فشل فريق مانشستر سيتي في الحفاظ على تقدمه وأهدر نقطتين ثمينتين بسقوطه في فخ التعادل 1-1 أمام مضيفه بيرنلي خلال المباراة التي جمعتهما ضمن منافسات المرحلة السادسة والعشرين من المسابقة. واستغل مانشستر يونايتد سقوط سيتي في فخ التعادل وقلص الفارق معه في الصدارة إلى 13 نقطة عبر الفوز على ضيفه هدرسفيلد تاون 2 -صفر. وفي مباراة أخرى اكتسح آرسنال ضيفه إيفرتون 5- 1، وفاز ساوثهامبتون على مضيفه وست بروميتش ألبيون 3 -2 وبرايتون على ضيفه وستهام 3- 1 وبورنموث على ضيفه ستوك سيتي 2-1 وتعادل ليستر سيتي مع سوانزي سيتي 1 -1، وفي مباراة ظلت نتيجتها معلقة حتى اللحظات الأخيرة، فرض التعادل 2 - 2 نفسه على لقاء ليفربول مع ضيفه توتنهام في قمة مباريات المرحلة. وانتهت مباراة كريستال بالاس ونيوكاسل بالتعادل 1 – 1، وأصبح المدرب الإيطالي أنتونيو كونتي في وضع لا يحسد عليه بعدما مني تشيلسي بهزيمة ساحقة، وجاءت بنتيجة مذلة 1 - 4 في ختام المرحلة. «الغارديان» تستعرض هنا أهم 10 نقاط جديرة بالدراسة من مباريات هذه المرحلة.
1- أخيراً، دفاع ليفربول يستحق الإشادة
بعد طول انتظار، حانت فرصة لتوجيه الثناء إلى دفاع ليفربول الذي غالباً ما تنصب عليه سهام النقد، فعلى امتداد المباراة بأكملها تقريباً نجح مدافعو ليفربول في تحييد خطر هجوم توتنهام هوتسبير. وعمل المدافع الكرواتي ديجان لوفرن وفيرجيل فان دايك على وجه التحديد كصخرتي دفاع في غاية الأهمية، في الوقت الذي بدا الحارس لوريس كاريوس حاسماً في تصديه لأي محاولة هجومية.
ورغم أن ليفربول كان بمقدوره التحرك بسرعة أكبر بعض الشيء للتصدي لفيكتور وانياما عندما نجح لاعب توتنهام هوتسبير الذي شارك كبديل في إحراز هدف التعادل، فإن هذا لا ينفي أن كاريوس قدم أداءً مبهراً في تصديه لهاري كين ومنعه من الحركة بحرية داخل منطقة المرمى على نحو أظهر أن ليفربول نجح أخيراً في إصلاح معظم الانتقادات التي أثيرت حول تماسك خط دفاعه. وعندما سجل محمد صلاح هدفاً في الطرف الآخر من الملعب في الدقيقة 91 غمرت الفرحة أرجاء استاد أنفيلد. وتسلم صلاح الكرة داخل المنطقة، ليراوغ أكثر من مدافع بمهارة فائقة، قبل أن يسدد وهو على بعد خطوات قليلة للغاية من المرمى، قذيفة مدوية هزت شباك توتنهام وسط فرحة جنونية من الجماهير..
ومع ذلك، نفد مخزون ليفربول من الحظ الجيد مع ركلة الجزاء الثانية. والحقيقة أن فان دايك لم يعتد بالركل على إريك لاميلا، وإنما حشر لاعب توتنهام هوتسبير نفسه بين المدافع والكرة. لقد كان الأمر مجرد حادث عرضي، لكنه كلف الفريق نقطتين على أرضه وفرصة نادرة أمام ليفربول للشعور بالرضا تجاه حط دفاعه.
2- ألاردايس على استعداد لنسيان هذا الموسم
كان سام ألاردايس مدركاً تماماً إلى أن تصريحه سيهيمن على الساحة الرياضية عندما وصف أداء فريقه إيفرتون بأنه «هراء»، لكن الحديث الواضح الصريح بدا السبيل الوحيد المناسب أمامه.
وفي إطار تصريحاته، قال ألاردايس: «داخل غرفة تبديل الملابس، لا يمكنك الدفاع عما يتعذر الدفاع عنه». ومع هذا، فإن إسقاط مباراة واحدة شهدت أداءً رديئاً من الحسابات شيء، وإسقاط موسم كامل من الحسابات شيء آخر مختلف تماماً. إلا أنه في أعقاب معاينته لهزيمة فريقه المدوية على يد آرسنال بنتيجة 5 – 1، حرص ألاردايس على النزول بسقف التوقعات فيما يخص الشهور المقبلة إلى أدنى مستوى مقبول يمكن قبوله. وتجلى ذلك في قوله: «لقد عايش هؤلاء اللاعبون الكثير من التغييرات والكثير من الضغوط وخاضوا الكثير من المباريات. وثمة وجوه جديدة ليس داخل الملعب فحسب، وإنما كذلك خلف الكواليس.
لذا، دعونا نسقط هذا الموسم من حساباتنا وتركيز اهتمامنا على البقاء داخل الدوري الممتاز، ثم العمل على إصلاح الأمور بداية من الموسم المقبل. أما في الوقت الراهن، فثمة قدر هائل من التفاوتات في أدائنا».
3- المهاجمون أصحاب الأدوار الدفاعية أمل بيرنلي في الفترة القادمة
جاء هدف التعادل الذي سجله بيرنلي من كرة أطلقها الظهير الأيمن ماثيو لوتون، وبفضل اللمسة الأخيرة التي وضعها الجناح الأيسر يوهان بيرغ غودموندسون، لكن كان من اللافت أن قائد الفريق بين مي وجه شكر خاص للمهاجمين الذين لم يسجلوا أهدافاً. جدير بالذكر أن آشلي بارنيز أحرز أربعة أهداف خلال 28 مباراة هذا الموسم، بينما لم يسجل سام فوكس هدفاً واحداً منذ ثلاثة شهور. ومع ذلك، ربما يتمتع بيرنلي بأفضل مهاجمين يضطلعون بأدوار دفاعية على مستوى الدوري الممتاز بأكمله. وقال مي: «لقد أبلى اللاعبان المتقدمان في الأمام بلاءً حسناً للغاية، بإزعاجهما للخصم وشنهما غارات مستمرة ضد خط هجومه. كان هذا التكتيك الذي اعتمدنا عليه: الدفع بلاعبين نحو الأمام ودفع الكرة قدماً ومحاولة إرباك الخصم».
ومع أن فرقاً أخرى اختارت التراجع والتمترس أمام مانشستر سيتي، فإن بيرنلي أثبت أن فكرة الهجوم خير وسيلة للدفاع لها حسناتها المؤكدة. اللافت أنه رغم اتباعها توجهات مختلفة، فإن الفرق الأربعة التي نجحت في اقتناص نقاط أمام مانشستر سيتي هذا الموسم - إيفرتون وكريستال بالاس وليفربول والآن بيرنلي - اعتمدت جميعها على اثنين أو ثلاثة لاعبين كمهاجمين بشكل صريح، يتمتعون جميعاً تقريباً ببنية جسمانية قوية على نحو لافت.
4- ثقة بينتيكي تسقط إلى الحضيض
عندما جرى مهاجم كريستال بالاس كريستيان بينتيكي نحو الكرة التي أطلقها المدافع باتريك فان أنهولت في الدقيقة التاسعة من المباراة أمام نيوكاسل يونايتد، وجد نفسه في مواجهة مباشرة أمام حارس المرمى كفرد مقابل فرد. ونجح حارس نيوكاسل كارل دارلو في التصدي للكرة التي صوبها مهاجم كريستال بالاس باتجاه المرمى. وقرب نهاية المباراة، أطلق بينتيكي كرة بالرأس تصد لها مدافع نيوكاسل كياران كلارك. وبدا واضحاً أن الكرة تأبى الرضوخ لبينتيكي هذا الموسم. من جانبه، أعرب روي هودجسون، مدرب كريستال بالاس، عن اعتقاده بأن مجمل أداء بينتيكي كان جيداً خلال المباراة، لكن تظل الحقيقة أن المهاجمين يزدهرون ويتألقون عبر تسجيل الأهداف، في الوقت الذي تكشف الإحصاءات أن اللاعب البلجيكي سجل هدفين فقط خلال 20 مباراة. وقال هودجسون: «سيشعر بينتيكي بالتأكيد بخيبة أمل مريرة لعدم استغلاله هذه الفرص التي سنحت أمامه». تجدر الإشارة إلى أنه مع ضم النرويجي ألكسندر سورلوث خلال اليوم الأخير من يناير (كانون الثاني)، يبدو الآن ثمة خيار آخر متاح أمام هودجسون في خط الهجوم، ما يزيد الضغوط على عاتق بينتيكي.
5- هاو يعيد لبورنموث تألقه
في وقت أعياد الميلاد، بدا بورنموث في حالة مزرية، بعد أن تركته الهزائم المتتالية على يد ليفربول ومانشستر سيتي في المركز الثالث من الأسفل بجدول ترتيب أندية الدوري الممتاز، في الوقت الذي أثار الأداء الرديء للاعبين - علاوة على رفض المدرب إدي هاو التخلي عن أسلوبه المنفتح والمثالي في اللعب - القلق على نطاق واسع في صفوف جماهير النادي. ومع ذلك، فإنه بعد ستة أسابيع، نجح بورنموث في حصد 15 نقطة من سبع مباريات ويقف على بعد سبع نقاط من منطقة الهبوط. وبالنظر إلى تأزم الوضع في الأندية التي يسبقها، فإن الأمر سيتطلب تعرض بورنموث لحالة انهيار كي يسقط الآن. وقد نجح بورنموث في استعادة توازنه والفوز على ستوك سيتي عبر فريق تركه هاو دون مساس تقريباً عبر موسم الانتقالات. وجاء هدف الفوز على يد ليس موسيت، المهاجم الذي فيما مضى لم يسجل هدفاً واحداً بالدوري الممتاز طيلة 18 شهراً منذ قدومه من «لو هافر».
6- غروس يمنح هوتون لمحة من الأداء الأمثل
كان ديفيد مويز مدرب وستهام يستعد للدفع بجوردون هيجل عندما تألق لاعب برايتون باسكال غروس داخل الملعب ليضع نهاية لآمال وستهام يونايتد في التعادل. جاء الهدف الذي سجله غروس من كرة قوية أطلقها لاعب خط وسط برايتون الذي كان قد صنع بالفعل الهدف الافتتاحي لمهاجم برايتون غلين موراي في الدقيقة الثامنة من المباراة. ومع هذا، يرغب المدرب كريس هوتون في المزيد من غروس. اللافت أن سلسلة المباريات التي عجز خلالها برايتون عن تحقيق فوز تزامنت مع تراجع مستوى لياقة وأداء اللاعب الألماني منذ إحرازه هدفه الوحيد في مرمى واتفورد في 23 ديسمبر (كانون الأول). إلا أنه نجح في العودة إلى ذروة تألقه أمام وستهام يونايتد. وقال هوتون: «بالنظر إلى قدرته على وضع اللمسة النهائية، من المفترض أنه قادر على تسجيل مزيد من الأهداف. مثل هذا النمط من اللاعبين قد يشهد أداؤه فترات صعود وهبوط، فهذه طبيعة المركز الذي يشارك به.
7- ديمبيلي يؤكد مهاراته وجديته
يعتبر البلجيكي موسى ديمبيلي من لاعبي خط الوسط الماهرين للغاية، فهو واحد من القلائل الذين يملكون قدرة التفوق على لاعبي الخصم في وسط الملعب ويبدي قوة استثنائية في استحواذه على الكرة. ومع هذا، ثمة شعور عام بأنه بالنظر إلى المهارات التي يتمتع بها، من المفترض أن يقدم ديمبيلي داخل الملعب أداءً أفضل عن الوضع الحالي، وأن يفرض نفسه بقوة أكبر خلال المباريات الكبرى - ويبدو أنه على وشك تحقيق هذا التغيير في أدائه بالفعل. خلال منتصف الأسبوع وعلى ملعب ليفربول، بدا ديمبيلي مهيمناً داخل الملعب، وازداد تألقاً. وقد نجح اللاعب في تطوير أدائه خلال الشوط الأول، بينما بدا عنصراً محورياً في أداء فريقه خلال الشوط الثاني، ونجح في دفع زملائه نحو الأمام باستمرار عبر تمرير الكرة لهم. والآن، يكمن التحدي الأكبر أمامه في الحفاظ على هذا التألق، خاصة مع استضافة توتنهام خلال عطلة الأسبوع المقبل آرسنال، وذلك قبل ثلاثة أيام من زيارة يوفنتوس.
8- سوانزي يستعيد إيمانه بنفسه
من جديد، نجح كارلوس كارفالهال في حصد النقاط، ولا يزال تعافي سوانزي سيتي تحت قيادته يكتسب زخماً يوماً بعد يوم - فقد اجتاز الفريق سبع مباريات في جميع المسابقات التي يشارك بها دونما هزيمة واحدة في الفترة الأخيرة ونجح في الفرار من منطقة الهبوط في أعقاب هدف التعادل الذي سجله فيديريكو فيرنانديز في الشوط الثاني في مرمى ليستر سيتي - وهي مباراة كان من المؤكد أن سوانزي سيتي كان ليخسرها في وقت مبكر من الموسم. بصورة عامة، يبدو التحول الذي ألم بالفريق تحت قيادة كارفالهال مذهلاً، خاصة بالنظر إلى أنه يعمل مع الفريق الذي كان في قاع جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز وبدا هبوطه أمراً محتوماً عندما جرى تعيينه في نهاية ديسمبر (كانون الأول). في هذا الصدد، قال كارفالهال: «عندما وصلت، كان الفريق ميت تقريباً. لم أكن داخل غرفة التحنيط، لكن الفريق كان هناك، بينما وقفت سيارة نقل الموتى في الانتظار. إلا أنه منذ نجاحنا في الفوز أمام واتفورد، بدأنا في تنفس الصعداء وبدأ اللاعبون يستعيدون إيمانهم بأنفسهم. اليوم، يبدو الجانب النفسي لدى اللاعبين قوياً للغاية».
9- هدرسفيلد بحاجة لخدعة جديدة... بسرعة
بالنظر إلى مستوى الأداء الذي قدمه هدرسفيلد أمام مانشستر يونايتد، فإنه ليس من الصعب التعرف على سبب وجود الفريق داخل منطقة الهبوط. في الواقع، بدا الفريق الذي يتولى ديفيد فاغنر تدريبه متوسطاً حتى نهاية الشوط الأول. ومع هذا، كان من السهل عليه التقدم والتألق لو أن مدربه اختار إبداء مزيد من الجرأة داخل الملعب. في النهاية، جاءت النتيجة متوقعة مع فوز مانشستر يونايتد على فريق لا يحمل تشابهاً يذكر مع الآخر الذي سبق له الفوز على مانشستر يونايتد في أكتوبر (تشرين الأول). وإذا ما استمر هذا الحال، سيتعين على المدرب الألماني طرح خطة جديدة للعب وبسرعة.
10- مساحة أكبر للتفاؤل أمام ويست بروميتش
كان ويست بروميتش ألبيون خارج منطقة الهبوط بفارق نقطة واحدة عندما طرد المدرب توني بوليس في نوفمبر (تشرين الثاني)، والآن يقبع الفريق في قاع جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز، بفارق أربعة نقاط عن ثاني أسوأ فريق على مستوى البطولة. ومع هذا، يظل قرار النادي بطرد بوليس صائباً. واليوم، يبدو أداء الفريق أكثر إمتاعاً وقوة في ظل قيادة آلان باردو - وهنا يكمن الأمر الأهم، بغض النظر عن الترتيب الذي ينهي به الفريق الموسم الحالي.