هزيمة تشيلسي أمام واتفورد المذلة تقرب كونتي من «مقصلة الإقالة»

الإيطالي مرشح للانضمام إلى سلسلة طويلة من المدربين المطرودين في عهد أبراموفيتش

دارين يانمات  يهز شباك تشيلسي ضمن الرباعية المذلة (أ.ف.ب) - خيط رفيع يفصل بين كونتي والإقالة (رويترز) - كاهيل قائد تشيلسي بعد هزيمة مذلة أخرى (إ.ب.أ)
دارين يانمات يهز شباك تشيلسي ضمن الرباعية المذلة (أ.ف.ب) - خيط رفيع يفصل بين كونتي والإقالة (رويترز) - كاهيل قائد تشيلسي بعد هزيمة مذلة أخرى (إ.ب.أ)
TT

هزيمة تشيلسي أمام واتفورد المذلة تقرب كونتي من «مقصلة الإقالة»

دارين يانمات  يهز شباك تشيلسي ضمن الرباعية المذلة (أ.ف.ب) - خيط رفيع يفصل بين كونتي والإقالة (رويترز) - كاهيل قائد تشيلسي بعد هزيمة مذلة أخرى (إ.ب.أ)
دارين يانمات يهز شباك تشيلسي ضمن الرباعية المذلة (أ.ف.ب) - خيط رفيع يفصل بين كونتي والإقالة (رويترز) - كاهيل قائد تشيلسي بعد هزيمة مذلة أخرى (إ.ب.أ)

يبدو الإيطالي أنطونيو كونتي مرشحا للانضمام إلى سلسلة طويلة من المدربين الذين فقدوا منصبهم في تشيلسي منذ انتقال ملكية النادي اللندني إلى الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش عام 2003، إلا أن هذه المسألة لا تشغل باله، لا سيما أنه من أبرز المرشحين لتولي الإشراف على المنتخب الإيطالي للمرة الثانية.
وبحسب العديد من المؤشرات، بات منصب كونتي في تشيلسي مهددا بشكل فعلي بعد سقوط النادي اللندني حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، أمام جاره المتواضع واتفورد للمرة الأولى منذ سبتمبر (أيلول) 1999، وذلك بنتيجة قاسية (1 - 4) الاثنين في المرحلة السادسة والعشرين. وكانت هذه الهزيمة الثانية تواليا لتشيلسي في الدوري، بعدما خسر الأربعاء الماضي بنتيجة قاسية على أرضه أمام بورنموث (صفر - 3).
وعلى رغم هذه النتائج الثقيلة، بدا كونتي هادئا تماما في تصريحاته بعد مباراة الاثنين، قائلا: «غدا يوم آخر. قد أبقى مدربا لتشيلسي أو قد لا أبقى، ما هي المشكلة؟ سأخلد إلى النوم دون أي مشكلة». ودخل تشيلسي اللقاء مع مضيفه الذي لم يحقق سوى فوز وحيد في المراحل الـ12 السابقة، طامحا لتلميع الصورة التي ظهر بها أمام بورنموث، لكن واتفورد أفاد من النقص العددي في صفوف ضيفه منذ الدقيقة 30 وألحق به الهزيمة الثانية على التوالي بفارق 3 أهداف أو أكثر، وذلك للمرة الأولى منذ أكتوبر (تشرين الأول) 1995.
وقال كونتي الذي قاد تشيلسي إلى اللقب العام الماضي في موسمه الأول معه: «أحاول القيام بكل شيء (ممكن)، وإذا كان ذلك كافيا، كان به، أما إذا لم يكن كذلك فبإمكان الإدارة أن تتخذ قرارا مختلفا. الحياة تستمر». ومن أبرز سمات عهد أبراموفيتش، إقالة المدربين كلما ساءت النتائج، بصرف النظر عن الألقاب التي سبق لهم تحقيقها مع النادي. ولم تسلم من «المقصلة» أسماء مثل الإيطاليين كارلو أنشيلوتي وكلاوديو رانييري، والبرتغالي جوزيه مورينيو، والبرازيلي لويس فيليبي سكولاري.
وفي حال وجد كونتي نفسه عاطلا عن العمل، يتوقع أن يكون المنتخب الإيطالي المستفيد الأكبر، إذ أنه لا يزال في طور البحث عن مدرب دائم بعد إقالة جانبييرو فنتورا إثر الفشل في التأهل إلى كأس العالم 2018 في روسيا، وذلك للمرة الأولى منذ 60 عاما. وعين لويجي دي بياجيو رسميا الاثنين مدربا مؤقتا للمنتخب، بانتظار إيجاد خلف لفنتورا.
وطرح اسم كونتي، اللاعب والمدرب السابق لنادي يوفنتوس، للعودة إلى شغل منصبه على رأس الجهاز الفني للمنتخب، والذي تركه بعد نهائيات كأس أوروبا 2016 للإشراف على تشيلسي. والمدرب البالغ 46 عاما، تواق للعودة إلى هذا المنصب، بحسب ما كشف روبرتو فابريتشيني، المفوض الجديد للإشراف على اتحاد القدم في ظل الأزمة التي تعصف به.
وبدأ كونتي لقاء الاثنين بإبقاء الفرنسي أوليفييه جيرو، الوافد الجديد من الجار اللدود آرسنال، على مقاعد البدلاء لأنه ليس في قمة لياقته البدنية، وبالتالي لعب تشيلسي دون مهاجم صريح في ظل إصابة الإسباني ألفارو موراتا. لكن المدرب الإيطالي رفض اختلاق الأعذار وحمل لاعبيه جانبا من المسؤولية بالقول: إنهم «لعبوا بخوف»، مضيفا: «أحاول مواصلة العمل وتحسين بعض النواحي عند لاعبي فريقي، لكني أعتقد أن أداءنا اليوم (الاثنين) كان ضعيفا جدا. من المؤكد أنه يتوجب علي تحمل مسؤوليتي لأني قد أكون أخطأت في اختيار التشكيلة الأساسية».
واعتبر أنه «لتلعب كرة القدم في ناد كبير، فهذا الأمر يعني بأن عليك التمتع بشخصية. عندما تكون الثقة موجودة، فاللعب يصبح سهلا»، مشيرا إلى أنه كان يتوجب على فريقه التعامل مع الوضع بشكل أفضل عندما أدرك التعادل في الشوط الثاني لأن «على الفريق الجيد أن يفعل هذا الأمر، لكن عوضا عن ذلك تلقينا ثلاثة أهداف في غضون 10 دقائق».
واعتقد البلجيكي أدين هازارد أنه أنقذ الموقف عندما أدرك التعادل لتشيلسي في الدقيقة 82 من المباراة التي تقدم فيها واتفورد في أواخر الشوط الأول من ركلة جزاء. إلا أن تقدم حامل اللقب دام أقل من ثلاث دقائق: الهولندي داريل يانمات أعاد فريقه إلى المقدمة، ووجه الوافد الجديد من برشلونة الإسباني جيرار ديلوفيو الضربة القاضية للاعبي كونتي بهدف ثالث في الدقيقتين الأخيرتين، واختتم البديل الأرجنتيني روبرتو بيريرا مهرجان أصحاب الأرض بهدف رابع في الوقت بدل الضائع.
ورفض كونتي التذرع بالإصابات والإرهاق، مؤكدا: «بالطبع إنها لحظات صعبة وإذا أردنا إيجاد الأعذار، فبإمكاننا ذلك. هذا ليس أسلوبي في مواجهة الوضع وحل المشكل. الناجح يجد دائما الحل والفاشل يجد الأعذار. في حياتي أريد أن أكون الناجح وأنا ناجح». وبعدما فقد الأمل بالاحتفاظ بلقبه في الدوري في ظل تخلفه عن مانشستر سيتي المتصدر بفارق 19 نقطة، سيكون ضمان المشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل الهم الأساسي لتشيلسي الذي يحتل حاليا المركز الرابع (آخر المراكز المؤهلة) بفارق نقطة أمام توتنهام هوتسبير، ومثلها خلف ليفربول.
ولن يكون تشيلسي أمام مهمة سهلة في دوري الأبطال، إذ إنه مدعو في دور الستة عشر لمواجهة برشلونة متصدر ترتيب الدوري الإسباني، والذي سيحل ضيفا على «ستامفورد بريدج» في 20 من الشهر الجاري، قبل أن يستضيف مباراة الإياب على ملعبه «كامب نو» في 14 الشهر المقبل. وخرج تشيلسي من نصف نهائي مسابقة كأس الرابطة المحلية على يد جاره آرسنال (1 - 2)، بينما لا يزال مشاركا في مسابقة الكأس حيث يلتقي مع هال سيتي في 16 من الشهر الجاري في دور الستة عشر.
من جانبه قال تيبو كورتوا حارس مرمى تشيلسي إن كونتي يحظى بدعم كامل من لاعبي الفريق رغم الخسارة الثانية على التوالي لحامل اللقب وبفارق ثلاثة أهداف.
وقال كورتوا لموقع النادي على الإنترنت: «نحن نثق في كونتي ونثق في قدرات الفريق. تلقينا هزيمتين لكننا سنحاول العودة مجددا والمضي قدما في طريقنا. بالتأكيد نحن محبطون من الهزيمتين وبالتأكيد هذا وضع سيئ لكن علينا أن نتجاوز ذلك من خلال التدريب وأن نستعيد ثقتنا لنواصل العمل بجدية. علينا مواصلة المضي قدما في الطريق الذي بدأناه». وأضاف: «تلقينا هزيمتين مؤلمتين لكننا كفريق وكمدرب نتمتع بروح إيجابية وسنحاول أن نبذل قصارى جهدنا للفوز الأسبوع المقبل».
ولعب تشيلسي بعشرة لاعبين بعدما تعرض لاعب الوسط تيموي باكايوكو للطرد بسبب الحصول على إنذارين متتاليين بعد مرور نصف ساعة من البداية ولم تمض سوى 12 دقيقة بعد الطرد حتى تقدم واتفورد بهدف سجله تروي ديني من ركلة جزاء.
وأعاد هازارد فريقه تشيلسي إلى اللقاء بعدما سجل هدف التعادل قبل نهاية المباراة بثماني دقائق قبل أن يتمكن دارين يانمات وجيرار ديلوفو وروبرتو بيريرا من التسجيل لأصحاب الأرض ليتلقى تشيلسي الهزيمة الثانية على التوالي بفارق ثلاثة أهداف وذلك للمرة الأولى منذ 1995.
وأضاف كورتوا: «أظهرنا قدرتنا على القتال حتى ونحن نلعب بعشرة لاعبين وهذا دليل على شخصية الفريق ولكن عندما نخسر مرتين فهذا أمر سيئ. هناك تساؤلات تتصاعد لكننا سنعود للتدريب مع المدرب كونتي. سنتدرب جيدا وسنغير كفة الأمور لصالحنا».
وبدأ تشيلسي عام 2018 وهو يحتل المركز الثاني في الترتيب وبلغ الدور قبل النهائي لكأس الرابطة الإنجليزية لكنه خسر في مجموع المباراتين أمام آرسنال وتعادل مرتين وخسر مرتين في خمس مباريات في الدوري خاضها منذ بداية العام.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.