التحالف يباغت الميليشيات بتدمير مستودع أسلحة ومعسكر

طائرة سعودية تحمل أطنانا من المساعدات لدى وصولها إلى مأرب (أ.ف.ب)
طائرة سعودية تحمل أطنانا من المساعدات لدى وصولها إلى مأرب (أ.ف.ب)
TT

التحالف يباغت الميليشيات بتدمير مستودع أسلحة ومعسكر

طائرة سعودية تحمل أطنانا من المساعدات لدى وصولها إلى مأرب (أ.ف.ب)
طائرة سعودية تحمل أطنانا من المساعدات لدى وصولها إلى مأرب (أ.ف.ب)

على وقع المعارك المستمرة التي يخوضها الجيش اليمني في مختلف الجبهات ضد ميليشيا جماعة الحوثيين الانقلابية سددت أمس مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية، ضربات مباغتة لميليشيا الجماعة جنوبي صنعاء دمرت خلالها معسكرا تدريبيا ومستودعات حوثية للأسلحة الثقيلة والذخيرة.
وجاءت الضربة الموجعة للميليشيا غداة سقوط عدد من قادتها في جبهتي الجوف وصعدة، وبالتزامن مع استعادة الجيش اليمني لمواقع جديدة غربي تعز في ظل الانهيار المتوالي لصفوف الجماعة الموالية لإيران في جبهة الساحل الغربي حيث تتقدم القوات الحكومية شمالا باتجاه الحديدة ومينائها الاستراتيجي.
وأفادت أمس في صنعاء مصادر محلية وأخرى عسكرية مناهضة لانقلاب الحوثيين بأن طيران التحالف العربي شن فجرا سلسلة ضربات مباغتة استهدفت مواقع لميليشيا الحوثيين من بينها معسكر تدريب ومخازن أسلحة ثقيلة وذخيرة في مديرية سنحان الواقعة في الضواحي الجنوبية للعاصمة.
وبحسب المصادر، سمع دوي انفجارات ضخمة عقب الضربات الجوية مع استمرار للتحليق فوق منطقة «بيت الشاطبي» ومعسكر «ريمة حميد» الذي كان يتخذ منه الرئيس السابق علي صالح قبل استيلاء الحوثيين عليه عقب قيامهم بتصفيته، قاعدة للأسلحة والذخائر وميدانا لتدريب العناصر الموالين له.
وترجح المصادر أن الغارات دمرت رتلا من الدبابات التي سيطر عليها الحوثيون بعد مقتل صالح إضافة إلى مخزن للأسلحة الثقيلة والذخائر، إلى جانب مواقع سرية أخرى باتت الميليشيات تتخذ فيها ميدانا لتدريب عناصرها واستعراضهم أمام قادتها.
ورجحت المصادر أن يكون الموقع التدريبي المستهدف هو نفسه الذي أقامت فيه الجماعة أول من أمس بحضور رئيس مجلس انقلابها صالح الصماد استعراضا عسكريا لدفعة من ميليشياتها التي تنوي إضافتها إلى قوام قوات الأمن الخاصة.
وأظهر جانب من الصور التي بثتها وسائل إعلام الجماعة الحوثية أن المعسكر التدريبي يقع في منطقة جبلية تنطبق عليها الأوصاف التي ذكرتها المصادر أمس عن الأماكن التي استهدفها طيران التحالف العربي في مديرية سنحان حيث مسقط رأس الرئيس السابق.
إلى ذلك أكدت المصادر الرسمية للحكومة اليمنية مقتل خمسة من قادة الجماعة الميدانيين في جبهة الجوف جراء المعارك مع قوات الجيش اليمني وضربات طيران التحالف التي أوقعت أول من أمس 30 قتيلا من عناصر الميليشيا الانقلابية.
والقادة الخمسة بحسب ما ذكرته المصادر اليمنية هم: القيادي المكنى أبو روح الله، وهو مشرف الميليشيا على جبهة برط، والقيادي أبو جهاد الحمزي، وهو مشرف الأمن الوقائي للميليشيا في الجوف، والقيادي أبو مرتضى، مسؤول كتيبة مهندسي الألغام في جبهة برط والقيادي المكنى أبو بدر زرع، وهو مشرف الميليشيا في منطقة الشعف، إضافة إلى قيادي آخر يدعى محسن محمد الغريبي، والمكنى أبو علوي الرعوي، وهو مشرف مربع في مديريات برط.
وفي جبهة تعز (جنوب غرب) سيطرت وحدات من قوات الجيش اليمني أمس على حيد جبل الحمام الاستراتيجي في مديرية مقبنة غربي محافظة تعز، وقالت مصادر ميدانية «إن قوات الجيش أحكمت السيطرة بشكل كامل على جبل حيد الحمام, بعد معارك عنيفة مع ميليشيا الحوثي التي أجبرت على الفرار وترك مواقعها بعد مقتل وجرح عدد منهم».
إلى ذلك اعترضت دفاعات التحالف صاروخا باليستيا أطلقته الميليشيات الحوثية أمس باتجاه مدينة المخا، وأفادت مصادر ميدانية في الجيش الحكومي بأن الدفاعات الجوية للتحالف اعترضت الصاروخ الحوثي وقامت بتدميره دون أن يخلف أي أضرار.
وفي صعدة، أفادت مصادر الجيش اليمني بأن قياديا بارزا في صفوف الميليشيا الانقلابية وعضوا في مجلسها السياسي يدعى «حسين علي الهادي» قتل الخميس في ضربة لطيران التحالف استهدفت موكبه في مديرية «باقم» شمالي المحافظة.
وكانت القوات الحكومية التي سيطرت الثلاثاء على مدينة «حيس» جنوب الحديدة، في سياق معركة الساحل الغربي، وألقت القبض بعد تحرير المدينة على القيادي الحوثي المسؤول عن التجنيد، ويدعى «ثابت محيي الدين» إضافة إلى العشرات من عناصر الميليشيا الذين وقعوا في الأسر.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».