{المركزي} المصري يبدأ مشوار تخفيض الفائدة

{المركزي} المصري يبدأ مشوار تخفيض الفائدة
TT

{المركزي} المصري يبدأ مشوار تخفيض الفائدة

{المركزي} المصري يبدأ مشوار تخفيض الفائدة

أعلنت لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري مساء أول من أمس خفض أسعار الفائدة الأساسية بمقدار مائة نقطة أساس، لتعطي قطاع الأعمال فرصة لالتقاط الأنفاس بعد سلسلة من الزيادات المتوالية منذ تعويم العملة ساهمت في رفع تكاليف الإقراض.
وكان البنك المركزي رفع أسعار الفائدة على عدة مراحل منذ أن ترك سعر الصرف يتحدد بناء على العرض والطلب في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، وبلغ مجمل الزيادة 700 نقطة أساس.
ومع تسجيل التضخم الشهري في مصر انكماشا للشهر الثاني على التوالي، في يناير (كانون الثاني)، تزايدت التوقعات باتجاه المركزي لتخفيض الفائدة تدريجيا.
وعزز من تلك التوقعات استهداف المركزي النزول بالتضخم إلى 13 في المائة بنهاية 2018، بعد أن تجاوز مستوى 30 في المائة خلال العام الماضي ثم انخفض تدريجيا حتى وصل الشهر الماضي إلى 17 في المائة.
وقال المركزي في بيانه أول من أمس إنه خفض سعر الفائدة على الودائع لليلة واحدة إلى 17.75 في المائة من 18.75 في المائة، وخفض سعر الفائدة على الإقراض لليلة واحدة إلى 18.75 في المائة من 19.75 في المائة.
«تشير بيانات التضخم الأخيرة إلى نجاح السياسة النقدية في احتواء الضغوط التضخمية... وبناء عليه قررت لجنة السياسة النقدية خفض أسعار العائد الأساسية بواقع 1 في المائة. وترى اللجنة أن هذا القرار يتسق مع تحقيق معدلات التضخم المستهدفة واستقرار الأسعار على المدى المتوسط»، وفقا للبيان.
وقالت وكالة «رويترز» إن ثمانية من عشرة خبراء اقتصاديين توقعوا في وقت سابق أن المركزي سيخفض أسعار الفائدة الأساسية.
وقال نعمان خالد خبير إدارة الأصول في (سي آي كابيتال) لـ«رويترز» بعد قرار البنك المركزي: «خفض بنسبة واحد في المائة إشارة كبيرة إلى المستثمرين بأن تشديد السياسة النقدية انتهى وهو أيضا نهج محافظ، هناك حاجة إليه من أجل اختبار نشاط السوق».
وأضاف أنه يتوقع خفضا آخر بمقدار مائة نقطة أساس في الاجتماع القادم للجنة السياسة النقدية والمقرر عقده في 29 مارس (آذار).
وكان المسح المصرفي الذي يجريه البنك المركزي أظهر انكماش صافي المطلوبات من القطاع الخاص في أغسطس (آب) الماضي، من 67.5 مليار جنيه إلى 66.8 مليار جنيه، وهو الشهر الذي تلا آخر زيادة في أسعار الفائدة، لكن المطلوبات عاودت الارتفاع مجددا ووصلت إلى 67.2 مليار جنيه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
ويحتاج القطاع الخاص إلى أسعار فائدة أقل حتى يتمكن من مساندة الاقتصاد في تحفيز النمو الذي بدأ يرتفع بوتيرة أسرع نسبيا خلال السنوات الأخيرة وسجل 4.2 في المائة خلال العام المالي الماضي، ويتوقع صندوق النقد أن يصعد إلى 5.5 في المائة في 2018 - 2019.
وتتراجع البطالة في مصر مع انتعاش النمو لكن لا تزال مرتفعة بين الشباب والفئات الأكثر تعلما.
وأعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بمصر أول من أمس عن انخفاض البطالة إلى 11.3 في المائة من إجمالي قوة العمل خلال الربع الرابع من 2017، مقارنة بـ11.9 في المائة خلال الربع السابق من العام نفسه.
وتفاقمت معدلات البطالة في مصر مع اندلاع ثورة شعبية للإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في يناير من 2011، لتصعد من 8.9 في المائة في الربع الأخير من 2010 إلى 11.9 في الربع الأول من العام التالي.
وهبطت البطالة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي إلى 12 في المائة، وهو أدنى مستوى لها منذ أكثر من خمس سنوات، ثم أخذت منحى نزوليا خلال الأشهر التالية لتسجل بنهاية العام الماضي أدنى معدلاتها منذ فترة ما قبل الثورة.
وقال جهاز الإحصاء إن نشاط النقل والتخزين كان أهم الأنشطة الاقتصادية التي اجتذبت أكبر نسبة من الداخلين في سوق العمل أو المتحولين من أنشطة أخرى، بعدد 724 ألف مشتغل، يليه الصناعات التحويلية الذي اجتذب 403 آلاف مشتغل.
وترتفع البطالة في مصر بين الإناث بأكثر من الذكور، حيث ذكر جهاز الإحصاء أول من أمس أن معدل البطالة بين الذكور خلال الربع الرابع من 2017 بلغ 7.8 في المائة من إجمالي الذكور، بينما وصل بين الإناث إلى 23.3 في المائة من إجمالي الإناث في قوة العمل.
وتزداد البطالة أيضا بين الفئات الشابة والأكثر تعليما، حيث بلغت نسبة المتعطلين من الشباب خلال الفترة نفسها، مما يقعون في المرحلة العمرية 15 - 29 سنة، 78.3 في المائة من إجمالي المتعطلين، وكانت النسبة الأكبر من التعطل من نصيب الفئة العمرية 25 - 29 سنة بنسبة 42 في المائة.
وبلغت نسبة المتعطلين من حملة الشهادات المتوسطة وفوق المتوسطة والجامعية وما فوقها 89.5 في المائة من إجمالي المتعطلين.
ويعاني أبناء الحضر بشكل أكبر من البطالة عن الريفيين، حيث يقول الجهاز إن معدل بطالة الحضر بنهاية العام الماضي بلغ 12.9 في المائة من إجمالي قوة العمل في الحضر، بينما كان 10.1 في المائة من قوة العمل في الريف.
ويمثل العاملون بأجر نقدي النسبة الأكبر من القوى العاملة المصرية، حيث بلغ عدد المشتغلين بأجر في الربع الرابع من 2017 نحو 69.7 في المائة من إجمالي المشتغلين، مقابل 9.7 في المائة من أصحاب الأعمال، و13.3 في المائة ممن يعملون لحسابهم ولا يستخدمون أحدا، و7.3 في المائة من المساهمون في أعمال - مشروعات داخل الأسرة من دون أجر.


مقالات ذات صلة

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

الاقتصاد اجتماع وزير البترول  والثروة المعدنية المصري كريم بدوي بمسؤولي شركة «إكسون موبيل» (وزارة البترول والثروة المعدنية)

«إكسون موبيل» تستعد لحفر بئر جديدة للتنقيب عن الغاز في مصر

ستبدأ شركة «إكسون موبيل» المتخصصة في أعمال التنقيب عن البترول وصناعة البتروكيماويات يوم 15 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بأنشطة الحفر البحري للتنقيب عن الغاز.

«الشرق الأوسط» (لندن )
العالم العربي مصريون يلجأون للمعارض لشراء احتياجاتهم مع ارتفاع الأسعار (الغرفة التجارية المصرية بالإسكندرية)

الغلاء يُخلخل الطبقة الوسطى في مصر... رغم «التنازلات»

دخلت الطبقة الوسطى في مصر مرحلة إعادة ترتيب الأولويات، بعدما لم يعد تقليص الرفاهيات كافياً لاستيعاب الزيادات المستمرة في الأسعار، فتبدلت معيشتها.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي خلال استقباله الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس وزراء قطر في العاصمة الإدارية الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر وقطر ستتعاونان في مشروع عقاري «مهم للغاية» بالساحل الشمالي

قال مجلس الوزراء المصري، الأربعاء، إن مصر وقطر ستتعاونان خلال المرحلة المقبلة في مشروع استثماري عقاري «مهم للغاية» في منطقة الساحل الشمالي المصرية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد أبراج وشركات وبنوك على نيل القاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

تقرير أممي يحذّر من تضخم الدين العام في المنطقة العربية

حذّر تقرير أممي من زيادة نسبة خدمة الدين الخارجي في البلدان العربية، بعد أن تضخّم الدين العام المستحق من عام 2010 إلى 2023، بمقدار 880 مليار دولار في المنطقة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مقر البنك المركزي المصري بالعاصمة الإدارية الجديدة (رويترز)

تحويلات المصريين بالخارج زادت بأكثر من 100 % في سبتمبر

أظهرت بيانات البنك المركزي المصري، اليوم الاثنين، أن تحويلات المصريين بالخارج ارتفعت لأكثر من مثليها على أساس سنوي في سبتمبر (أيلول) الماضي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

الأسواق الأميركية تشهد تراجعاً بسبب بيانات اقتصادية محبطة

متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)
متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

انخفضت مؤشرات الأسهم الأميركية، يوم الخميس، في ظل بيانات اقتصادية محبِطة قد تشير إلى تباطؤ في النمو الاقتصادي. وتراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.2 في المائة خلال التعاملات المبكرة، متجهاً نحو خَسارته الثالثة في الأيام الأربعة الماضية، وهو ما يشير إلى تعثر ملحوظ بعد ارتفاعه الكبير، هذا العام.

وفي المقابل، ارتفع مؤشر «داو جونز» الصناعي بمقدار 23 نقطة، أو 0.1 في المائة، في حين انخفض مؤشر «ناسداك» المركب بنسبة 0.4 في المائة، مقارنةً بأعلى مستوى سجله في اليوم السابق، وفق وكالة «أسوشييتد برس».

وتأثرت الأسواق بتقرير يُظهر ارتفاعاً في عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة، الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى تحديث آخر أظهر أن التضخم على مستوى الجملة، قبل أن يصل إلى المستهلكين الأميركيين، كان أعلى من المتوقع في الشهر الماضي.

وعلى الرغم من أن هذه التقارير لا تشير إلى كارثة وشيكة، فإنها تثير القلق بشأن بعض الآمال التي كانت تدعم مؤشرات الأسهم، وخاصة «ستاندرد آند بورز 500» الذي وصل إلى أعلى مستوى له، هذا العام، حيث كانت السوق تُعوّل على تباطؤ التضخم بما يكفي لإقناع بنك الاحتياطي الفيدرالي بمواصلة خفض أسعار الفائدة، مع بقاء الاقتصاد قوياً بما يكفي لتفادي الركود.

ومن بين التقريرين، قد يكون التحديث الأكثر تأثيراً هو الأضعف لسوق العمل، وهو ما يَعدُّه كريس لاركين، المدير الإداري للتداول والاستثمار في «إي تريد» من «مورغان ستانلي»، عاملاً مهماً في حسم مسار السوق. ولفت إلى أن ارتفاع أسعار البيض ربما يكون السبب وراء أرقام التضخم التي جاءت أعلى من المتوقع. وأضاف لاركين أن «أسبوعاً واحداً من البيانات الضعيفة لا ينفي الاتجاه العام القوي لسوق العمل، لكن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيكون حذراً في التعامل مع أي إشارات على ضعف سوق الوظائف».

ويتوقع المستثمرون بشكل شبه مؤكَّد أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بتخفيض سعر الفائدة الرئيسي، في اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل، ما يمثل التخفيض الثالث على التوالي، بعد أن بدأ خفض الفائدة في سبتمبر (أيلول) الماضي، بعدما كانت عند أعلى مستوياتها منذ عقدين. ويأمل البنك أن يسهم هذا التخفيض في دعم سوق العمل المتباطئة مع السعي لتحقيق هدف التضخم البالغ 2 في المائة. إلا أن هذه الخطوة قد تثير أيضاً القلق بشأن تعزيز التضخم في المستقبل.

في سياق مماثل، كان هذا التوجه في السياسة النقدية مواكباً لخطوات مماثلة اتخذتها بنوك مركزية أخرى. فقد قام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، كما كان متوقعاً، بينما خفَّض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، في خطوة حادة تعكس التحديات الاقتصادية العالمية الراهنة. من جانب آخر، أشار البنك المركزي السويسري إلى أن الوضع الاقتصادي العالمي يشوبه عدم اليقين، ولا سيما مع تأثيرات السياسة الاقتصادية المرتقبة تحت إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، إضافة إلى التقلبات في السياسة الاقتصادية بأوروبا.

على صعيد الأسهم، تراجعت أسهم شركة «أدوبي» بنسبة 11.4 في المائة، على الرغم من إعلانها أرباحاً تفوق توقعات المحللين للربع الأخير، حيث قدمت الشركة توقعات لأرباح وإيرادات في سنتها المالية المقبلة التي جاءت أقل قليلاً من تقديرات السوق. في المقابل، ارتفعت أسهم «كروغر» بنسبة 2.9 في المائة، بعد أن أعلنت عودتها لشراء أسهمها مرة أخرى، بعد إلغاء محاولتها السابقة للاندماج مع «ألبرتسونز». ووافق مجلس إدارة «كروغر» على برنامج لإعادة شراء أسهم بقيمة تصل إلى 7.5 مليار دولار، ليحل محل تفويض سابق كان بقيمة مليار دولار فقط.

وفي أسواق الأسهم العالمية، ظلت المؤشرات الأوروبية مستقرة إلى حد ما، بعد قرار البنك المركزي الأوروبي خفض أسعار الفائدة، بينما كانت الأسواق الآسيوية أكثر قوة، فقد ارتفعت مؤشرات الأسهم في هونغ كونغ بنسبة 1.2 في المائة، وفي شنغهاي بنسبة 0.8 في المائة، في حين سجل مؤشر «كوسبي» في كوريا الجنوبية زيادة بنسبة 1.6 في المائة، محققاً ثالث مكاسبه المتتالية، مع تراجع الاضطرابات السياسية التي شهدتها البلاد، الأسبوع الماضي، حين أعلن رئيسها، لفترة وجيزة، الأحكام العرفية.

وفي سوق السندات، ارتفع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.29 في المائة، مقارنةً بـ4.27 في المائة بنهاية يوم الأربعاء، في حين انخفض عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين إلى 4.15 في المائة، من 4.16 في المائة.