إسرائيل: الهجوم على المواقع السورية هو الأكبر منذ 1982

مقاتلة إسرائيلية من طراز «إف - 16» - أرشيفية (إ.ب.أ)
مقاتلة إسرائيلية من طراز «إف - 16» - أرشيفية (إ.ب.أ)
TT

إسرائيل: الهجوم على المواقع السورية هو الأكبر منذ 1982

مقاتلة إسرائيلية من طراز «إف - 16» - أرشيفية (إ.ب.أ)
مقاتلة إسرائيلية من طراز «إف - 16» - أرشيفية (إ.ب.أ)

شنت إسرائيل اليوم (السبت)، هجمات «واسعة النطاق» في سوريا استهدفت مواقع إيرانية وسورية وهي الأكبر في سوريا منذ العام 1982، بحسب سلاح الجو الإسرائيلي الذي قال إن الهجمات تمت بنجاح.

وفي الخمس الأخيرة، نفذت الطيران الإسرائيلي العديد من الغارات على مواقع تابعة للنظام السوري وميليشيا «حزب الله» اللبنانية المتحالفة مع الأسد، لكن إسرائيل نادرا ما تعلن رسميا عن وقوفها وراء الضربات، بعكس ما حدث اليوم.

* 2013:
قصف الطيران الإسرائيلي في 30 يناير (كانون الثاني) موقعاً لصواريخ «أرض-جو» قرب دمشق، ومجمعاً عسكرياً يشتبه بوجود مواد كيميائية بداخله، وفقاً لمسؤول أميركي. وأكدت إسرائيل ضمناً الغارة، مجددةً التحذير بأنها لن تسمح بنقل أسلحة من سوريا إلى «حزب الله» اللبناني.
وفي 3 و5 مايو (أيار)، استهدفت غارتان شُنّتا على دمشق، مركزاً للأبحاث العلمية في جمرايا، بالإضافة إلى مستودع للذخيرة وبطارية للدفاع الجوي، كما أعلن دبلوماسي في بيروت.

* 2014:
أعلن الجيش الإسرائيلي في 31 أغسطس (آب)، أنه أسقط طائرة من دون طيار في الجولان. وأكد في 23 سبتمبر (أيلول)، إسقاط طائرة عسكرية سورية في الجولان.
يشار إلى أنه في عام 1967، احتلت إسرائيل نحو 1200 كلم مربع من مرتفعات الجولان الذي ضمتها عام 1981 في قرار لم يعترف به المجتمع الدولي. ولا يزال نحو 510 كيلومترات مربعة تحت السيطرة السورية.
وفي 7 ديسمبر (كانون الأول) اتهمت سوريا، إسرائيل بشنّ غارتين على مواقع قرب دمشق، في الديماس والمطار الدولي.

* 2015:
استهدفت إسرائيل في 18 يناير الجولان بغارة أدت إلى مقتل 6 من عناصر «حزب الله» وأحد ضباط الحرس الثوري الإيراني.

* 2016:
ضربت إسرائيل مواقع سورية في مرتفعات الجولان في 13 سبتمبر.
وفي ديسمبر، أُعلن عن عدة صواريخ إسرائيلية تضرب المنطقة المحيطة بقاعدة المزة العسكرية (ضواحي دمشق).

* 2017:
اتهمت دمشق إسرائيل بقصف مطار المزة، حيث مقر جهاز المخابرات الجوية، في 13 يناير.
وأعلنت إسرائيل أنها استهدفت أسلحة «متطورة» كانت في طريقها إلى «حزب الله» قرب تدمر، في 17 مارس (آذار).
وفي 27 أبريل (نيسان)، اتهم النظامُ السوري إسرائيل بالتسبب في انفجار ضخم من خلال إطلاق صواريخ على موقع عسكري قرب مطار دمشق. وقد أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى انفجار مستودع للأسلحة يعود إلى «حزب الله» على ما يبدو.
وفي سبتمبر، أسفرت غارات جوية إسرائيلية عن مقتل اثنين في موقع عسكري غرب سوريا، حيث يُتهم النظام بتطوير أسلحة كيميائية، كما أطلقت طائرات إسرائيلية صواريخ على مستودع لـ«حزب الله» قرب مطار دمشق.
وأكد الجيش الإسرائيلي، في 16 أكتوبر (تشرين الأول) أنه دمّر بطارية صواريخ شرق دمشق، رداً على إطلاق صاروخ سوري استهدف طائرات إسرائيلية كانت في جولة استطلاع فوق لبنان.
وأعلنت إسرائيل بعد عدة أيام أنها قصفت مواقع سورية، رداً على إطلاق نار مصدره مرتفعات الجولان.
وفي 23 أكتوبر، قُتل ما لا يقل عن 10 عناصر من إرهابيي «داعش» في غارات إسرائيلية مفترضة في جنوب سوريا، وفقاً لما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
أما في 1 نوفمبر (تشرين الثاني)، فقصفت إسرائيل مستودعاً للأسلحة جنوب حمص.
وآخر الضربات في 2017، كانت في ديسمبر، حيث استهدفت مواقع قرب دمشق.

* 2018:
ليل 8 - 9 يناير: عدة غارات جوية وإطلاق صواريخ قرب دمشق. والمستهدف مستودعات أسلحة للسوريين و«حزب الله» وفقاً للمرصد السوري.
7 فبراير (شباط)، أعلن النظام السوري تدمير صواريخ إسرائيلية استهدفت موقعاً عسكرياً قرب دمشق، حسب المرصد، الذي أضاف أن صواريخ أخرى استهدفت مستودعاً للأسلحة قرب جمرايا.
10 فبراير: إسرائيل تعلن عن غارات «واسعة النطاق» في سوريا، ضد 12 هدفاً بعد اعتراض طائرة من دون طيار انطلقت من سوريا. وللمرة الأولى، تؤكد إسرائيل علناً استهداف مواقع إيرانية.
وبعد تعرضها لإطلاق نيران سورية مضادة للطائرات، تحطمت مقاتلة إسرائيلية من طراز «إف – 16» في شمال إسرائيل. وأعلن الجيش أن أحد الطيارين أُصيب بجروح خطيرة.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.