خطوط مشاة مجسمة لردع المسرعين في ألمانيا

تبدو خطوط المشاة البيضاء المجسمة على الإسفلت الأسود في مدينة براونشفايغ الألمانية مثل كتل خرسانية بارزة على الشارع. وتعول بلدية المدينة على خطوط المشاة الثلاثية الأبعاد (المجسمة) في ردع سائقي السيارات من القيادة بسرعة ممنوعة داخل المدينة، وتعريض حياة الناس للخطر. وذكر مصدر في بلدية المدينة أن خطوط المشاة تبدو مثل «عقبات» في الشارع تجبر سائق السيارة على تقليل سرعته داخل المدينة.
يسمي الألمان خطوط المشاة البيضاء الـ«زيبرا»، وقال عمدة المدينة فرانك شروتر، إنه وافق على طرح مشروع «الزيبرا» على مجلس المدينة، حالما شاهد ما توحيه الخطوط المجسمة بالنسبة لسائق السيارة. وأضاف العمدة - وهو من حزب الخضر - أن أي إجراء يرفع تركيز السائق ويذكره بالقوانين يحفظ حياة المشاة.
أثبتت التجارب الأولية في المدينة أن الخطوط البيضاء المجسمة لا تمنح الانطباع المطلوب في الظلام، وفي الأيام الممطرة؛ لكن ما شجع البلدية على استخدامها هو أن السائق لا يتعرف عليها كعقبة إلا عند اقترابه منها، وبغض النظر عن حالة الطقس أو الوقت.
وينصح العمدة شروتر - وهو مهندس عمل في معهد براونشفايغ التقني - المدن الأخرى باستخدام خطوط المشاة المجسمة. وقال إن رسمها لا يكلف كثيراً، كما أنه من الممكن مسحها من على الشارع بسهولة عند الحاجة. وأكد أنها «رسمت» في أكثر شوارع المدينة ازدحاماً، حيث يشكو السكان من سيارات تزيد سرعتها عن 30 كيلومتراً في الساعة.
وخطوط المشاة المجسمة من ابتكار النمساوي رالف تريلا، وتمت تجربتها في مدينة لينز النمساوية قبل براونشفايغ. وقال تريلا إن المواطنين يألفون الخطوط المجسمة بسهولة، كما يضطر سائقو السيارات لتخفيف السرعة للتأكد مما إذا كانت حقيقية أم لا، ويتفاجأ الغرباء والسياح بها على وجه الخصوص قبل أن يألفوها.
ويبدو أن استخدام تمويه خطوط المشاة المجسمة يختلف من مدينة إلى أخرى. وقال متحدث باسم مدينة هامبورغ (أكثر من مليوني نسمة) إن مدينته لا تحتاج إليها؛ لأن الحوادث على خطوط عبور المشاة شكلت 57 حالة من مجموع 1400 حادثة طرق سنة 2016.