توقعات بارتفاع أسعار المساكن بنسب تتراوح ما بين 3 إلى 6 % في تونس

إثر توظيف الحكومة الزيادة على القيمة المضافة

تعيش السوق العقارية في تونس على وقع التأثيرات السلبية المتوقعة للزيادة التي ستحدثها نسبة أداء القيمة المضافة
تعيش السوق العقارية في تونس على وقع التأثيرات السلبية المتوقعة للزيادة التي ستحدثها نسبة أداء القيمة المضافة
TT

توقعات بارتفاع أسعار المساكن بنسب تتراوح ما بين 3 إلى 6 % في تونس

تعيش السوق العقارية في تونس على وقع التأثيرات السلبية المتوقعة للزيادة التي ستحدثها نسبة أداء القيمة المضافة
تعيش السوق العقارية في تونس على وقع التأثيرات السلبية المتوقعة للزيادة التي ستحدثها نسبة أداء القيمة المضافة

تعيش السوق العقارية في تونس على وقع التأثيرات السلبية المتوقعة للزيادة التي سيعرفها القطاع، إثر توظيف الحكومة التونسية لأول مرة نسبة أداء على القيمة المضافة، لا تقل عن 13 في المائة، ضمن قانون المالية لسنة 2018 في انتظار الترفيع فيها إلى حدود 19 في المائة، ابتداءً من الأول من يناير (كانون الثاني) سنة 2020، وهو ما سيؤثر على أسعار المساكن، ويقلل من نسب الطلب، خصوصاً على الشقق والمحلات السكنية المرتفعة الأسعار، كما أنه سينعكس على كلفة اقتناء العقارات بشكل عام وعلى أسعار الإيجار بشكل خاص.
وفي هذا الشأن، أكد فهمي شعبان رئيس الغرفة النقابية للباعثين العقاريين أن أسعار المساكن في تونس ستعرف ارتفاعاً بين 3 و6 في المائة، وأن ثمن المسكن المقدر سنة 2017 بنحو 200 ألف دينار تونسي (80 ألف دولار)، سيتم تسويقه خلال السنة الحالية بقرابة 226 ألف دينار تونسي (نحو 91 ألف دولار)، وهو ما سيخفض من نسب الطلب على العقارات، ويرهق المستثمرين في المجال العقاري الذين سيواجهون صعوبات إضافية، على حد تعبيره، نتيجة إثقال كاهلهم بمصاريف إضافية. وأشار إلى أنهم مطالبون بتسديد قروض سابقة لفائدة البنوك لا تقل قيمتها عن 4 مليارات دينار تونسي (نحو ألف و600 مليون دولار) وفق مستثمرين في المجالات العقارية، من المنتظر أن تؤدي الزيادة الموظفة على القيمة المضافة، والمقدرة بنحو 13 في المائة، إلى ارتفاع الأسعار بنحو 15 ألف دولار في سعر الشقة الواحدة في المتوسط.
واعتبر المصدر ذاته أن مستقبل قطاع البعث العقاري «غامض وصعب» على حد قوله. ويبلغ الرصيد العقاري غير المبيع، وفق تقديرات الغرفة الوطنية للباعثين العقاريين، نحو 300 ألف وحدة سكنية، بسبب الارتفاع غير المسبوق في أسعار العقارات خلال السنوات الأخيرة.
وقدمت الغرفة النقابية للباعثين العقاريين عدة مقترحات هدفها تحديد سقف الأداء على القيمة المضافة في حدود 9 في المائة قبل الشروع الفوري في تطبيق 13 في المائة، إلا أن هذا المقترح قُوبل بالرفض.
وأشار إلى أن مثل هذه الإجراءات المتخذة من جانب واحد، ستجبر الباعثين العقاريين على الترفيع في الأسعار بصفة آلية، رغم تأكدهم من عجز المقبل على العقارات على تحمل المزيد من المصاريف الإضافية الباهظة، على حد تعبيره.
ويؤكد خبراء تونسيون مختصون في المجالات العقارية على أن سوق العقارات في تونس دخلت منذ سنة 2014 في مرحلة ركود، تسببت في ارتفاع عدد الوحدات العقارية غير المسوقة، نتيجة الارتفاع الكبير في سعر المتر المربع الواحد، ما دفع حكومة الشاهد إلى البحث عن حلول لفك الحصار على هذا القطاع من خلال إطلاق برنامج «المسكن الأول».
وتتراوح أسعار العقارات في العاصمة التونسية بين 1200 و3000 دينار للمتر المربع بحسب الموقع (الدولار الأميركي يساوي نحو 2.5 دينار تونسي واليورو نحو 3 دنانير)، ويبدأ السعر المقترح للمتر المربع في منطقة المنزه من 1400 دينار تونسي، أما في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة أو في شارع محمد الخامس فيتراوح سعر المتر المربع بين 1400 و2500 دينار. أما في منطقة البحيرة سعر التفاوض على المتر المتربع الواحد ينحصر بين 1800 و2200 دينار تونسي.
أما بالنسبة للشقق ذات المساحة من 200 إلى 300 متر مربع فقد بلغ سعرها 2500 دينار للمتر المربع في عديد المناطق مثل المرسى وقمرت (الضاحية الشمالية للعاصمة)، وهو ما يعني أن سعر الشقة يتراوح بين 500 و750 ألف دينار تونسي، بينما في منطقة العوينة تراوح السعر بين 1150 و1350 ديناراً، وفي عين زغوان بين 1600 و1900 دينار للمتر المربع.
وواصلت أسعار العقارات في منطقة الوطني القبلي (شمال شرقي تونس)، الارتفاع، مع تزايد طلب الإيطاليين على المناطق السياحية، وكذلك التونسيين المقيمين بالخارج. في هذه المنطقة يلاحظ وجود 4 أقطاب، أولها الحمامات، حيث يتراوح سعر المتر المربع بين 1600 و2200 دينار تونسي، ويقدر في المرازقة بما بين 1350 إلى 1650 ديناراً، ويتراوح السعر في منطقتي نابل وقليبية بين 1300 و1600 دينار للمتر المربع.
وعلى وجه العموم لا يمكن أن يقل سعر المتر المربع الواحد في تلك المناطق المطلة عن البحر عن 1500 دينار تونسي. وفيما يتعلق بأسعار العقارات في منطقة الساحل الشرقي لتونس، فقد تراوحت في سوسة المدينة بين 1200 و1500 دينار للمتر المربع وفي الأحياء الراقية بين 1500 و1700 دينار، بينما يصل السعر إلى 2300 دينار للمتر المربع في منطقة القنطاوي السياحية. أما في منطقة هرقلة فتعتبر الأسعار أكثر قبولاً، حيث تتراوح بين 1100 و1400 دينار للمتر المربع. وفي المنستير تواصل كذلك ارتفاع الأسعار، حيث بلغ معدل سعر المتر المربع 1250 ديناراً، وفي المهدية تراوح بين 1200 و1350 ديناراً تونسياً.
وعبَّر المستثمرون في المجالات العقارية عن غضبهم تجاه الزيادة في الأداء على القيمة المضافة، التي شرعت الحومة في تطبيقها في الأول من يناير (كانون الثاني) الماضي، وفي هذا الشأن قال الشاذلي السلامي رئيس الجمعية التونسية للتطوير العقاري، أن الباعثين العقاريين كانوا ينجزون ما يقارب الـ18 ألف مسكن سنوياً، وتقلص هذا العدد خلال السنوات الأخيرة إلى نحو 8 آلاف مسكن، بسبب تزايد أعباء القطاع من حيث الغلاء المتزايد في المواد الأولية واليد العاملة، إلى جانب الزيادات غير المدروسة، فيما يتعلق بالأداء على القيمة المضافة والتسجيل وغيرها من الأداءات الموظفة على سوق العقارات لفائدة خزينة الدولة.
وأضاف السلامي قوله إن الزيادة على مستوى أسعار مكونات البناء أصبحت واقعاً مفروضاً على سوق العقارات، وعليها أن تتعامل معه يومياً، بسبب تقلبات سعر الصرف، والعجز الجماعي على تحديد الكلفة النهائية للمشاريع العقارية، نتيجة التغيرات المتواترة لأسعار مواد البناء.
وعلى المستوى الاجتماعي كثفت الحكومة التونسية من تدخلاتها، حيث شرعت في تنفيذ آلية جديدة تمثلت في إحداث صندوق ضمان القروض السكنية لفائدة الفئات ذات الدخل غير القارّ، وهو هدف لضمان القروض السكنية التي تسندها البنوك، وذلك بتخصيص اعتماد قدره 50 مليون دينار تونسي (نحو 20 مليون دولار) من موارد ميزانية الدولة لفائدة هذه الآلية. ويرمي هذا الإجراء إلى تمويل شريحة هامة من الفئات ذات الدخل غير القار ضمن «السكن الأول»، التي تجد صعوبة في النفاذ إلى التمويل البنكي، مما يساهم في دعم الاندماج المالي. وتقدم الحكومة عدة صيغ للحصول على مساكن اجتماعية مخفضة الأسعار على غرار صندوق النهوض بالمساكن الاجتماعية، والصندوق الوطني لتحسين المسكن، وادخار السكن في بنك الإسكان المملوك للحكومة إضافة إلى برنامج السّكن الأول.


مقالات ذات صلة

سكان لوس أنجليس يبحثون عن مأوى بعد حرائق مدمرة

الولايات المتحدة​ كيت ألكساندريا أنشأت صفحة على موقع «جو فند مي» لجمع التبرعات بعد احتراق شقتها في ألتادينا بكاليفورنيا (رويترز)

سكان لوس أنجليس يبحثون عن مأوى بعد حرائق مدمرة

وجد الآلاف من سكان مدينة لوس أنجليس الأميركية أنفسهم وسط منافسة شرسة للعثور على مكان يعيشون فيه بأسعار معقولة، وذلك بعد أن فقدوا منازلهم.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
عالم الاعمال تطبيق «ستيك» يوفر الاستثمار في العقارات السعودية

تطبيق «ستيك» يوفر الاستثمار في العقارات السعودية

أعلنت منصة ستيك عن تحقيق إنجاز جديد في السوق العقارية السعودية، حيث فتحت أبوابها للمستثمرين الدوليين.

الاقتصاد جناح صندوق التنمية العقارية في «منتدى مستقبل العقار 2023» بالرياض (موقع الصندوق الإلكتروني)

أكثر من 16 % نمو التمويل العقاري لمستفيدي الدعم السكني بالسعودية خلال 2024

كشف صندوق التنمية العقارية السعودي عن ارتفاع حجم التمويل العقاري لمستفيدي برامج الدعم السكني بنسبة 16.4 في المائة خلال عام 2024، مسجلاً 62.9 مليار ريال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح صندوق التنمية العقارية في «منتدى مستقبل العقار 2023» بالرياض (موقع الصندوق الإلكتروني)

السعودية: 20 % نمو العقود التمويلية للدعم السكني في 2024

ارتفعت العقود التمويلية في السعودية لبرامج الدعم السكني من قبل صندوق التنمية العقارية بنسبة 20 في المائة خلال عام 2024، وذلك نتيجة تنوّع الحلول التمويلية وإتاحة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جانب من معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» العقاري بالرياض (الشرق الأوسط)

القروض العقارية السعودية في أعلى مستوياتها على الإطلاق

شهدت عمليات الإقراض العقارية التي توفرها شركات التمويل ارتفاعاً إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق بنهاية الربع الرابع من عام 2024 إلى 28 مليار ريال.

زينب علي (الرياض)

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»