البرلمان التونسي يوافق على قرض جديد من البنك الدولي

بقيمة 60 مليون دولار

بريطانيون يصلون إلى مطار سوسة أمس غداة استئناف الرحلات الجوية إلى تونس (إ.ب.أ)
بريطانيون يصلون إلى مطار سوسة أمس غداة استئناف الرحلات الجوية إلى تونس (إ.ب.أ)
TT

البرلمان التونسي يوافق على قرض جديد من البنك الدولي

بريطانيون يصلون إلى مطار سوسة أمس غداة استئناف الرحلات الجوية إلى تونس (إ.ب.أ)
بريطانيون يصلون إلى مطار سوسة أمس غداة استئناف الرحلات الجوية إلى تونس (إ.ب.أ)

صادق البرلمان التونسي أمس على اقتراض تونس 60 مليون دولار أميركي (نحو 150 مليون دينار تونسي) من البنك الدولي للإنشاء والتعمير بهدف تنفيذ مشروع «مبادرون»، الذي يهدف لإدماج الفئات الشبابية المتراوحة أعمارهم بين 18 و35 سنة في سوق العمل، ودعم المؤسسات الصغرى والمتوسطة في عدة مناطق تونسية تقع في الجهات داخلية.
وستسدد تونس هذا القرض على مدى 30 عاما، مع فترة إمهال مدتها ست سنوات، وبنسبة فائدة متغيرة قدرت حاليا بنحو 0.67 في المائة.
وشرع أعضاء البرلمان التونسي في مناقشة هذا الاتفاق مساء الثلاثاء، في ظل تباين حاد بين آراء نواب البرلمان حول جدوى هذا البرنامج وعدالة توزيعه على الجهات. وفي المقابل أكدت الحكومة التونسية على اعتماد أدوات موضوعية في التوزيع الجغرافي لتنفيذ هذا البرنامج من بينها مؤشر التنمية ونسبة البطالة في تلك الجهات مقارنة بالمعدلات في بقية الولايات - المحافظات.
وشهد عدد كبير من المناطق التونسية المهمشة مؤخرا احتجاجات للمطالبة بنصيب أكبر من التنمية وتوفير فرص العمل، وتم تنظيم اعتصامات في مناطق إنتاج النفط (تطاوين) والفوسفات (الحوض المنجمي بقفصة)، وهو ما أدى إلى تعطل الإنتاج في هاتين المنطقتين.
وأوضح زياد العذاري، الوزير التونسي للتنمية والاستثمار والتعاون الدولي، أن البرنامج التمويلي الجديد سيوجه حزمة من الخدمات لطالبي الشغل من الفئات الشبابية الهشة.
وقال إن هذا القرض موجه لإدماج شباب ولايات - محافظات - منوبة وجندوبة وسليانة والقصرين والقيروان وقبلي وصفاقس.
ومن المنتظر أن يستفيد منه نحو 10 آلاف شاب من الولايات - المحافظات - المذكورة، علاوة على توفير الدعم لنحو 250 مؤسسة صغرى ومتوسطة تقع في تلك الجهات.
وسيُمكن هذا المشروع أكثر من 300 شركة صغيرة ومتوسطة ونحو 2300 صغيرة جدا في تونس من الاستفادة من المبادرة الاقتصادية.
وسيركز البرنامج التمويلي بالدرجة الأولى على تحديد وتنمية سلاسل الإنتاج التي تتسم بإمكانيات كبيرة لإيجاد الوظائف وفرص العمل، وبالتالي إعادة إحياء الأنشطة الاقتصادية التي تعاني من ركود منذ أكثر من سبع سنوات.
وتشير أحدث إحصائيات المعهد التونسي للإحصاء (معهد حكومي) إلى أن معدل البطالة يقدر بقرابة 15.3 في المائة، أي ما يقارب 620 ألف عاطل عن العمل. وأكد فوزي عبد الرحمن، وزير التكوين المهني والتشغيل، أن نحو 250 ألفا من العاطلين هم من حاملي الشهادات العليا وهذا الواقع مرتبط بخلل كبير على مستوى ملائمة التكوين والتشغيل وصعوبة الانتدابات في القطاع العام.
وأطلقت الحكومة التونسية قبل أشهر مخططا اقتصاديا يهدف للحد من البطالة من خلال منهج تعزيز الفرص الاقتصادية وتنمية الجهات وتوفير فرص الشغل.
وتواجه تونس تحديات كبيرة لتنفيذ المشروعات التنموية، إذ تشير تقارير حكومية إلى أن نسبة 50 في المائة من المشاريع الحكومية لم تعرف طريقها نحو الإنجاز نتيجة تعطيلات إدارية وعقارية مختلفة.


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
TT

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

حثت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد أن دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني، مستشهدا بمخاوف بشأن سلامة الغذاء وممارسات العمل في البلاد.

وكتب السيناتور الجمهوري ريك سكوت إلى العديد من الإدارات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، واصفا في إحدى رسائله الثوم الصيني بأنه «ثوم الصرف الصحي»، وقال إن استخدام البراز البشري سمادا في الصين أمر يثير القلق الشديد.

وفي رسائل أخرى، قال إن إنتاج الثوم في الصين قد ينطوي على ممارسات عمالية استغلالية وإن الأسعار الصينية المنخفضة تقوض جهود المزارعين المحليين، ما يهدد الأمن الاقتصادي الأميركي.

وتعتبر الولايات المتحدة الصين أكبر مورد أجنبي لها للثوم الطازج والمبرد، حيث يتم شحن ما قيمته ملايين الدولارات منه عبر المحيط الهادئ سنويا.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، عندما سُئلت في مؤتمر صحافي دوري عن رسائل سكوت: «لم يكن الثوم ليتخيل أبداً أنه سيشكل تهديداً للولايات المتحدة... ما أريد التأكيد عليه هو أن تعميم مفهوم الأمن القومي وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وتسليحها لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الأمنية على سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية إلحاق الضرر بالآخرين وبنفسنا». وأضافت: «أريد أيضاً أن أنصح بعض الساسة الأميركيين بممارسة المزيد من الحس السليم والعقلانية لتجنب السخرية».

ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بعد أن هدد بفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية.

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض الثوم الصيني لزيادة التعريفات الجمركية الأميركية إلى 10 في المائة في عام 2018، ثم إلى 25 في المائة في عام 2019. وكان الثوم من بين آلاف السلع الصينية التي فرضت عليها تعريفات جمركية أعلى خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي كانت السمة المميزة لرئاسته.

ومن غير المرجح أن تهز أي إجراءات عقابية على الثوم الصيني وحده التجارة الثنائية الإجمالية، حيث تمثل شحناته جزءاً ضئيلاً فقط من صادرات الصين البالغة 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وفي سياق منفصل، قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء يوم الجمعة إن إجمالي إنتاج الحبوب في الصين بلغ مستوى قياسيا يتجاوز 700 مليون طن متري في عام 2024، مع تحرك بكين لتعزيز الإنتاج في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي.

وقال وي فنغ هوا، نائب مدير إدارة المناطق الريفية، في بيان، إن إنتاج العام في أكبر مستورد للحبوب في العالم بلغ 706.5 مليون طن، بعد حصاد أكبر من الأرز الأساسي والقمح والذرة. وأظهرت بيانات المكتب أن هذا أعلى بنسبة 1.6 في المائة من حصاد عام 2023 البالغ 695.41 مليون طن.

وقال وي: «كان حصاد الحبوب هذا العام وفيراً مرة أخرى، بعد أن تبنت المناطق والسلطات الصينية بشكل صارم مهام حماية الأراضي الزراعية والأمن الغذائي، مع التغلب على الآثار السلبية للكوارث الطبيعية».

وتعتمد الصين بشكل كبير على الواردات من البرازيل والولايات المتحدة لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها في الآلات الزراعية وتكنولوجيا البذور في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الأرز في عام 2024 ارتفع إلى 207.5 مليون طن، بزيادة 0.5 في المائة على أساس سنوي، في حين نما إنتاج القمح بنسبة 2.6 في المائة إلى 140.1 مليون طن. وشهد الذرة قفزة أكبر عند مستوى قياسي بلغ 294.92 مليون طن، بزيادة 2.1 في المائة عن العام السابق. وانخفضت فول الصويا بنسبة 0.9 في المائة إلى 20.65 مليون طن.

ويعزى الحصاد الوفير إلى زيادة زراعة الأرز والذرة، بالإضافة إلى غلة أفضل من الأرز والقمح والذرة.

وقال وي إن المساحة المزروعة بالحبوب على المستوى الوطني بلغت حوالي 294.9 مليون فدان (119.34 مليون هكتار)، بزيادة 0.3 في المائة عن العام السابق في السنة الخامسة على التوالي من التوسع.

وارتفعت مساحة زراعة الأرز للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي إلى 71.66 مليون فدان (29 مليون هكتار). كما ارتفعت مساحة زراعة الذرة بنسبة 1.2 في المائة إلى 110.54 مليون فدان (44.74 مليون هكتار). وانكمش حجم زراعة فول الصويا بنسبة 1.4 في المائة إلى 25.53 مليون فدان (10.33 مليون هكتار). كما انخفض حجم زراعة القمح بنسبة 0.2 في المائة إلى 58.32 مليون فدان (23.6 مليون هكتار).

وقالت وزارة الزراعة الصينية إنه على الرغم من زيادة الإنتاج، تظل الصين معتمدة على الإمدادات المستوردة من فول الصويا والذرة.