حاويات تراثية لنقل الأطعمة وحفظها تطل في الجنادرية

اشتهرت بصناعتها المناطق الغربية في السعودية

صناعة «الهواري» يدوياً
صناعة «الهواري» يدوياً
TT

حاويات تراثية لنقل الأطعمة وحفظها تطل في الجنادرية

صناعة «الهواري» يدوياً
صناعة «الهواري» يدوياً

في القرية الشعبية بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية 32 تبرز العديد من المهن الحرفية التي لها ارتباط بالكثير من المدن السعودية، ولا يزال بعض المشاركين بالمهرجان يحتفظون بها ويسعون لتعريف الزوار بما كانت عليه في السابق.
وبداخل السوق الشعبية يوجد العديد من المهن التراثية التي كانت سائدة منذ زمن الآباء والأجداد، وتجسد أساليب حياتهم وتراثهم وأنماطهم المختلفة، خصوصاً في مجال الزراعة والحياة الريفية التي كانوا يعتمدون عليها.
وفي جناح منطقة مكة المكرمة هنالك العديد من الحرف اليدوية التي سعى المسؤولون عن الجناح لإبرازها، والتي تعكس تراث منطقة مكة المكرمة. ويعرض عباس محمد (56 عاما) مهنة النجارة في السابق، إذ تخصص في صناعة «الهواري» التي يجيد صناعتها بشكل يدوي. و«الهواري» عبارة عن حاوية خشب يتم من خلالها حفظ الفواكه والخضار في السابق.
ويشير إلى أن الهواري كانت تستخدم منذ أيام الملك الراحل سعود وكانت بأحجام كبيرة وصغيرة، وتسمح بدخول الهواء، وتحافظ على درجة حرارة تسمح لأن تطيل مدة الفواكه.
ويوضح عباس أن تلك المهنة ورثها من أبيه، ولا يزال يحافظ على هذا الموروث الشعبي، ويقيم ورشة متخصص لتعليم من يعرف بصناعة المنتجات التي ترتبط بالخشب.
ولم يخف بعض التحديات التي تواجه عمله كعدم اهتمام الأجيال المقبلة بصناعة الخشب، مشيداً باهتمام المسؤولين عن الجناح بالمحافظة على الموروث الشعبي القديم.
إلى ذلك، جال الأمير خالد بن عبد العزيز بن عياف وزير الحرس الوطني رئيس الهيئة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 32»، على الأجنحة المشاركة والقطاعات الحكومية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 32».
كما تجول في جناح الطيران للحرس الوطني، واستمع إلى شرح مفصل عن أنواع الطائرات الحربية، وكذلك التعديلات التي طرأت على بعضها واستخداماتها، سواء كانت للإنزال الجوي أو للاشتباك، قدمه قائد الجناح العميد ركن طيار فهد عبد الله سعيدان.
وأثنى في نهاية الجولة على الجناح وحداثة منظومة الطيران، لا سيما أن جناح الطيران يشارك للمرة الأولى في المهرجان الوطني للتراث والثقافة، مشيداً بالتنظيم الحديث، وجمال الأفكار التي شاهدها خلال جولته التفقدية.
إثر ذلك، تجول الأمير خالد بن عياف في السوق الشعبية، واطلع على أبرز مشاركات الحرفيين وما يحتويه السوق من إرث تاريخي لكثير من مدن السعودية، ما زال بعض المشاركين يحتفظون به.
ثم تفقد وزير الحرس الوطني سير العمل في المركز الإعلامي للمهرجان ومقر وكالة الأنباء السعودية، واستمع إلى شرح مفصل عن آلية سير العمل، وتغطية الفعاليات المصاحبة للمهرجان في شتى الوسائل الإعلامية، مثنياً على ما يقوم به المركز من دور إعلامي وتعاون مثمر مع الجهات الإعلامية المشاركة، حاثاً الجميع على تقديم المزيد لإظهار هذا العرس الوطني بالشكل الذي يليق به.
عقب ذلك، توجه الأمير خالد بن عياف إلى مقر القاعة الكبرى للأمسيات الشعرية للمهرجان وشارك الحضور الأمسية، مستمعاً لنبض جوف الشعراء الذين حضروا ليتغنوا بالوطن شعراً، ثم قدم الدروع التذكارية للشعراء والمنشدين المشاركين في الأمسية.
وفي ختام الجولة، وقف على سير العمل في نقاط الاستعلامات الأمنية والحراسات التابعة للمهرجان، مشيداً بجهودهم الأمنية والإنسانية التي يقدمونها للزوار، داعياً إلى تكثيف الجهود لتقديم المعلومات اللازمة لزوار المهرجان، ومساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة.



تقنية جديدة لتقليل مدة التئام العظام

يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
TT

تقنية جديدة لتقليل مدة التئام العظام

يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)
يستخدم فريق البحث تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية (جامعة هونغ كونغ)

طوّر فريق بحثي من جامعة هونغ كونغ في كوريا الجنوبية، طلاءً مبتكراً يستجيب للضوء لتسريع اندماج العظام مع الزّرعات الجديدة بعد إجراء جراحات العظام. وقد ثَبُت أن الطلاء المطور يقلّل من وقت الالتئام إلى أسبوعين فقط، ممّا يسرّع معدل التعافي بعد الجراحة إلى الضعف، فضلاً عن تقليل خطر رفض الجسم للغرسات.

ويستكشف حالياً، الفريق صاحب الابتكار، بقيادة البروفيسور كيلفن يونغ واي كوك، من قسم جراحة العظام والصّدمات، كلية الطب السريري في جامعة هونغ كونغ (HKUMed)، تطبيق هذه التكنولوجيا في جراحات استبدال المفاصل الاصطناعية، بما في ذلك جِراحات استبدال الركبة التي تُجرى بشكلٍ شائع في هونغ كونغ.

وفي بيان صحافي صدر الجمعة، قال يونغ واي كوك: «أثبتت التّجارب على الحيوانات أن هذه الطريقة تعمل على تسريع عملية دمج العظام مع الغرسة بشكلٍ كبيرٍ، مما يؤدي إلى زيادة مضاعفة في معدل الاندماج».

ووفق النتائج المنشورة في دورية «أدفانسد فانكشينال ماتيرالز»، فإن عملية دمج العظام مع الغرسة تسارعت من 28 يوماً إلى 14 يوماً فقط، مما أدى إلى مضاعفة السرعة بشكل فعّال.

وتُمثّل هذه الدراسة أول دراسة تَستخدم تياراً ضوئياً لتنظيم الخلايا المناعية بشكل غير جراحي. ومن المتوقع أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى تقدّمٍ كبيرٍ في تطوير مواد حيوية جديدة قادرة على التّحكم عن بُعد في البيئة المناعية للعظام.

ويمكن أن يؤدي الاضطراب في البيئة المناعية العظمية أثناء مرحلة ما بعد الزّرع إلى ارتخاءِ الزرعة الجديدة، وإطالة وقت التعافي وزيادة المضاعفات بعد الجراحة، مما يؤدي في النهاية إلى فشل الزرعة. ولمعالجة هذه التحديات، طور فريق جامعة هونغ كونغ الطبية طلاءً مبتكراً يستجيب للضوء القريب من الأشعة تحت الحمراء (NIR)، يؤثر بشكل إيجابي على استجابة الخلايا المناعية، ممّا يُقلل بشكلٍ فعّالٍ من الالتهاب الحاد خلال المرحلة الحاسمة بعد الزرع.

وتتضمن هذه العملية توليد تيار ضوئي يُحفِّز تدفُّق الكالسيوم المتزايد في نوعٍ من الخلايا المناعية يُعرف بالخلايا البلعمية، مما يخلق بيئة مناعية عظمية أكثر ملاءمة. وهذا يُعزّز بدوره تكوين العظام، وبالتالي تسريع عملية دمج العظام بالزرع.

وتلعب الخلايا البلعمية دوراً محورياً في عملية تجديد العظام، وهي من بين الخلايا المناعية الأولى التي تستجيب، فتبدأ تفاعلاً متسلسلاً ضرورياً لتكامل العظام مع الغرسة.

وعند إدخال الغرسات، تُصبح هذه الخلايا المناعية نشِطة وتحفّز استجابة التهابية حادة، وتُطلِق السيتوكينات المؤيّدة للالتهابات، لتسهيل تجنيد الخلايا الجذعية المتوسطة (MSCs) وبدءِ عملية تجديد العظام. لذلك، من الأهمية في مكان استعادة بيئة متوازنة بين العظام والغرسة، خصوصاً بعد مرحلة الالتهاب الأولية، لمنع الالتهاب طويل الأمد وضمانِ نجاح تكامل الغرسة.

وعادةً ما يجري طلاء الغرسات العظمية بثاني أكسيد التيتانيوم (TiO2)، وهو غير سامٍ لخلايا العظام والبكتيريا، ولكن لديه حدود في استجابته للأشعة القريبة من الأشعة تحت الحمراء.

في هذه الدراسة، استخدم فريق البحث هيدروكسيباتيت (HA)، المكوِّن الأساسي للعظام والأسنان، لتطوير سطحٍ قابلٍ للإثارة يستجيب للتيار الضوئي.

ويُولِّد الطلاء الجديد إشارات ضوئية كهربائية عند تعرّضه للأشعة القريبة من الأشعة تحت الحمراء، ممّا يقلّل بسرعة من الالتهاب الحاد ويخلق بيئة مناعية مفيدة مصمّمة لحالة المريض، ويؤدي في النهاية إلى تسريع تكامل العظام مع الغرسة ويجعل الغرسات أكثر أماناً.

وأضاف البروفيسور يونغ واي كوك قائلاً: «نجح فريقنا في تطوير آلية جديدة تعمل على تعديل تمايز الخلايا المناعية بشكل غير جراحي وفقاً لدورة المناعة لدى المريض واحتياجاته»، وتابع: «هذا الاكتشاف له تأثيرٌ عميق على معدل نجاح جراحة العظام ويوفر اتجاهاً جديداً لمعالجة التّحديات السريرية، مثل رفض الزرع».