تونس: إضراب واعتصام يهددان الانتخابات البلدية

الحكومة تستعجل 15 مشروع قانون في البرلمان

TT

تونس: إضراب واعتصام يهددان الانتخابات البلدية

حذر مسؤول نقابي تونسي من إمكانية تعطل مسار الانتخابات البلدية المقبلة في حال عدم التوصل إلى حلول جدية للمشكلات المتراكمة لمجموعة من العاملين في الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
وقال رئيس نقابة موظفي الهيئة زهير الكرتلي، إن اعتصاماً جديداً وإضراباً عن الطعام شرع في تنفيذه نحو 20 من موظفي هيئة الانتخابات، أمس، سيؤدي إلى غلق مقر الإدارة المركزية للهيئة، وهو ما سينعكس على عملها في الإعداد للانتخابات البلدية، خصوصاً أن الخميس المقبل موعد فتح باب الترشح للانتخابات المزمع إجراؤها في السادس من مايو (أيار) المقبل.
وصودق على القانون الأساسي لهيئة الانتخابات في أغسطس (آب) 2016، إلا أنه لم يجد طريقه إلى التفعيل حتى الآن. وكان عدد من موظفي الهيئة العليا المستقلة للانتخابات دخلوا في اعتصام مفتوح في المقر المركزي للهيئة منذ نهاية الشهر الماضي، للمطالبة بالتراجع عن طرد 3 موظفين من الإدارة المركزية، وتسوية وضع العاملين بالهيئة، وحذف صفة «متربص» من شهادات العمل وبطاقات خلاص الأجور، والإسراع بانتداب أعوان الخدمات.
كما نظم عدد من العاملين في الهيئة اعتصاماً الأربعاء الماضي، قبل أن يعلنوا تعليقه لفتح الباب أمام المفاوضات وعقد اجتماع بين رئيس الهيئة وممثلين عن الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر كيان نقابي في البلاد)، وهو ما لم يحدث لوجود خلافات حول الحل النهائي لمشكلات الانتداب في الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
وأكد عضو الهيئة عادل البرينصي لـ«الشرق الأوسط»، اقتناع الطرفين بضرورة فتح قنوات الحوار «للمحافظة على المسار الانتخابي وإجراء الانتخابات البلدية في موعدها المحدد». وقال إن هيئة الانتخابات «تدعو الجميع إلى تغليب مصلحة الهيئة على المصالح الشخصية والعمل على إنجاح الانتخابات البلدية والمسار الديمقراطي ككل».
وفي انتظار عقد جلسة تفاوضية جديدة بين هيئة الانتخابات وممثلين عن اتحاد الشغل، اتفق الطرفان على إرجاع 3 أعوان تم طردهم من العمل، لكن تنفيذ الاتفاق لم يحصل. وتعهد رئيس هيئة الانتخابات محمد التليلي المنصري، بتفعيل الفصل 123 من النظام الأساسي الصادر في سبتمبر (أيلول) 2016 الذي يقضي بإدماج كل الأعوان المباشرين في الهيئة من 2011 إلى سبتمبر 2016.
على صعيد آخر، طلبت الحكومة التونسية استعجال النظر في مجموعة من «مشاريع القوانين الحيوية» المعروضة على اللجان البرلمانية، وهي موزعة بين 6 قوانين أساسية و9 قوانين عادية. وقرر البرلمان «إعطاء الأولوية المطلقة» لهذه القوانين وعقد اجتماعات برلمانية على مدى 5 أيام لمناقشتها.
وتمسك «تحالف الجبهة الشعبية» اليساري المعارض بالنظر في مشروع قانون يجرم تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، إلا أن اللجنة المكلفة بالتشريع في البرلمان أرجات النظر في هذا المقترح، وقالت إنه لا يحظى بالأولوية في الوقت الراهن، وهو ما جعل ممثلي الجبهة في لجنة التشريع يتهمون مكتب البرلمان بالتهاون والبطء في مناقشة مشروع القانون على أهميته.
وتشتمل قائمة القوانين الجديدة على مشروع قانون أساسي يتعلق بهيئة حقوق الإنسان، ومشروع قانون أساسي يتعلق بالهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، ومشروع قانون يتعلق بضبط اختصاصات محكمة المحاسبات وتنظيمها.
أما مشاريع القوانين العادية فبينها مشروع يتعلق بنسبة الفائدة وآخر خاص بالمؤسسات الناشئة ومشروع قانون ثالث يتعلق بالتصريح بالمكاسب والمصالح وبمكافحة الإثراء غير المشروع وتضارب المصالح بالقطاع العام.
من ناحية أخرى، أصدر القطب القضائي المالي في تونس بطاقتي إيداع بالسجن في حق موظفين بالبنك المركزي، بتهمة التورط في مجموعة من الجرائم المالية، على رأسها شبهة تبييض الأموال. وأكد المتحدث باسم القطب القضائي المالي سفيان السليطي إحالة 5 موظفين على قاضي التحقيق الذي أذن بالإبقاء على 3 منهم مطلقي السراح فيما فر موظف سادس.
وتمثلت وقائع القضية في تدخلات للموظفين للاستبدال بأوراق نقدية من فئة 5 و10 و20 يورو أخرى من فئة 200 و500 يورو مع الحصول على عمولات مقابل ذلك، من دون تسجيلها في سجلات البنك المركزي.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.