إيران تؤكد إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي بحلول 20 يوليو إذا توافرت النية الحسنة

طهران أكدت أن نظام العقوبات «انكسر» ولن يعاد تطبيقه حتى لو فشلت المفاوضات

إيران تؤكد إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي بحلول 20 يوليو إذا توافرت النية الحسنة
TT

إيران تؤكد إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي بحلول 20 يوليو إذا توافرت النية الحسنة

إيران تؤكد إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي بحلول 20 يوليو إذا توافرت النية الحسنة

تعود القوى الكبرى وإيران، غدا الاثنين، إلى طاولة المفاوضات سعيا للتوصل إلى اتفاق حول برنامج طهران النووي، بينما لا تزال خلافات عميقة قائمة قبل خمسة أسابيع من انتهاء مهلة حددها الطرفان.
ودعا الرئيس الإيراني حسن روحاني القوى الدولية أمس لإبرام اتفاق مع إيران بحلول مهلة يوليو (تموز)، قائلا إنه في جميع الأحوال فإن نظام العقوبات التي فرضت على إيران للحد من أنشطتها النووية «انكسر». وقال خلال مؤتمر صحافي في طهران إن العقوبات الاقتصادية جرى تخفيفها بفضل السياسة المنفتحة لبلاده التي حلت محل النهج الصدامي مع الغرب «ولن يعاد فرضها» حتى لو فشلت الجمهورية الإسلامية والقوى الست في التوصل لاتفاق نهائي بحلول 20 يوليو.
وقال «النزاعات يمكن حلها بالنية الحسنة والمرونة.. أعتقد أنه من الممكن الوفاء بالموعد النهائي في 20 يوليو رغم الخلافات الباقية. وإذا لم يحدث ذلك نستطيع مواصلة المحادثات لشهر أو أكثر». وأضاف «خلال المفاوضات النووية أبدينا التزامنا القوي بالمساعي الدبلوماسية.. لكن حتى لو لم يتم التوصل لاتفاق بحلول 20 يوليو فإن الأوضاع لن تعود كما في السابق. نظام العقوبات انكسر».
وصرح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الجمعة، لصحيفة «واشنطن بوست»، بأن «كل ما نحتاج إليه هو تقدير عاقل للوقائع التي نواجهها، وتقييم جدي للبدائل». لكن لا شيء يبدو بسيطا، ومجموعة الدول الكبرى المعروفة بمجموعة «5+1» (ألمانيا، الصين، الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا)، وإيران، سُجلت خلافات عميقة بينهما أثناء الجولة الرابعة من المفاوضات في مايو (أيار) الماضي. وكان من المفترض البدء بصوغ الاتفاق في تلك المناسبة. لكن على العكس لم يتحقق «أي تقدم ملموس» باعتراف كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي.
وقال مصدر دبلوماسي غربي عشية عودته إلى فيينا «ما زال هناك كثير من العمل»، مؤكدا إحراز تقدم «ملموس جدا»، لكن «بخصوص المواضيع الأكثر أهمية لم تحصل حتى بداية حل». وفي مسعى لردم هوة الخلافات بين الجانبين، عقد المفاوضون الإيرانيون اجتماعات ثنائية عدة في الأيام الأخيرة. لكن لم ترشح أي تفاصيل عن تلك الاجتماعات، وإن صرح المفاوض الروسي بأن المفاوضين الإيرانيين أنجزوا «عملا مهما» مع نظرائهم الفرنسيين والأميركيين.
ويبقى موضوع تخصيب اليورانيوم في أجهزة الطرد المركزي الذي يسمح انطلاقا من درجة عالية بصنع الوقود لقنبلة ذرية، العائق الرئيس أمام التوصل إلى اتفاق. وقد طالب وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بأن تقلص إيران عدد أجهزة الطرد المركزي إلى «بضع مئات»، بدلا من 20 ألف جهاز في الوقت الحاضر. في المقابل، تريد الجمهورية الإسلامية زيادة هذا العدد لتغذية أسطول من المفاعلات النووية التي تنتج الطاقة النووية لهدف مدني. أما الغربيون الذين يتهمون إيران بالسعي إلى تخصيب اليورانيوم لغايات عسكرية، الأمر الذي تنفيه طهران على الدوام، فردوا بأن مثل هذه المفاعلات لا يمكن أن ترى النور قبل سنوات عدة.
وقال فابيوس في العاشر من يونيو (حزيران) الحالي «إننا لسنا قطعا في الإطار نفسه»، مضيفا «لا ينفع بشيء امتلاك مئات آلاف أجهزة الطرد المركزي إن لم تكن هناك رغبة في اقتناء القنبلة». وحذر السيناتور الأميركي الديمقراطي روبرت مينينديز، رئيس لجنة الشؤون الخارجية النافذة في مجلس الشيوخ، الخميس، من أن أي اتفاق مع إيران يجب أن يطالب بتفكيك كبير للبنى التحتية النووية الإيرانية». وقد وافقت إيران في اتفاق تم توقيعه في جنيف أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، على تجميد جزء من أنشطتها النووية لفترة ستة أشهر مقابل رفع جزئي للعقوبات الاقتصادية المفروضة عليها.



إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)

بينما يواصل وفد الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة في تركيا، عبد الله أوجلان، في إطار مبادرة لإنهاء الإرهاب في تركيا ينظر إليها على أنها عملية جديدة لحل المشكلة الكردية، ثار الجدل حول إمكانية تخلي مقاتلي الحزب عن أسلحتهم.

ووجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رسالة صارمة بشأن حلّ حزب «العمال الكردستاني» نفسه، قائلاً إن «الإرهابيين الانفصاليين باتوا أمام خيارين لا ثالث لهما... القتلة الانفصاليون إما أن يدفنوا أسلحتهم في أقرب وقت ممكن، وإما سيدفنون تحت الأرض بأسلحتهم. لا يوجد خيار ثالث غير هذين الخيارين».

لا تسامح ولا عفو

وقال إردوغان، في كلمة خلال مؤتمر لحزبه في ريزا شمال تركيا، الأحد: «سننقذ بلادنا من آفة الإرهاب التي ألحقها الإمبرياليون بشعبنا في أسرع وقت ممكن، نحن مصممون وعازمون على حسم هذه القضية، وقد حددنا هدفنا في هذا السياق».

إردوغان متحدقاً في مؤتمر لحزبه في طرابزون شمال تركيا الأحد (الرئاسة التركية)

وفي مؤتمر آخر في طرابزون، قال إردوغان: «لا أحد، سواء كان تركياً أو كردياً أو عربياً، لديه أي تسامح مع الإرهابيين الذين هم بيادق في مخططات الإمبرياليين الإقليمية». وأيد إردوغان دعوة حليفه رئيس حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، بدء عملية حوار مع أوجلان من خلال حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، تنتهي بدعوته إلى البرلمان للحديث من خلال المجموعة البرلمانية للحزب، وإعلان حل حزب «العمال الكردستاني»، المصنف منظمة إرهابية، وإلقاء أسلحته، وانتهاء مشكلة الإرهاب في تركيا، مقابل النظر في خطوات قانونية للعفو عنه بعدما أمضى 25 عاماً في سجن انفرادي بجزيرة إيمرالي في ولاية بورصة جنوب بحر مرمرة، غرب تركيا.

وقام وفد من الحزب يضم نائبيه؛ عن إسطنبول سري ثريا أوندر، ووان (شرق تركيا) بروين بولدان، بزيارة لأوجلان في إيمرالي، في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ونقلا عنه استعداده لتوجيه الرسائل اللازمة، وتأكيده على الأخوة بين الأكراد والأتراك، في ظل الظروف في غزة وسوريا التي تشكل تهديداً خطيراً، على أن تتم العملية من خلال البرلمان وتشارك فيها المعارضة.

لقاء «وفد إيمرالي» مع رئيس البرلمان نعمان كورتولموش (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

وبعد ذلك قام الوفد، الذي انضم إليه السياسي الكردي البارز أحمد تورك، بزيارة لرئيس البرلمان، نعمان كورتولموش وبهشلي، ليستكمل لقاءاته مع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وأحزاب المعارضة، باستثناء حزبي «الجيد» و«النصر» اللذين أعلنا رفضهما العملية الجارية.

في السياق ذاته، شدّدت مصادر عسكرية تركية على أهمية مبادرة بهشلي لجعل «تركيا خالية من الإرهاب»، لافتة إلى أنه إذا تحقق هذا الهدف وألقت منظمة حزب «العمال الكردستاني» أسلحتها، فإن العناصر الإرهابية في سوريا، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تقود «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، ستتأثر سلباً.

وأكّدت المصادر، بحسب ما نقلت وسائل إعلام تركية، الأحد، أنه إذا تم القضاء على «التنظيم الإرهابي» (حزب العمال الكردستاني) وإلقاء أسلحته، فسيتم محاكمة المستسلمين من عناصره، وسيتم إطلاق سراحهم إذا وجد القضاء أنهم غير مذنبين، «لكن من المستحيل أن يتم إصدار عفو عن الإرهابيين».

وتوقّعت المصادر هروب قادة حزب «العمال الكردستاني» في جبل قنديل (معقل العمال الكردستاني في شمال العراق) إلى دول أوروبية، إذا تم نزع سلاحهم.

رفض قومي

في المقابل، قال رئيس حزب «النصر»، أوميت أوزداغ، إنه «لا يوجد في تاريخ العالم أي منظمة إرهابية ألقت أسلحتها، هذه كذبة كبيرة».

رئيس حزب النصر القومي التركي المعارض أوميت أوزداغ (حسابه في «إكس»)

وأضاف أوزداغ، في تصريحات الأحد: «نريد (...) أن يدرك (الجمهور التركي) أن ما يحدث فقط هو أن عبد الله أوجلان سيظهر في البرلمان، وسيوجه الدعوة لإلقاء السلاح وسيحصل على العفو». وتابع: «نعتقد أن الوقت قد حان للنزول إلى الشوارع، حتى لا يتم العفو عن قتلة الجنود الأتراك». وأعلن أن حزبه سيبدأ مسيرات في أنحاء تركيا بدءاً من الخميس المقبل، مضيفاً: «حزبنا ليس في البرلمان، لكننا سنحول تركيا كلها إلى برلمان، نحن ضد هذه العملية التي تحرج الأمة وتكسر شرف الدولة التركية».

بدوره، قال زعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزال، خلال تجمع لحزبه، الأحد، إن حزبه «لن يقول نعم لأي شيء لا تقوله عوائل الشهداء والمحاربين القدامى».