في سابقة تعد الأولى من نوعها، سمحت السلطات السورية بخروج تظاهرة لأكراد سوريين، أمس، في دمشق، للتنديد بالحملة العسكرية التركية على منطقة عفرين التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية. وحمل المتظاهرون الذين خرجوا في منطقة وادي المشاريع، في دمر الغربية (5 كلم عن قصر الشعب)، صور الزعيم الكردي رئيس «حزب العمال الكردستاني» عبد لله أوجلان وأعلام الأحزاب الكردية، وسط غياب كامل للعلم الوطني السوري. وأكدت اللافتات المرفوعة على الهوية الكردية لعفرين، منها: «الاعتداء على عفرين اعتداء على سوريا»، في إشارة واضحة إلى أن عفرين ليست أرض سورية. ووجه المتظاهرون التحية لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية التي تواجه الجيش التركي، ورددوا شعارات تندد بالعمليات العسكرية التي بدأتها تركيا في 20 يناير (كانون الثاني) ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية في مدينة عفرين، بريف حلب شمال سوريا، وسمتها «عملية غصن الزيتون».
ولم تأت وسائل الإعلام الرسمية على ذكر المظاهرة التي يبدو أنها خرجت بموافقة النظام، لتنفرد قناة «العالم» الإيرانية بنشر صور المظاهرة على موقعها في الإنترنت. أما وسائل الإعلام السورية الموالية، لا سيما الصفحات الإخبارية على موقع «فيسبوك»، فقد أثارت بنقلها للصور ردود فعل غاضبة في أوساط السوريين الذين تساءلوا عن أسباب غياب «علم الجمهورية العربية السورية»، واتهموا النظام وأجهزته الأمنية بالتساهل مع «الانفصاليين الأكراد».
وعبر صفحة «دمشق الآن» الموالية لدمشق، كشفت التعليقات عن حجم الاستياء في الأوساط السورية من رفع صور الزعيم الكردي أوجلان والإعلام الكردية في دمشق، وتساءل البعض في تعليقاتهم: «أين رجال الأمن؟ كيف سمحوا لهؤلاء الانفصاليين برفع رايتهم».
صور أوجلان في شوارع دمشق
صور أوجلان في شوارع دمشق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة