طلعت زكريا لـ «الشرق الأوسط»: «حليمو» واجهته صعوبات... وحقق نجاحاً مرضياً

قال إنه كان يتمنى أن يقدم شخصية سكندرية

طلعت زكريا
طلعت زكريا
TT

طلعت زكريا لـ «الشرق الأوسط»: «حليمو» واجهته صعوبات... وحقق نجاحاً مرضياً

طلعت زكريا
طلعت زكريا

رغم رفع فيلمه «حليمو أسطورة الشواطئ» من دور العرض السينمائي بعد فترة قصيرة، فإن بطله الفنان المصري طلعت زكريا أكد أنه راض تماما عن إيراداته، لافتا إلى أنه واجتهه كثير من الصعوبات سواء تلك التي تتعلق بالإنتاج أو بتصوير العمل، ورغم تشابه الشكل الخارجي لمعظم الشخصيات التي قدمها، فإن «حليمو» ذو طبيعة خاصة شكلا وموضوعا.
وفي حوار مع «الشرق الأوسط» عن هذا الفيلم قال زكريا «لأنني إسكندراني الأصل، كنت دائما أتمنى أن أقدم شخصية إسكندرانية، والشخصية بالفعل جذبتني للغاية، وتتحدث عن الرجل الإسكندراني بشكل حقيقي، وهو دور ثري يحتوي على كثير من التفاصيل، فيتحدث عن حياة (المنقذ) الذي ينقذ أي شخص من الغرق، وهؤلاء يوجدون على الشواطئ دائما لكننا لا نعرف عن حياتهم شيئا، وتدور حوله قصة في إطار من الكوميديا والرومانسية أيضا بلمسة اجتماعية».
أما عن الصعوبات التي واجهها العمل ككل، والتصوير تحديدا، أوضح زكريا أنه كانت هناك كثير من التوقفات بسبب المناخ، وتوقفات أخرى بسبب تعثرات إنتاجية، فتصوير الفيلم استمر لفترة طويلة، لافتا إلى أن من أكثر المشاهد صعوبة هي تلك المشاهد التي كانوا يصورونها في البحر لأن التصوير كان وقتها في فصل الشتاء فكانت صعبة للغاية السباحة في ذلك الوقت.
وحول رفع الفيلم من معظم دور العرض السينمائي في مصر أكد أن هذا بسبب عرضه في فصل الشتاء ومتوقع أن تكون الإيرادات قليلة بسبب برودة المناخ، فكثيرون لا يذهبون للسينما في هذا التوقيت، وعلى الرغم من ذلك حقق العمل إيرادات 800 ألف جنيه، وهو رقم راض عنه تماما في هذا التوقيت، وسيتم إعادة عرض العمل في فصل الربيع، وسيحقق إيرادات أكثر، مؤكدا أن الإيرادات ليست مؤشراً على جودة العمل.
وعن كيفية متابعته لردود الأفعال عن الفيلم أوضح أنه لم يتعمد فعل ذلك على الإطلاق ولكنه وجد كثيرين يشيدون بالعمل من جماهير المسرح ومن أصدقائه ومن المحيطين به.
وفي السياق نفسه، تحدث عن ما يميز شخصية «حليمو» عن غيرها من الشخصيات التي قدمها عبر مشواره الفني التي قد تتشابه في الشكل أو الإطار الخارجي لها، مؤكدا أن كل شخصية قدمها لها قصة تختلف عن الأخرى، وحليمو له حدوته خاصة، وخصوصا أن «اللوك» والشكل الخاص به مختلف كثيرا عما قدمه، مردفاً: «جسدت في حليمو نفس شكل منقذين الشواطئ بالضبط، الذين يحملون كراسي البحر والعوامات، واستوحيت منهم أكثر من شيء».
أما عن مشكلة البوستر الدعائي للعمل، التي حدثت بسبب سيطرة صورته بمفرده عليه دون كثير من نجوم الفيلم، أوضح زكريا قائلا: «إنه بدلا من الحديث عن البوستر والاختلاف عليه، فكان لا بد من الاهتمام أكثر برأي الجمهور في الفيلم، ورغم ذلك الإنتاج قام بترضية للنجوم الذين غضبوا من البوستر، وتم وضع صورتهم بشكل جيد».
وتحدث عن تعاونه مع محمد فضل مؤلف الفيلم وأوضح أنه تجمعهما علاقة صداقة قوية جدا منذ زمن، وفكرة الفيلم كانت تراودهما منذ فترة، حتى تعاون معهم المنتج مدحت سعد وعرض عليهم إنتاج الفيلم.
لافتا إلى أن اشتراكه مع الفنانة ريم البارودي في هذا العمل جاء مثمرا للغاية، ولم يكن فيلم حليمو العمل الأول الذي جمعهما معا، فهو العمل الثاني لهما بعد فيلم «الفيل في المنديل»، وبينهما كيمياء خاصة تجمعهما معاً، فضلا على علاقة من الصداقة والأخوة.
وفي سياق مختلف، تحدث زكريا عن أسباب توقف الجزء الثاني من مسلسل «الزئبق» الذي كان من المفترض عرضه في شهر رمضان المقبل، وأعلن أن السبب الرئيسي هو تعثر العملية الإنتاجية لا سيما أنه في هذا الجزء كان من المفترض التصوير في أربعة بلدان عربية مختلفة، فالتكلفة ستكون عالية جدا، وهذا هو السبب الرئيسي، نافيا ما تردد أن للمخابرات المصرية يداً في توقف تصوير العمل، مؤكدا أنها أعطت موافقة على جزأي العمل بالكامل.
وفي إطار الحديث عن الدراما تحدث عن مسلسل «جنون الشهرة» الذي يشارك في بطولته قائلاً: «هو مسلسل أردني بطولة كل من صفاء سلطان، ورامي وحيد، ولونا بشارة، ومحمد نجاتي، وعفاف شعيب، وأشترك في حلقتين منه فقط، ولكنني لم أقرر مواصلة التصوير أم لا حتى الآن». وعن دوره في هذا العمل أوضح أنه يقوم بدور منتج سينمائي، هدفه استقطاب النساء وليس المواهب في إطار من الكوميديا.
وتحدث زكريا عن العرض المسرحي «سيبوني أغني» قائلا: «تم عرض هذه المسرحية في السعودية لمدة 15 يوما، وحققت نجاحا كبيرا، فقررنا تقديمها في مصر وتصويرها، وهو يتحدث عن الفن والغناء الذي أصبح بالوسائط، وأن الأصوات الهابطة هي المسيطرة، في حين أن هناك ملايين من الموهيين بالفعل لم يجدوا فرصة للشهرة».
وأعلن أنه حتى الآن لا توجد أعمال جديدة معروضة عليه، ولم يشارك في دراما رمضان المقبل، خاصة بعد تأجيل تصوير مسلسل «الزئبق» الجزء الثاني.
يشار إلى أن الفنان طلعت زكريا ولد في حي محرم بك في الإسكندرية عام 1964 تخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج عام 1984 وانضم إلى فرقة الإسكندرية المسرحية وشارك في أكثر من 30 مسرحية في بداية مشواره الفني. وأول مشاركته كانت في مسرحية «فارس وبني خيبان» مع الفنان سمير غانم ودلال عبد العزيز ومن إخراج حسن عبد السلام عام 1987، وعام 1988 شارك في مسلسل «هي وغيرها» مع سناء يونس ونهى العمروسي ومن إخراج أحمد خضر. وخلال سنوات التسعينات شارك في كثير من الأعمال تنوعت بين السينما والمسرح والدراما مثل مسرحية «البعبع»، ومسرحية «البراشوت»، ومسرحية «المستخبي»، ومسلسل «النوة»، ومسلسل «الوعد الحق»، ومسلسل «ألف ليلة وليلة» و«علي بابا والأربعين حرامي»، ومسلسل «حلم الجنوبي»، وغيرها من الأعمال.
وفي بداية سنوات الألفين تطور أداؤه وأصبح يميل أكثر فأكثر إلى الأدوار الكوميدية وشارك في كثير من الأعمال وهي: مسلسل «قط وفار فايف ستار»، فيلم «ليه خلتني أحبك»، المسلسل الإذاعي «حاجة تجنن»، مسرحية «العصمة في إيد حماتي»، مسلسل «القرموطي في مهمة رسمية»، فيلم «جاءنا البيان التالي»، فيلم «شجيع السيما» وغيرها من الأعمال.
وفي شهر (سبتمبر (أيلول)) 2007 تعرض لالتهاب في أحد شرايين المخ، مما أدى إلى إصابته بغيبوبة لكنه تعافى من المرض لاحقاً ليقدم عام 2008 أول بطولة مطلقة له في فيلم «طباخ الريس» مع خالد زكي وداليا مصطفى ومن إخراج سعيد حامد.
عام 2009 شارك في مسلسل الرسوم المتحركة «سوير هنيدي» الجزء الثاني، مسلسل الرسوم المتحركة «مبروك وسلطان وجميلة»، فيلم «صياد اليمام» وظهر كضيف شرف في سيت كوم «بيت العيلة» الجزء الأول.
وفي عام 2010 شارك في فيلم «بون سواريه»، ظهر كضيف شرف في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة»، سيت كوم «جوز ماما» ومسرحية «سكر هانم».
وفي عام 2011 شارك في مسلسل «صايعين ضايعين» وقدم ثاني بطولاته السينمائية في فيلم «الفيل في المنديل سعيد حركات» والذي لم ينجح بتحقيق إيراد جيد، كما شارك في مسلسل «العراف» مع عادل إمام عام 2013.



محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
TT

محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)

صدى كبير حققه حفل «روائع محمد عبد الوهاب» في «موسم الرياض»، سواء بين الجمهور أو مطربي الحفل، ولعل أكثرهم سعادة كان المطرب المصري محمد ثروت ليس لحبه وتقديره لفن عبد الوهاب، بل لأنه أيضاً تلميذ مخلص للموسيقار الراحل الذي لحن له 12 أغنية وقد اقترب ثروت كثيراً منه، لذا فقد عدّ هذا الحفل تحية لروح عبد الوهاب الذي أخلص لفنه وترك إرثاً فنياً غنياً بألحانه وأغنياته التي سكنت وجدان الجمهور العربي.

يستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم وإخراج نجله أحمد ثروت ({الشرق الأوسط})

وقدم محمد ثروت خلال الحفل الذي أقيم بمسرح أبو بكر سالم أغنيتين؛ الأولى كانت «ميدلي» لبعض أغنياته على غرار «امتى الزمان يسمح يا جميل» و«خايف أقول اللي في قلبي» وقد أشعل الحفل بها، والثانية أغنية «أهواك» للعندليب عبد الحليم حافظ وألحان عبد الوهاب.

وكشف ثروت في حواره مع «الشرق الأوسط» عن أن هذا الكوكتيل الغنائي قدمه خلال حياة الموسيقار الراحل الذي أعجب به، وكان يطلب منه أن يغنيه في كل مناسبة.

يقول ثروت: «هذا الكوكتيل قدمته في حياة الموسيقار محمد عبد الوهاب وقد أعجبته الفكرة، فقد بدأت بموال (أشكي لمين الهوى والكل عزالي)، ودخلت بعده ومن المقام الموسيقي نفسه على الكوبليه الأول من أغنية (لما أنت ناوي تغيب على طول)، ومنها على أغنية (امتى الزمان يسمح يا جميل)، ثم (خايف أقول اللي في قلبي)، وقد تعمدت أن أغير الشكل الإيقاعي للألحان ليحقق حالة من البهجة للمستمع بتواصل الميدلي مع الموال وأسعدني تجاوب الجمهور مع هذا الاختيار».

وحول اختياره أغنية «أهواك» ليقدمها في الحفل، يقول ثروت: «لكي أكون محقاً فإن المستشار تركي آل الشيخ هو من اختار هذه الأغنية لكي أغنيها، وكنت أتطلع لتقديمها بشكل يسعد الناس وساعدني في ذلك المايسترو وليد فايد، وجرى إخراجها بالشكل الموسيقي الذي شاهدناه وتفاعل الجمهور معها وطلبوا إعادتها».

وبدا واضحاً التفاهم الكبير بين المايسترو وليد فايد الذي قاد الأوركسترا والفنان محمد ثروت الذي يقول عن ذلك: «التفاهم بيني وبين وليد فايد بدأ منذ عشرات السنين، وكان معي في حفلاتي وأسفاري، وهو فنان متميز وابن فنان، يهتم بالعمل، وهو ما ظهر في هذا الحفل وفي كل حفلاته».

تبدو سعادته بهذا الحفل أكبر من أي حفل آخر، حسبما يؤكد: «حفل تكريم الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب أعاد الناس لمرحلة رائعة من الألحان والأغنيات الفنية المتميزة والعطاء، لذا أتوجه بالشكر للمستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، على الاهتمام الكبير الذي حظي به الحفل، وقد جاءت الأصداء عالية وشعرت أن الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل».

ووفق ثروت، فإن عبد الوهاب يستحق التكريم على إبداعاته الممتدة، فرغم أنه بقي على القمة لنحو مائة عام فإنه لم يُكرّم بالشكل الذي يتلاءم مع عطائه.

ويتحمس ثروت لأهمية تقديم سيرة عبد الوهاب درامياً، مؤكداً أن حياته تعد فترة ثرية بأحداثها السياسية والفنية والشخصية، وأن تقدم من خلال كاتب يعبر عن كل مرحلة من حياة الموسيقار الراحل ويستعرض من خلاله مشوار الألحان من عشرينات القرن الماضي وحتى التسعينات.

يستعيد محمد ثروت ذكرى لقائه بـ«موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب، قائلاً: «التقيت بالأستاذ واستمع لغنائي وطلب مني أن أكون على اتصال به، وتعددت لقاءاتنا، كان كل لقاء معه به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم، إلى أن لحن أوبريت (الأرض الطيبة) واختارني لأشارك بالغناء فيه مع محمد الحلو وتوفيق فريد وإيمان الطوخي وسوزان عطية وزينب يونس، ثم اختارني لأغني (مصريتنا حماها الله) التي حققت نجاحاً كبيراً وما زال لها تأثيرها في تنمية الروح الوطنية عند المصريين».

ويشعر محمد ثروت بالامتنان الكبير لاحتضان عبد الوهاب له في مرحلة مبكرة من حياته مثلما يقول: «أَدين للموسيقار الراحل بالكثير، فقد شرفت أنه قدم لي عدة ألحان ومنها (مصريتنا) (عينيه السهرانين)، (عاشت بلادنا)، (يا حياتي)، (يا قمر يا غالي)، وصارت تجمعنا علاقة قوية حتى فاجأني بحضور حفل زواجي وهو الذي لم يحضر مثل هذه المناسبات طوال عمره».

يتوقف ثروت عند بعض لمحات عبد الوهاب الفنية مؤكداً أن له لمسته الموسيقية الخاصة فقد قدم أغنية «مصريتنا» دون مقدمة موسيقية تقريباً، بعدما قفز فيها على الألحان بحداثة أكبر مستخدماً الجمل الموسيقية القصيرة مع اللحن الوطني العاطفي، مشيراً إلى أن هناك لحنين لم يخرجا للنور حيث أوصى الموسيقار الراحل أسرته بأنهما لمحمد ثروت.

يتذكر محمد ثروت نصائح الأستاذ عبد الوهاب، ليقدمها بدوره للأجيال الجديدة من المطربين، مؤكداً أن أولاها «احترام فنك الذي تقدمه، واحترام عقل الجمهور، وأن الفنان لا بد أن يكون متطوراً ليس لرغبته في لفت النظر، بل التطور الذي يحمل قيمة»، مشيراً إلى أن الأجيال الجديدة من المطربين يجب أن تعلم أن الفن يحتاج إلى جدية ومثابرة وإدراك لقيمة الرسالة الفنية التي تصل إلى المجتمع فتستطيع أن تغير فيه للأفضل.

ويستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم، إخراج نجله أحمد ثروت الذي أخرج له من قبل أغنية «يا مستعجل فراقي». كل لقاء مع «موسيقار الأجيال» كانت به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم