهم على العودة، في الوقت نفسه الذي تشدد رقابتها عليهم

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أشخاص يتجمعون على أنقاض منزل تعرض لغارة أميركية في صعدة باليمن (رويترز)

الحوثيون يعلنون مقتل 4 في قصف أميركي شرق صنعاء

أعلنت جماعة الحوثي، في وقت مبكر اليوم الخميس، سقوط أربعة قتلى وجرحى جراء قصف أميركي على محافظة صنعاء.

«الشرق الأوسط» (عدن)
الولايات المتحدة​ النائب الأميركي راجا كريشنامورثي يشير إلى رسائل نصية لوزير الدفاع بيت هيغسيث خلال جلسة استماع سنوية لتقييم التهديدات العالمية في مبنى مكتب لونغورث هاوس بعد تسريب «محادثات سيغنال» (أ.ف.ب)

روبيو: واقعة «سيغنال» خطأ فادح لكن لم يهدد حياة جنودنا

أكّد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، اليوم (الأربعاء)، أن المعلومات الواردة عبر محادثة «سيغنال» بشأن الهجمات على اليمن لم تكن سرية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي والتز يتحمل مسؤولية «واقعة سيغنال» play-circle

البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي والتز يتحمل مسؤولية «واقعة سيغنال»

حمّل البيت الأبيض اليوم (الأربعاء)، مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز المسؤولية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ضربات أميركية ليلية تستهدف مواقع للحوثيين في صنعاء وحجة

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات "هاري ترومان" لضرب الحوثيين في اليمن (أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات "هاري ترومان" لضرب الحوثيين في اليمن (أ.ف.ب)
TT
20

ضربات أميركية ليلية تستهدف مواقع للحوثيين في صنعاء وحجة

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات "هاري ترومان" لضرب الحوثيين في اليمن (أ.ف.ب)
مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات "هاري ترومان" لضرب الحوثيين في اليمن (أ.ف.ب)

ضربت غارات أميركية مواقع للحوثيين في صنعاء وحجة ليل الأحد- الإثنين، استمراراً للحملة التي أمر بها الرئيس دونالد ترمب ضد الجماعة الموالية لإيران، سعياً لإرغامها على وقف تهديدها للملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن.

وكان ترمب أمر الجيش ببدء الحملة الواسعة ضد الحوثيين في 15 مارس (آذار) وتوعدهم بـ «القوة المميتة» وبـ «القضاء عليهم تماما»، وسط تقارير أميركية تحدثت عن تكبد الجماعة حتى الآن خسائر كبيرة على مستوى العتاد والقادة.

وتزعم الجماعة أنها استأنفت هجماتها وتهديدها للملاحة نصرة للفلسطينيين في غزة بعد انهيار اتفاق الهدنة بين حركة حماس وإسرائيل وعودة الأخيرة لعملياتها العسكرية في القطاع الفلسطيني المدمر.

وفي حين هدد وزير دفاع الجماعة الحوثية، الإثنين، بالمزيد من التصعيد وهون من أثر الضربات الأميركية، أقرت الجماعة بمقتل 3 أشخاص وإصابة 12 آخرين جراء الغارات التي ضربت مواقع في صنعاء واستهدفت سيارة في محافظة حجة (شمال غرب).

وأوضحت الجماعة في بيان أن شخصا قتل وأصيب خمسة جراء الغارات التي ضربت منطقة جدر في شمالي صنعاء، إضافة إلى إصابة ستة آخرين جراء القصف الذي استهدف منطقة صرف التابعة لمديرية بني حشيش حيث المدخل الشرقي لصنعاء.

وقال البيان الصادر عن قطاع الصحة الذي يديره الحوثيون إن شخصين قتلا وأصيب طفل جراء غارة استهدفت سيارة في منطقة الطور حيث مديرية بني قيس في محافظة حجة.

وبحسب إعلام الجماعة الحوثية، استهدفت 4 غارات منطقة جدر مديرية بني الحارث في صنعاء، كما استهدفت 8 غارات منطقة «الملكة» في مديرية بني حشيش و5 غارات أخرى صرف في المديرية نفسها.

ويرى مجلس القيادة الرئاسي اليمني أن الحل لا يكمن في الضربات الأميركية لإنهاء التهديد الحوثي وإنما في دعم القوات الحكومية على الأرض وتمكينها من تحرير الحديدة وموانئها وصولا إلى صنعاء وصعدة لاستعادة المؤسسات وإنهاء الانقلاب على الشرعية.

270 غارة

بهذه الغارات تكون الجماعة قد استقبلت نحو 270 غارة منذ بدء الحملة الأميركية الجديدة، لتضاف إلى حوالي ألف غارة وضربة بحرية تلقتها في عهد إدارة جو بايدن على مدار عام ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، وحتى إبرام هدنة غزة بين حركة حماس وإسرائيل في 19 يناير الماضي.

وكانت إدارة بايدن توقفت عن ضرباتها ضد الحوثيين بعد سريان اتفاق الهدنة في غزة كما توقفت الجماعة عن مهاجمة السفن وإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، قبل أن تعود مجددا للتهديد بشن الهجمات تجاه السفن الإسرائيلية مع تعذر تنفيذ المرحلة الثانية من الهدنة في غزة.

ألسنة لهب ودخان يتصاعدان إثر غارة أميركية ضربت موقعا للحوثيين في صنعاء (أ.ف.ب)
ألسنة لهب ودخان يتصاعدان إثر غارة أميركية ضربت موقعا للحوثيين في صنعاء (أ.ف.ب)

ويقول مراقبون يمنيون إن الضربات التي أمر بها ترمب تختلف عما كان عليه الحال مع إدارة بايدن، لجهة أنها لا تكتفي بالعمليات الدفاعية والاستباقية وإنما تتخذ منحى هجوميا أكثر كثافة وشمولية لمواقع الحوثيين ومراكز قيادتهم ومخابئهم الحصينة في الجبال مع التركيز على معقلهم الرئيسي في صعدة والذي يرجح اختباء زعيمهم فيه.

ولم يحدد الجيش الأميركي مدة زمنية لوقف الضربات، بينما رهنها المسؤولون في واشنطن بتوقف الحوثيين عن تهديد الملاحة في البحر الأحمر، وهو أمر كما يبدو بعيد المنال مع بقاء قدرة الجماعة العسكرية على حالها، وتحولها من لاعب محلي إلى لاعب إقليمي يعوض خسارة إيران لفاعلية حزب الله اللبناني.

إصرار على التصعيد

على وقع هذه الغارات الأميركية والهجمات الصاروخية الحوثية باتجاه إسرائيل هدد وزير دفاع الجماعة الانقلابية محمد ناصر العاطفي، الإثنين، بالمزيد من التصعيد، زاعما أن جماعته «أصبحت تمتلك ترسانة عسكرية قتالية متعددة المهام وقاعدة صناعية نوعية».

كما ادعى وزير دفاع الحوثيين أن لدى الجماعة «من القدرات والمفاجآت الكبيرة والواسعة بشأن الصناعة العسكرية والإنتاج الحربي ما يذهل العدو ويريح الصديق».

وهون المسؤول الحوثي من أثر الضربات الأميركية، وقال إنها لن تؤثر على قدرات الجماعة التي زعم أنها اتخذت «كافة التدابير الممكنة لمواجهة طويلة الأمد».

تقارير أميركية تحدثت عن مقتل قادة أساسيين في الجماعة الحوثية جراء ضربات ترمب (أ.ب)
تقارير أميركية تحدثت عن مقتل قادة أساسيين في الجماعة الحوثية جراء ضربات ترمب (أ.ب)

وكان الحوثيون قد استأنفوا هجماتهم الصاروخية تجاه إسرائيل منذ 17 مارس، وتبنّوا خلال أسبوعين إطلاق 10 صواريخ باليستية اعترضها الجيش الإسرائيلي دون أضرار.

يشار إلى أن الجماعة دخلت على خط التصعيد بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، حيث أطلقت نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة تجاه إسرائيل، دون أن يكون لها أي تأثير عسكري باستثناء مقتل شخص واحد في 19 يونيو (حزيران) الماضي حينما انفجرت مسيرة في إحدى الشقق في تل أبيب.

كما تبنت الجماعة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، حتى بدء هدنة غزة، مهاجمة 211 سفينة، وأدّت الهجمات خلال 14 شهرا إلى مقتل 4 بحارة وغرق سفينة بريطانية وأخرى يونانية، إضافة إلى قرصنة السفينة «غالاكسي ليدر».

وردت إسرائيل بخمس موجات من الضربات الانتقامية ضد الحوثيين كان آخرها في 10 يناير الماضي، واستهدفت الضربات موانئ الحديدة ومستودعات الوقود ومحطات كهرباء في الحديدة وصنعاء إضافة إلى مطار صنعاء.