إستشارات

د. حسن محمد صندقجي
استشاري باطنية وقلب - مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض
istisharat@aawat.com

* الوراثة والأنيميا المنجلية
> كيف تنتقل الأنيميا المنجلية؟
سعود - جدة.
- هذا ملخص أسئلتك. الأنيميا المنجلية هي نوع من الأنيميا الوراثية التي تنتج عن وجود هيموغلوبين غير طبيعي في كريات الدم الحمراء. وهذا الوجود لهذه النوعية من الهيموغلوبين غير الطبيعي يُؤدي إلى تغير شكل كرية الدم الحمراء، حيث تصبح هلالية الشكل، أو بشكل المنجل، وبالذات يحصل ذلك عند نقص الأكسجين الذي يصل إلى ذلك الهيموغلوبين. بمعنى أن توفر الأكسجين لذلك الهيموغلوبين لا يُؤدي إلى تغير شكل كرية الدم الحمراء، ولكن عند نقص الأكسجين يعمل ذلك الهيموغلوبين غير الطبيعي على تغير شكل كرية الدم الحمراء.
أهم أعراض الأنيميا المنجلية هو قصر عمر كرية الدم الحمراء، مما يُؤدي إلى فقر مزمن في الدم، وبالتالي نقص النمو وعدم القدرة على مزاولة الأنشطة. وفي حالات نقص الأكسجين يحصل ألم حاد في المفاصل أو العظام، كما يحدث سدد في الشعيرات الدموية المغذية للدماغ أو الرئتين، وسدد تلك الشعيرات هو بسبب تراكم كريات الدم الحمراء ذات الشكل غير الطبيعي. وهناك أعراض أخرى كتضخم الطحال وتآكل العظام. كما قد تحصل نوبات من الألم المفاجئ وتكسر خلايا الدم الحمراء ونقص شديد في هيموغلوبين الدم مما يتطلب نقل الدم.
الأنيميا المنجلية مرض وراثي، ويكون الشخص الذي لديه تلك الجينات الوراثية إما «حامل» للمرض أو «مُصاب» بالمرض. «الحامل» للمرض هو إنسان يحمل الصفات الوراثية للمرض ولكن لا تظهر عليه الأعراض المرضية للأنيميا المنجلية، وهذا الشخص لا يُورّث المرض لأبنائه طالما تزوج من إنسانة غير حاملة للمرض ولا مُصابة به. الشخص «المُصاب» بالمرض تكون لديه الجينات الوراثية للمرض وتظهر عليه الأعراض المرضية، ومع هذا يُمكنه ألا ينقل المرض إلى أطفاله إذا تزوج إنسانة غير حاملة للمرض وغير مُصابة بالمرض.

* الدهون المتحولة والقلب
> ما هي كمية الاحتياج اليومي من الدهون المتحولة، وهل لها علاقة بأمراض القلب؟
بخيت - الرياض.
- هذا ملخص أسئلتك. وهناك نوعان من الدهون المتحولة في الأطعمة المُتناولة، نوع طبيعي وآخر صناعي. النوع الطبيعي يوجد بكميات ضئيلة جداً في بعض أنواع المنتجات الحيوانية، كاللحوم والحليب ومشتقات الألبان، ولذا فإنه لا توجد تأثيرات صحية لتناول هذه الكمية الضئيلة جداً الموجودة في تلك المنتجات الغذائية الحيوانية الطبيعية. وهناك نوع صناعي من الدهون المتحولة التي تنتج خلال عملية الهدرجة الجزئية للزيوت النباتية لجعلها أكثر صلابة ولإعطائها قدرة على البقاء فترة طويلة دون أن يصيبها التلف. وتفيد رابطة القلب الأميركية أن المصدر الغذائي الرئيسي للدهون المتحولة في الأطعمة هو الزيوت النباتية المُهدرجة جزئياً. وهذه الزيوت النباتية المُهدرجة جزئياً لها مميزات تجعلها مرغوبة، مثل أنها تستمر لفترة طويلة دون أن تتعرض لعملية التلف والتزنخ، ويُمكن القلي بها عدة مرات، كما أنها تعطي الأطعمة المصنوعة منها طعماً مرغوباً كما في الأطعمة المقلية المقرمشة وحلويات المعجنات. وتضيف رابطة القلب الأميركية قائلة إن الدهون المتحولة ترفع من نسبة الكولسترول الخفيف الضار، وتُخفض من نسبة الكولسترول الثقيل الحميد، ولذا فإن تناول الدهون المتحولة يرفع من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، كما يرفع من احتمالات الإصابة بمرض السكري، وهي أمور تم التنبه إليها في التسعينات الماضية. ولذا تنصح رابطة القلب الأميركية بخفض تناول الدهون المتحولة والأطعمة المحتوية عليها لحماية القلب والشرايين.

* مدة التمارين الرياضية
> هل من الممكن تقسيم وقت ممارسة الرياضة اليومية على فترتين؟
سهيلة - جدة.
- هذا ملخص أسئلتك. النصيحة الطبية أن يمارس الشخص البالغ، على أقل تقدير، التمارين الرياضية الهوائية (إيروبيك) بمجهود بدني متوسط الشدة، وذلك لمدة نحو 30 دقيقة في خمسة من أيام الأسبوع، مثل المشي السريع أو السباحة أو الهرولة الخفيفة. أو أن يُمارس تمارين هوائية ذات مجهود شديد، مثل الهرولة السريعة، لمدة 20 دقيقة في ثلاثة من أيام الأسبوع. ويُمكن للمرء أن يمزج فيما بينهما، أي يُمارس مثلاً المشي السريع لمدة 30 دقيقة في يومين من أيام الأسبوع، والهرولة لمدة 20 دقيقة في يومين آخرين من نفس الأسبوع. ويُمكن أيضاً أن يُقسم المرء مدة الثلاثين دقيقة التي يُريد ممارسة المشي السريع فيها خلال اليوم الواحد، إلى فترتين أو ثلاث فترات، أي إلى فترتين كل منها 15 دقيقة، أو ثلاث فترات كل منها 10 دقائق. ولذا ليس المطلوب أن تكون فترة الثلاثين دقيقة في اليوم الواحدة فترة واحدة متواصلة، بل يُمكن تجزئة ذلك.
وإضافة إلى ممارسة أحد نوعي التمارين الرياضية الهوائية، يجدر الاهتمام بممارسة نحو ربع ساعة من تمارين تقوية العضلات، على الأقل مرتين في الأسبوع. أي تكرار تمارين قوة العضلات ما بين 8 إلى 12 مرة في تحريك عضلات العضد والساعد، وكذا عضلات الفخذ والساق. وكلما زاد الإنسان في ممارسة الرياضة البدنية، بالتدرج في ذلك، كان أفضل لصحته. والمهم هو الاستمرار في القيام بهذا المجهود البدني من أجل الحصول على الفوائد الصحية في تنشيط وتقوية عمل القلب والرئتين والأوعية الدموية، والمساهمة في خفض وزن الجسم، وتقليل احتمالات الإصابة بالأمراض المزمنة.