السودان يتوقع تراجع الضغوط التضخمية الشهر الحالي

السودان يتوقع تراجع الضغوط التضخمية الشهر الحالي
TT

السودان يتوقع تراجع الضغوط التضخمية الشهر الحالي

السودان يتوقع تراجع الضغوط التضخمية الشهر الحالي

توقع كرم الله عبد الرحمن، مدير عام جهاز الإحصاء بالسودان، تراجع التضخم في البلاد خلال الشهر الحالي، فبراير (شباط)، وأن ينهي المؤشر العام الحالي على الرقم المستهدف في موازنة 2018، عند 19.5 في المائة.
وقال مدير عام جهاز الإحصاء: «لا توجد مبررات لارتفاع الأسعار الحاصل حالياً في الأسواق، خصوصاً المواد الغذائية، الذي ساهم في رفع التضخم». وأشار كرم الله إلى ارتفاع تكلفة النقل في أنحاء البلاد، على الرغم من ثبات أسعار المحروقات خلال الفترة الأخيرة.
كان جهاز الإحصاء المركزي قد أعلن هذا الأسبوع عن ارتفاع التضخم إلى 52.37 في المائة في يناير (كانون الثاني)، من 32.15 في المائة في ديسمبر (كانون الأول)، وسط زيادات في أسعار المواد الغذائية تزامنت مع ضعف العملة وارتفاع تكاليف الواردات.
وهوت العملة السودانية إلى مستويات قياسية منخفضة في السوق السوداء خلال الأشهر القليلة الماضية، بعد تخفيض قيمتها إلى 18 جنيهاً مقابل الدولار، مقارنة مع 6.7 جنيه في بداية 2017، وذلك في أعقاب دعوة من صندوق النقد الدولي إلى تعويم العملة.
واستبعدت الحكومة سعراً للصرف تحدده السوق، لكنها سمحت للعملة بالهبوط إلى مستوى بلغ 31.5 جنيه، مقابل الدولار في وقت سابق هذا الشهر.
ويواجه اقتصاد السودان صعوبات منذ أن انفصل عن جنوب البلاد في 2011، آخذاً معه ثلاثة أرباع إنتاجه النفطي، لكن الولايات المتحدة رفعت عقوبات استمرت 20 عاماً عن الخرطوم في أكتوبر (تشرين الأول)، وهو ما جدد آمال البلاد في اجتذاب الاستثمار الأجنبي مجدداً ونهوض الاقتصاد من كبوته.
وطالب أستاذ الاقتصاد بجامعة النيلين، عبد الوهاب بوب، بمراجعة السعر التأشيري لصرف الدولار من وقت لآخر، حتى لا تستحوذ السوق الموازية على غالبية معاملات سوق النقد الأجنبية، وبالتالي تتحول المصارف والمؤسسات المالية إلى سوق هامشية لا تأثير لها على الاقتصاد.
ودعا بوب إلى تمويل عجز الموازنة بالحصول على تدفقات مالية من الخارج، بعيداً عن التوسع في الائتمان (الاستدانة من النظام المصرفي)، أو طباعة العملة بكميات كبيرة كما حدث أخيراً، وهو ما يغذي الضغوط التضخمية.
وقال نائب رئيس القطاع الاقتصادي بالمؤتمر الوطني (الحزب الحاكم)، مدثر عبد الغني، وزير الاستثمار السابق، إن الحكومة ستقوم بتحديد سعر الصرف في القريب العاجل، وفق سياسات جديدة ستصدر من بنك السودان المركزي، وذلك في إطار المعالجات للأوضاع الاقتصادية الراهنة. واعتبر أن المخرج من الضائقة الاقتصادية لا يتخطى حيز الإنتاج أو الرجوع لمبدأ الاقتراض والاستدانة.
إلى ذلك، أعلنت وزارة المالية استمرار سياسة تقليص تداول النقود بين المواطنين لمدة 7 أيام مقبلة. وقال وزير الدولة بوزارة المالية، عبد الرحمن ضرار، إن «سياسة تقليص تداول النقود حققت هدفها المرجو برفع قيمة الجنيه أمام الدولار الأميركي».
وأضاف ضرار أن البنك المركزي السوداني سيتخذ إجراءات جديدة خلال الأيام المقبلة، من بينها السماح للبنوك التجارية بمزاولة عمليات الاستيراد والتصدير.



العالم على موعد مع أطول ناطحة سحاب في السعودية

42 شهراً تفصل جدة عن أطول برج
42 شهراً تفصل جدة عن أطول برج
TT

العالم على موعد مع أطول ناطحة سحاب في السعودية

42 شهراً تفصل جدة عن أطول برج
42 شهراً تفصل جدة عن أطول برج

تتسارع الخطى نحو تشييد «برج جدة» بالمدينة الساحلية (غرب السعودية) والذي سيكسر حاجز الكيلومتر في الارتفاع ليصبح أطول برج في العالم عند اكتماله بعد مضي 42 شهراً، أي في عام 2028، ليجسّد الابتكار الهندسي والتقدم التكنولوجي ويصبح علامة فارقة على خريطة المباني الإيقونية العالمية.

«برج جدة» تحت الإنشاء والعمل على قدم وساق للانتهاء في الوقت المحدد

وأُعلن الاثنين، رسمياً استئناف أعمال بناء البرج وصبّ الخرسانة في الرمز العالمي للطموح والتقدم، بحضور الأمير الوليد بن طلال، رئيس مجلس إدارة شركة «المملكة القابضة»، والمهندس طلال الميمان، الرئيس التنفيذي لشركة «المملكة القابضة»، والشيخ يسلم بن لادن (مجموعة بن لادن)، والمهندس حسن شربتلي شركة (قلاع جدة للاستثمار العقاري المحدودة)، ومحمد القطري شركة (أبرار العالمية المحدودة).

وأشار الأمير الوليد بن طلال إلى الدعم الذي حظي به «مشروع برج جدة» من الحكومة في سياق رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، عن أهمية الشراكات في المشروع، حيث قال: «الحكومة، بقيادة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، قدّمت دعماً كبيراً لـ(شركة بن لادن) المسؤولة عن تنفيذ المشروع. تم تسديد معظم قروض الشركة؛ ما عزز قدرتها على إدارة وإنجاز المشروع بكفاءة»، لافتاً إلى أن هذا الدعم عكس حرص الدولة على دعم المشاريع الوطنية العملاقة.

وأضاف: «اليوم نعلن رسمياً عن بدء المشروع الخاص باستكمال بناء (برج جدة)، الذي سيصبح الأطول في العالم. وقد تم اليوم البدء في صبّ الخرسانة للدور الـ64، وخلال فترة قصيرة سيتم الانتهاء من بناء دور واحد كل 4 أيام، وذلك حسب الخطة المتفق عليها. إذا سارت الأمور كما هو مخطط»، مشيراً إلى أن المشروع سيكتمل خلال 42 شهراً.

وأوضح أن المشروع يتماشى مع «رؤية 2030» التي أعلن عنها ولي العهد السعودي، مبيناً أن البرج هو جزء من منظومة متكاملة تبلغ مساحتها الإجمالية 5.3 مليون متر مربع، لافتاً إلى أن الجزء الأول الذي يضم البرج يغطي مساحة 1.3 مليون متر مربع. وعند اكتمال المشروع، ستتجاوز استثمارات المشروع حاجز 100 مليار ريال، ومتوقعاً أن يستوعب البرج بين 75 ألفاً و100 ألف نسمة عند اكتماله.

وبيّن أنّ تمويل المشروع يأتي من مصادر متنوعة تشمل التمويل البنكي والمبيعات المقدمة، سواء على المخططات أو على الواقع، وكذلك عبر تمويل المشروع جزئياً من قِبل المالكين أنفسهم. وقال: «لا يوجد أي قلق حول موضوع التمويل، حيث نتعامل مع بنوك عالمية معروفة ولدينا سجل طويل معها».

وعن المزايا والتكنولوجيا المستخدمة، قال الأمير الوليد: «البرج يعتمد على تقنيات متقدمة جداً، بعضها قيد التطوير خصيصاً لهذا المشروع. على سبيل المثال، سيتم استخدام تقنيات جديدة لنقل الخرسانة إلى ارتفاعات تصل إلى 1000 متر. والتصميم النهائي للبرج سيجعل منه تحفة معمارية متميزة على مستوى العالم. والنقطة الأعلى في البرج ستكون أكثر من 1000 متر، لكن الرقم النهائي سيتم الكشف عنه لاحقاً».

جانب من المؤتمر الصحافي (تصوير: غازي مهدي)

وأكد الأمير الوليد بن طلال أن التأثير المتوقع للمشروع يحدث حالياً، حيث ينعكس إيجابياً بشكل هائل على المناطق المحيطة به، مشيراً إلى ارتفاع أسعار الأراضي المحيطة به بشكل ملحوظ، مؤكداً أن المشروع سيكون مركزاً عالمياً يجذب المستثمرين المحليين والإقليميين والدوليين.

وقال: «نحن بصفتنا مالكين، ممثلين في شركة (المنطقة الثابتة)، و(مجموعة بخش)، و(مجموعة شربتلي)، نهدي هذا المشروع العظيم إلى القيادة السعودية وشعبها. وهذا البرج ليس مجرد بناء، بل هو رمز للنهضة والتطور الذي تعيشه المملكة، وفخر جديد يُضاف إلى إنجازاتها».

من جهته، قال المهندس طلال الميمان، الرئيس التنفيذي لـ«شركة المملكة القابضة» خلال حفل استئناف أعمال بناء البرج: «يمثل حفل اليوم تجسيداً لرؤية تطلبت سنوات من العمل. وسيكون (برج جدة) منارة للابتكار ومحفزاً للنمو».

ومن المتوقع أن يوفر المشروع فرص عمل كبيرة خلال مراحل البناء وما بعدها.