روحاني: تدخل قواتنا في العراق ليس واردا.. ويمكن أن نتعاون مع واشنطن

الرئيس الإيراني قال إن بلاده ستساعد الحكومة العراقية

الرئيس الإيراني حسن روحاني يتحدث في مؤتمر صحافي بطهران أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الإيراني حسن روحاني يتحدث في مؤتمر صحافي بطهران أمس (أ.ف.ب)
TT

روحاني: تدخل قواتنا في العراق ليس واردا.. ويمكن أن نتعاون مع واشنطن

الرئيس الإيراني حسن روحاني يتحدث في مؤتمر صحافي بطهران أمس (أ.ف.ب)
الرئيس الإيراني حسن روحاني يتحدث في مؤتمر صحافي بطهران أمس (أ.ف.ب)

أعربت إيران عن استعدادها لتوفير مساعدة عسكرية من أجل التصدي لهجوم مسلحي تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) في العراق، من دون استبعاد التعاون مع الولايات المتحدة، لكنها في الوقت الراهن ترفض التدخل في المعارك.
وأعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس، عن «قلق» قادة طهران من زحف مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) في شمال وشرق العراق، موضحا أن «هناك فرقا بين المساعدة والتدخل». وقال روحاني في مؤتمر صحافي إن «تدخل القوات الإيرانية» ليس واردا، نافيا معلومات حول انتشار قوات على الأراضي العراقية، لكنه تدارك في الوقت نفسه قائلا «من الممكن أن يطلبوا منا المشورة لقتال الإرهاب».
وقد وافقت إيران، أكبر حليف للنظام السوري في قتاله المعارضة المسلحة، على إرسال مستشارين عسكريين إلى سوريا لدعم الجيش النظامي الذي حقق مؤخرا عدة انتصارات ميدانية. وصرح ضابط سابق في جهاز الاستخبارات الإيرانية، لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس «لقد هزمناهم (...) ويمكن تحقيق ذلك مجددا». وتنشط «داعش» أيضا في سوريا حيث تسيطر على مناطق واسعة من محافظة دير الزور النفطية (شمال شرق) ملوحة بتقسيم البلاد وضم تلك المنطقة لشمال غربي العراق».
وأوضح روحاني أن إيران «مستعدة لمساعدة العراق (...) إذا طلبت منا الحكومة العراقية ذلك، على أساس القانون الدولي وإرادة الشعب والحكومة العراقيين». لكنه تدارك «حتى الآن لم نتلق أي طلب مساعدة». كذلك لم تستبعد طهران التعاون مع واشنطن للتصدي للمقاتلين المتطرفين رغم أنها لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الولايات المتحدة منذ 35 سنة، لكنهما أجرتا محادثات في السابق حول الوضع في العراق قبل انسحاب القوات الأميركية منه نهاية 2011.
وشددت إيران مراقبتها على الحدود تفاديا لتسلل عناصر من «داعش» أو تحسبا لتدفق لاجئين عراقيين، وفق قائد خفر الحدود الجنرال حسين ذو الفقار. وأعلن مسؤول في وزارة الاستخبارات الإيرانية أول من أمس اعتقال ثلاثين عنصرا من تنظيم القاعدة في عدة مناطق من إيران «خلال الشهر الماضي». وأضاف روحاني مبتسما أن هناك «عدة طرق رسمية وغير رسمية» للتواصل مع الطرف الأميركي. وقال «إذا رأينا أن الولايات المتحدة تتحرك ضد المجموعات الإرهابية، فعندئذ يمكننا التفكير (في تعاون)، لكن حتى الآن لم نر أي تحرك من جانبهم» بينما استبعد الرئيس الأميركي باراك أوباما إرسال قوات لوقف تقدم الجهاديين في العراق. ورغم تكبد الجيش العراقي هزيمة كبيرة أمام المتمردين الذين باتوا على مسافة مائة كم من بغداد، ما زالت طهران متيقنة من أن العراق سيتمكن من حسم الوضع من دون مساعدة خارجية. وقال روحاني إن «العراقيين يستطيعون صد الإرهاب بأنفسهم. إنهم قادرون على تسوية المشكلة لا سيما بفضل فتوى آية الله السيستاني (أعلى مرجعية شيعية في العراق) الذي دعا العراقيين إلى إشهار السلاح».
وقال مراقب أجنبي مقيم في طهران إن «العراق عامل توحيد كبير في إيران مع الدفاع عن العتبات المقدسة الشيعية ودعم بلاد أغلبية سكانها من الشيعة ومكافحة الإرهاب». وأضاف أن «ما يخيف الجميع هو انقسام العراق بين شيعة وسنة وأكراد». وأعرب حميد أبو طالبي، مستشار الرئيس روحاني أيضا، عن القلق من انعكاسات انقسام العراق على المنطقة. وقال إن «سيطرة (داعش) على بعض مناطق شمال العراق قد تكون بداية الانقسام (...) وإذا انقسم العراق فإن معالم كل المنطقة قد تتغير».



كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

شيغمي فوكاهوري أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945 (أ.ب)
شيغمي فوكاهوري أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945 (أ.ب)
TT

كرّس حياته للسلام... رحيل ناجٍ من قنبلة ناغازاكي النووية عن 93 عاماً

شيغمي فوكاهوري أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945 (أ.ب)
شيغمي فوكاهوري أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945 (أ.ب)

توفي الياباني شيغمي فوكاهوري، أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة ناغازاكي عام 1945، والذي كرَّس حياته للدفاع عن السلام، عن عمر يناهز 93 عاماً.

وحسب وكالة أنباء «أسوشييتد برس»، فقد أُعلن اليوم (الأحد) عن وفاة فوكاهوري بمستشفى في ناغازاكي، جنوب غربي اليابان، في 3 يناير (كانون الثاني). وذكرت وسائل الإعلام المحلية أنه توفي بسبب الشيخوخة.

وكان فوكاهوري يبلغ من العمر 14 عاماً فقط عندما أسقطت الولايات المتحدة القنبلة على ناغازاكي في 9 أغسطس (آب) 1945، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، بما في ذلك عائلته.

جاء ذلك بعد 3 أيام من الهجوم النووي على هيروشيما، والذي أسفر عن مقتل 140 ألف شخص.

واستسلمت اليابان بعد أيام، منهية بذلك الحرب العالمية الثانية.

ولم يستطع فوكاهوري الذي عمل في حوض بناء السفن على بعد نحو 3 كيلومترات من مكان سقوط القنبلة، التحدث عما حدث لسنوات، ليس فقط بسبب الذكريات المؤلمة، ولكن أيضاً بسبب شعوره بالعجز حينها؛ لكنه كرَّس حياته للدفاع عن السلام، وحرص مؤخراً على التحدث عن تجربته في عدة مناسبات. فقد أخبر هيئة الإذاعة الوطنية اليابانية (NHK) في عام 2019 أنه: «في اليوم الذي سقطت فيه القنبلة، سمعت صوتاً يطلب المساعدة. عندما مشيت ومددت يدي، ذاب جلد الشخص أمامي. ما زلت أتذكر كيف كان شعوري».

وعندما زار البابا فرنسيس (بابا الفاتيكان) ناغازاكي في عام 2019، كان فوكاهوري هو من سلمه إكليلاً من الزهور البيضاء. في العام التالي، مثَّل فوكاهوري ضحايا القنبلة في حفل أقيم لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين لإلقائها؛ حيث قدَّم «تعهده بالعمل على إرساء السلام بالمدينة»، قائلاً: «لا أريد أن يشعر أي شخص بما كنت أشعر به في ذلك الوقت».

ومن المقرر إقامة جنازة فوكاهوري اليوم (الأحد)، ومراسم العزاء يوم الاثنين في كنيسة أوراكامي التي تقع قرب مكان الانفجار.