إسقاط مروحية تركية في عفرين... وإردوغان يتوعد بـ«رد قاس»

ماكماستر في إسطنبول لبحث الخلافات حول «الوحدات» الكردية

بعد غارة تركية شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
بعد غارة تركية شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
TT

إسقاط مروحية تركية في عفرين... وإردوغان يتوعد بـ«رد قاس»

بعد غارة تركية شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)
بعد غارة تركية شمال سوريا أمس (أ.ف.ب)

تزامناً مع وصول مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر إلى إسطنبول، أمس؛ لإجراء مباحثات مع المسؤولين الأتراك حول الملف السوري، أعلنت تركيا مقتل اثنين من عسكريها في سقوط مروحية تابعة لها أثناء تحليقها في منطقة عفرين السورية التي يواصل الجيش التركي وفصائل متحالفة معه من «الجيش السوري الحر» عملية «غصن الزيتون» العسكرية فيها والتي دخلت أسبوعها الرابع أمس (السبت).
وحمّل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وحدات حماية الشعب الكردية المسؤولية عن إسقاط المروحية، متوعداً بـ«رد قاس»، في حين قال رئيس الوزراء بن علي يلدريم، إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت جهة خارجية استهدفت الطائر،ة وفي الوقت ذاته واصل الجيش التركي إنشاء نقاط المراقبة في عفرين في إطار اتفاق مناطق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه خلال مباحثات أستانة.
وقالت رئاسة الأركان العامة للجيش التركي، في بيان: إن مروحية من طراز «أتاك» سقطت في حدود الساعة 13:00 (10:00 تغ) خلال عملية «غصن الزيتون» المستمرة في منطقة عفرين، وإن عسكريَين اثنين كانا على متن المروحية فقدا حياتهما، في حين بدأ الجيش التركي تحقيقات في الحادث.
في السياق ذاته، توعد إردوغان، في كلمة ألقاها خلال اجتماع لفرع حزب «العدالة والتنمية» في مدينة إسطنبول، المسؤولين عن إسقاط المروحية التركية، بردّ قاس، مؤكداً أنهم سيدفعون ثمن ذلك باهظاً. وقال إردوغان: «نحن الآن في حالة حرب، ومن المحتمل أنه سيكون لنا خسائر، لكن قواتنا المسلحة تلحق هزائم كبيرة بالإرهابيين في الشمال السوري، ولن نتوقف عن مطاردتهم إلى أن نقضي عليهم جميعاً».
وأكد إردوغان أن عملية «غصن الزيتون» الجارية في مدينة عفرين بريف محافظة حلب السورية، مستمرة وفق الخطة المرسومة لها، وأن القوات المشاركة فيها تحقق نتائج إيجابية وتتقدم نحو أهدافها. وتابع: «إلى الآن تم تحييد ألف و141 (إرهابياً) وقواتنا المسلحة تحقق نجاحات كبيرة وتحمي حدود البلاد، وبالأمس استطعنا تدمير مخزن أسلحة كبير في عفرين، وسنواصل إلحاق الهزائم بالتنظيمات الإرهابية التي تهدد أمن وسلامة حدودنا».
من جانبه، قال رئيس الوزراء بن علي يلدريم، في تصريح صحافي عقب مؤتمر شعبي لحزب العدالة والتنمية في ولاية «موغلا» جنوب غربي البلاد: «ليست لدينا أدلة قاطعة حول ما إذا كان سقوط المروحية نجم عن تدخل خارجي، وبدأت التحقيقات اللازمة لمعرفة ذلك».
في غضون ذلك، قصفت المقاتلات والمدفعية التركية مواقع تابعة لوحدات حماية الشعب الكردية في عفرين شمال غربي سوريا، في إطار عملية «غصن الزيتون» ووقعت اشتباكات في المنطقة وشوهدت أعمدة الدخان المتصاعد في المواقع المستهدفة من القرى الحدودية في تركيا.
بالتزامن مع ذلك، يواصل الجيش التركي إرسال تعزيزات لقواته المتمركز على الحدود.
ووصل مستشار الأمن القومي الأميركي إلى إسطنبول، أمس؛ لعقد سلسلة لقاءات مع المسؤولين الأتراك، في مقدمتهم المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، تنصبّ على مستجدات الأوضاع الإقليمية وعملية «غصن الزيتون» التي أطلقتها القوات التركية في مدينة عفرين بريف محافظة حلب السورية ضدّ التنظيمات الإرهابية. وتحتل مسألة الحملة العسكرية التركية المحتملة على مدينة منبج بريف محافظة حلب، والتي تتواجد بها قوات أميركية إلى جانب ميليشيات كردية مدعومة منها، أولوية على أجندة ماكماستر خلال زيارته إلى تركيا، إضافة إلى الخلاف التركي الأميركي بشأن دعم واشنطن العسكري لوحدات حماية الشعب الكردية التي تقاتلها تركيا في عفرين.
ويعقب زيارة ماكماستر إلى تركيا، زيارة لوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في إطار جولة شرقي أوسطية تشمل عددا من دول المنطقة بينها مصر ولبنان والكويت والأردن.
وتأتي الزيارتان بعد تلويح أنقرة بعزمها شن حملة عسكرية على الميليشيات الكردية في مدينة منبج، تدعمهم الولايات المتحدة التي تحتفظ أيضا بقوة عسكرية هناك.
وقالت مصادر الخارجية الأميركية: إن مباحثات تيلرسون في أنقرة لن تكون سهلة في ظل التوتر التركي بسبب الوضع في سوريا..
في موازاة ذلك، انتقلت، مساء أول من أمس، قافلة عسكرية تابعة للجيش التركي، إلى منطقة جنوب غربي إدلب السورية، بهدف إقامة نقطة مراقبة جديدة ضمن «مناطق خفض التصعيد» التي تم إقرارها في مباحثات أستانة.
واجتاز الرتل الحدود التركية السورية متوجهاً إلى جنوب الطريق الواصل بين إدلب وعفرين، وقالت مصادر عسكرية: إن القوات التي يضمها الرتل العسكري انتشرت في بلدة تل طوقان بمنطقة أبو الضهور في إدلب. وأكدت المصادر العسكرية، أن هدف انتقال تلك القوات إلى المنطقة، هو تأسيس نقطة المراقبة السادسة، من بين 12 نقطة؛ تنفيذاً لقرارات مباحثات آستانة.
وتقع نقطة المراقبة السادسة، التي انتشرت فيها القوات أمس، على بعد 6 كيلومترات عن عناصر قوات النظام السوري والجماعات المدعومة من إيران، وعلى عمق 50 كم من الحدود التركية السورية.
في سياق آخر، وضعت تركيا، أمس، حجر الأساس لأول مدينة صناعية بمنطقة الباب التي تم تطهيرها من عناصر تنظيم داعش الإرهابي في إطار عملية «درع الفرات» بريف محافظة حلب شمالي سوريا.
وتهدف تركيا من بناء المدينة الصناعية التي تبلغ مساحتها نحو 561 ألف متر مربع، إلى إعادة تنشيط الحياة التجارية وتحقيق النمو الاقتصادي في منطقة الباب.
وشارك في مراسم وضع حجر الأساس كل من شنول أسمر وجنكيز أيهان مساعدَي والي غازي عنتاب.
وقال رئيس مجلس الإدارة المحلية لمنطقة الباب، جمال أحمد عثمان، لوكالة «الأناضول» التركية: إن المدينة الصناعية، التي تبعد نحو 5 كلم من مركز مدينة الباب، تعد أكبر تجمع صناعي على مستوى الباب ومنطقة درع الفرات.
وأضاف: إن المشروع يحظى بأهمية من أجل اقتصاد المنطقة ومستقبلها وتوفير فرص العمل ورفع دخل العاملين فيها.
وأشار إلى أن المدينة الصناعية متوافر فيها خدمات البنى التحتية ووحدة معالجة الصرف الصحي وشبكة مياه كبريتية. وتمكنت تركيا والمعارضة السورية من تطهير مناطق واسعة من ريف محافظة حلب الشمالي، شمالي سوريا، من تنظيم داعش الإرهابي، في عملية «درع الفرات»، التي خاضتها قواتها مع فصائل من «الجيش السوري الحر» في الفترة بين أغسطس (آب) 2016 ومارس 2017؛ ما أتاح لآلاف السوريين العودة إلى ديارهم.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.