تفاؤل بإعلان «مرتقب» عن توحيد الجيش الليبي

نازحان من تاورغاء يجمعان الحطب في مخيم مؤقت قرب المدينة (أ.ف.ب)
نازحان من تاورغاء يجمعان الحطب في مخيم مؤقت قرب المدينة (أ.ف.ب)
TT

تفاؤل بإعلان «مرتقب» عن توحيد الجيش الليبي

نازحان من تاورغاء يجمعان الحطب في مخيم مؤقت قرب المدينة (أ.ف.ب)
نازحان من تاورغاء يجمعان الحطب في مخيم مؤقت قرب المدينة (أ.ف.ب)

قالت مصادر عسكرية ليبية لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن الاجتماعات التي استضافتها القاهرة لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، بين ممثلين عن الجيش الوطني الذي يقوده المشير خليفة حفتر ومختلف المناطق في ليبيا، «على وشك الانتهاء».
وأوضحت المصادر التي طلبت عدم تعريفها، أن القاهرة التي استضافت حتى الآن خمسة اجتماعات متواصلة على مدى الشهور الماضية، قد تشهد صدور إعلان رسمي عن اتفاق نهائي على توحيد المؤسسة العسكرية الليبية تحت قيادة حفتر. ورغم ما وصفته المصادر بـ«بعض المماحكات التي عطلت الاتفاق مؤخراً»، فإنها بدت في المقابل متفائلة بأن تنجح المشاورات الأخيرة التي تجريها السلطات المصرية مع الأطراف المشاركة في التوصل إلى اتفاق.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن المشير حفتر الذي يقوم منذ بضعة أيام بزيارة غير معلنة للقاهرة، التقى قبل يومين مع وزير الدفاع المصري القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول صدقي صبحي، كما اجتمع مع عدد من المسؤولين المصريين، في إطار ما وصفته مصادر ليبية مطلعة بـ«تنسيق المواقف بين مصر والجيش الوطني الليبي في مجال مكافحة الإرهاب».
إلى ذلك، لا يزال مهجرو مدينة تاورغاء العاجزين عن العودة إلى مدينتهم التي أخرجوا منها قبل نحو سبع سنوات، عالقين في ظل عدم قدرة حكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراج في طرابلس على إجبار الميليشيات المسلحة في مصراتة على احترام اتفاق يقضي بعودة مهجري تاورغاء إليها.
ويكشف عجز الحكومة التي تحظى بدعم من المجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة، عن سطوة الجماعات المسلحة المنتشرة في غرب البلاد. وقال مسؤول محلي في تاورغاء لـ«الشرق الأوسط»: إن «الوضع الحالي غير إنساني... رغم الوعود الكثيرة التي حصل عليها المهجرون من حكومة السراج فإنها بقيت مجرد حبر على ورق».
ورسمت وكالة الصحافة الفرنسية، أمس، صورة قاتمة لأوضاع النازحين من تاورغاء، وأشارت إلى نفاد صبرهم وسط الرياح والغبار في مخيمهم العشوائي المؤقت بسبب خيبة أملهم إثر منعهم من العودة إلى ديارهم في اللحظة الأخيرة. ونقلت عن عمدة المدينة، عبد الرحمن الشكشاك، قوله: إن «أطرافاً عدة (في مصراتة) لم تفهم أنها ليست مصالحة، بل اتفاق حول العودة إلى تاورغاء يمكن أن يساعد في عملية المصالحة في وقت لاحق».
وتابع العمدة الذي رافقه بداد قانصوه، وزير الحكم المحلي، أول مسؤول ليبي يتفقد هذا المخيم المؤقت في منطقة غرارات القطف التي تبعد مسافة 20 كيلومتراً فقط عن تاورغاء: «نأمل بالتوصل قريباً إلى حل». وقال الوزير: «كنت أعتقد أن الوضع أفضل في هذا المخيم. لكن بالإمكان أن نرى بوضوح كيف أن بعض الأسر لا تزال من دون مأوى». ووعد بالمساعدة لإنهاء الوضع. وأضاف: «نحن مصممون على ضمان العودة إلى تاورغاء من دون إراقة دماء. أرى معاناتكم. مع قليل من الصبر ستتم تسوية كل الأمور». لكن أحد النازحين رد بغضب: «لقد صبرنا طويلاً بما فيه الكفاية».
واضطر سكان تاورغاء إلى سلوك طريق المنفى بسبب دعمهم نظام معمر القذافي في وجه الانتفاضة ضده في 2011، لكنهم كانوا قاب قوسين أو أدنى من العودة إلى أراضيهم إثر اتفاق تم التوصل إليه مع مدينة مصراتة المنافسة التي تبعد 200 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس، والتي تتهم مقاتلو تاورغاء بارتكاب انتهاكات فيها في 2011.
ووفقاً لما تم الاتفاق عليه، توجهت مئات العائلات إلى تاورغاء، لكن مجموعات مسلحة تعارض الاتفاق منعتهم عند نقاط التفتيش قبل المدينة.
من جهة أخرى، أعلن فائز السراج أمس تشكيل لجنة برئاسة مدير جهاز المخابرات لإعداد خطة أمنية متكاملة لتأمين مشروعات الكهرباء. ونص القرار الذي أصدره السراج، على تشكيل لجنة تضم مندوبين عن وزارتي الدفاع والداخلية والشركة العامة للكهرباء، تتولى أيضاً مهمة تأمين محطات توليد الطاقة الكهربائية والخبراء وأطقم العاملين فيها، وتأمين تنقلاتهم خلال فترة تنفيذ هذه الأعمال داخل مواقع المشروعات وعملها.
وأبرمت حكومة السراج مؤخراً عقوداً لتنفيذ مشروعات بناء محطات للكهرباء في البلاد بلغت قيمتها 5 مليارات دولار مع عدد من الشركات الأجنبية، كما وقّعت الشركة العامة للكهرباء في ليبيا اتفاقاً مع شركة «سيمنس» الألمانية في أغسطس (آب) الماضي، لحل مشكلة العجز في توليد الطاقة في البلاد.
وتعاني معظم المدن الليبية من انقطاع يومي للكهرباء، يصل إلى 12 ساعة، خصوصاً في فترتي الذروة الشتوية والصيفية، بينما تخطت الخسائر التي طالت قطاع الكهرباء طيلة السنوات السبع الماضية 1.1 مليار دولار.
وأقدم مسلحون مجهولون في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على خطف أربعة عمال أجانب، بينهم ثلاثة أتراك وألماني واحد، عملوا في محطة توليد كهرباء في مدينة أوباري جنوب ليبيا؛ ما دفع بقية العمال الأجانب، والبالغ عددهم 300، إلى مغادرة أوباري بعد فشل القوات الأمنية في تحرير العمال الأربعة.
والتقى السراج رئيس المحكمة العليا المستشار محمد الحافي، أمس، في إطار ما وصفه مكتبه بـ«حرصه على التواصل بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية». وقال المكتب في بيان: إن اللقاء «ناقش سبل دعم المؤسسة القضائية، وتوفير المتطلبات الضرورية لتؤدي مهامها في ترسيخ قيم العدالة والمساواة وحماية الحقوق والحريات العامة».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.