الاستثمار في شركات التقنية الناشئة بالسوق السعودية لا يزال متواضعاً

الصحاف توقع زيادة عددها بفضل الدعم الحكومي لريادة الأعمال

نواف الصحاف الرئيس التنفيذي لبرنامج «بادر» لحاضنات التقنية
نواف الصحاف الرئيس التنفيذي لبرنامج «بادر» لحاضنات التقنية
TT

الاستثمار في شركات التقنية الناشئة بالسوق السعودية لا يزال متواضعاً

نواف الصحاف الرئيس التنفيذي لبرنامج «بادر» لحاضنات التقنية
نواف الصحاف الرئيس التنفيذي لبرنامج «بادر» لحاضنات التقنية

أكد نواف الصحاف، الرئيس التنفيذي لبرنامج «بادر» لحاضنات التقنية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أن الاستثمار في شركات التقنية الناشئة بالسوق السعودية لا يزال متواضعاً مقارنة مع الأسواق العالمية، مشيراً إلى أن قيمة الاستثمار السنوي في الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يقدر بنحو مليار دولار، استناداً إلى أرقام المنتدى الاقتصادي العالمي في 2017.
وأوضح الصحاف لـ«الشرق الأوسط»، أن هذا النوع من الاستثمار يبقى واعدا بفضل عدد شركات التكنولوجيا المتزايد، خصوصاً مع تبني بدائل جديدة لتوفير فرص تمويل مرنة، وبالتالي مساعدة هذا النوع من الشركات في تطوير خططها الاستثمارية.
وتوقع الصحاف أن تشهد السنوات المقبلة زيادة في تأسيس الشركات الناشئة نظير دعم الجهات الحكومية لريادة الأعمال، والتشجيع على الابتكار والتطوير التقني في الشركات الناشئة، حيث تتمتع السعودية - وفق حديثه - ببيئة أعمال متطورة نسبياً ومفعمة بالأفكار الابتكارية والمبدعة، وسيرتفع معدل تأسيس الشركات الناشئة بصورة أكبر، خصوصاً مع تزايد تأسيس شركات رأس المال الجريء، التي سيكون لها دور كبير في تقليل فجوة التمويل الذي يواجه الشركات الناشئة».
وأوضح أن برنامج «بادر» إحدى مبادرات مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، يسعى إلى تنمية روح المبادرة والابتكار في المجال التقني لدى الشباب السعودي وتوفير الدعم والرعاية للمبدعين والمبتكرين ورواد الأعمال لمساعدتهم على تحويل أفكارهم إلى مشاريع تقنية واعدة تسهم في دفع مسيرة التنمية الاقتصادية، لافتاً إلى أن البرنامج يضم سبعة فروع في 6 مدن على مستوى البلاد، والتي نجحت خلال العام الماضي في دعم واحتضان نحو 130 مشروعاً جديداً في مجالات الاتصالات والبرمجيات والتجارة الإلكترونية وتطبيقات الأجهزة الذكية والتقنية الحيوية.
وتطرق الصحاف، إلى أن الحصول على التمويل يعد أحد أبرز التحديات الرئيسية التي تواجه الشركات التقنية الناشئة، إذ إن كثيراً من مؤسسي تلك الشركات يعتمدون على التمويل من الأسرة والأصدقاء، إضافة إلى اعتمادهم على المدخرات الشخصية لتمويل شركاتهم ولو بشكل جزئي.
وأشار المدير التنفيذي لبرنامج بادر، إلى أن شركات التقنية الناشئة المحتضنة لدى البرنامج نجحت خلال عام 2017 في جمع تمويل استثماري يزيد على 12.7 مليون دولار من خلال 15 صفقة تمويل قادتها شركات رأس المال الجريء وشبكات المستثمرين الأفراد والمؤسسات الحكومية الداعمة، وذلك ليصل تمويل مشاريع برنامج بادر إلى زيادة قدرها 64 في المائة مقارنة مع إجمالي التمويل للأعوام السابقة.
وبيّن أن حجم تمويل شركات رأس المال الجريء بلغ نحو 10 ملايين دولار توزعت على ست شركات ناشئة، ومولّ المستثمرون الأفراد سبع شركات بما يقارب ثلاثة ملايين دولار، بينما وصل حجم تمويل بنك التنمية الاجتماعية إلى 500 ألف دولار على شكل قروض، ولصالح شركتين ناشئتين. واستحوذت الصفقات المبرمة نتيجة فعاليات «يوم عرض المشاريع» التي نظمها برنامج «بادر» ثلاث مرات خلال عام 2017 وجمع من خلالها الشركات الناشئة بالمستثمرين الممولين، على نصف عدد صفقات التمويل الاستثمارية بـ7 صفقات معلن عنها حتى الآن، بلغت قيمتها نحو 3 ملايين دولار، في حين تم إبرام سبع صفقات خارج أيام عروض المشاريع التنافسية بقيمة إجمالية قاربت 10 ملايين دولار.
ومن بين العوامل التي قادت هذه الزيادة وفقاً للصحاف، هو اتجاه بعض الشركات لجمع التمويل في المراحل المبكرة من تأسيس المشروع، ونمو مساهمة حاضنات ومسرعات الأعمال، والدعم الحكومي لرواد الأعمال السعوديين، فضلاً عن ارتفاع عدد شركات التمويل والاستثمار المخاطر ومنصات الإقراض وشبكات المستثمرين الأفراد، والتي بدأت تنشط بشكل متسارع في السوق المحلية في الآونة الأخيرة.
ولفت إلى أن عدد المشاريع المحتضنة والمتخرجة منذ تأسيس البرنامج وحتى نهاية عام 2017 موصل إلى 239 مشروعاً تقنياً عبر فروع بادر المختلفة، ووفرت الشركات المحتضنة نحو 1615 وظيفة للشباب السعودي، سواء بدوام كامل أو جزئي، في الوقت الذي وصل فيه عدد السعوديين المسجلين لدى الشركات التقنية القائمة على تسليم منتجاتها عبر التطبيقات الذكية إلى نحو 207827 ألف مواطن.
وشهد عام 2017 نمواً في أعداد الشركات التقنية الناشئة التي تعود ملكيتها لرائدات أعمال سعوديات عما كانت عليه في عام 2016 بما يقارب 44 شركة محتضنة جديدة وبنسبة نمو تبلغ 144 في المائة، إذ أسهم برنامج بادر في دعم المبادرات والأفكار الطموحة المبتكرة لرائدات الأعمال السعوديات وتوفير بيئة عمل مناسبة لها، من خلال توفير مكاتب نسائية والإعداد والتأهيل والتدريب وتقديم ورش عمل، وتمكينهن من إدارة أعمالهن بكفاءة وفعالية، ومساعدتهن على المشاركة في مؤتمرات دولية ومحلية.


مقالات ذات صلة

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

كشف وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، عن تسجيل الموانئ السعودية 231.7 نقطة إضافية على مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في المملكة، إلى جانب توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

ما زال التضخم في السعودية الأقل ضمن مجموعة العشرين، وذلك بعد تسجيل معدل 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)
رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في السعودية، في خطوة للاستفادة من التنامي المتسارع في القطاع بالمملكة، في الوقت الذي تمضي فيه «الرياض» لتعزيز محوريتها في هذا القطاع من خلال توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات، وذلك مع ختام اليوم الأول من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات، المنعقدة حالياً في الرياض من 15 إلى 17 ديسمبر (كانون أول) الحالي.

وقال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، فهد الرشيد، إن اليوم الأول للقمة الدولية للمعارض والمؤتمرات شهد نجاحاً كبيراً، بعد إعلان الاتفاقيات، وإطلاق 12 فعالية جديدة، بالإضافة إلى توقيع مذكرات تفاهم، ما يعزز مكانة المملكة كواحدة من أهم وجهات قطاع المعارض والمؤتمرات على مستوى العالم.

وأضاف الرشيد أن هذه الإعلانات تؤكد أهمية قطاع المعارض والمؤتمرات، ودوره المحوري كمحفز للتحول، حيث يساهم في التعريف بحجم الفرص غير المسبوقة التي توفرها المملكة سعياً إلى تحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، ودور القطاع في استكشاف الأفكار المبتكرة، وخلق فرص الاستثمار، وتعزيز الشراكات الجديدة عبر مختلف قطاعات الاقتصاد.

وأعلنت كل من شركات «RX Global» و«Messe Munich» و«Clarion»، وهي من كبرى الشركات العالمية المتخصصة في تنظيم الفعاليات، افتتاح مكاتب جديدة لها في المملكة، لدعم خطط نمو قطاع المعارض والمؤتمرات السعودي خلال السنوات العشر المقبلة.

وشهدت القمة توقيع 4 مذكرات تفاهم مع كلٍّ من وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والهيئة السعودية للسياحة، وصندوق الفعاليات الاستثماري، والمركز الوطني للفعاليات.

وتتواصل فعاليات القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات على مدار اليومين المقبلين، حيث تركز على جهود تحفيز الاستثمار في قطاع المعارض والمؤتمرات، وإنشاء مساحات فعاليات مبتكرة ومستقبلية، ومعالجة مسائل الاستدامة العالمية في القطاع.

يُذكَر أن النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات تقام في مدينة الأمير محمد بن سلمان غير الربحية «مسك»، بمشاركة أكثر من 1000 من قادة قطاع المعارض والمؤتمرات العالميين من 73 دولة، بهدف إعادة تشكيل مستقبل القطاع.