تكريم النجمة الفرنسية جولييت بينوش في مهرجان الفيلم بمراكش

والدها مغربي المولد.. تعلم العربية قبل أن يتكلم الفرنسية

النجمة الفرنسية جولييت بينوش تتسلم نجمة التكريم من يد المخرج الفرنسي برينو ديمون (أ.ب)
النجمة الفرنسية جولييت بينوش تتسلم نجمة التكريم من يد المخرج الفرنسي برينو ديمون (أ.ب)
TT

تكريم النجمة الفرنسية جولييت بينوش في مهرجان الفيلم بمراكش

النجمة الفرنسية جولييت بينوش تتسلم نجمة التكريم من يد المخرج الفرنسي برينو ديمون (أ.ب)
النجمة الفرنسية جولييت بينوش تتسلم نجمة التكريم من يد المخرج الفرنسي برينو ديمون (أ.ب)

بعد الممثلة الأميركية شارون ستون، التي جرى تكريمها في ليلة افتتاح المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، جاء الدور، في الليلة الثانية، من أيام المهرجان على النجمة الفرنسية جولييت بينوش، لكي تتسلم نجمة التكريم من يد المخرج الفرنسي برينو ديمون.
ولم تخف بينوش سعادتها بالتكريم على أرض المغرب، الذي قالت عنه إن تربته تحتضن بعضا من جذورها العائلية، إذ إن والدها ولد وترعرع في تيزنيت وأغادير ودرس بمراكش وتعلم اللغة العربية، قبل أن يتكلم الفرنسية، وإن جدها، الذي كان ممثلا هاويا، دفن في المغرب، أيضا.
أما المخرج ديمون، الذي سلمها كأس التكريم، فلم يخف إعجابه الشديد بالممثلة التي تعامل معها في فيلم «كامي كلوديل» (2013)، معدا «وجهها الأجمل، لأنه الأكثر إنسانية والأكثر تعبيرا عن الأحاسيس جميعها»، ملاحظا أنها «تشتغل في السينما بلطف وحيوية ومرونة ومرح»، وأضاف أنها «تمتلك ذلك الألق الذي يبرز في مختلف تصرفاتها، وفي طريقة تشخيصها لأدوارها، وفي حياتها».
وجرى بمناسبة حفل تكريم بينوش، عرض فيلم «ألف مرة ليلة سعيدة» (2013)، للمخرج الدنماركي إريك بوبي، الذي صور بورزازات في المغرب، حيث أدت فيه دور مصورة حرب تعود إلى بيتها بعد إصابتها بجروح بالغة في تفجير انتحاري، لذلك لم يقبل لا زوجها ولا بناتها بفكرة أن تفقد حياتها وهي في مهمة عمل، ليطلبوا منها أن تختار بين عملها وحياتها الأسرية.
وتعد بينوش من أبرز ممثلات فرنسا، وأشهرهن في عالم السينما العالمية، وهي التي يحسب لها أنها «استطاعت أن تحافظ على الدوام على نفس الدقة في اختيار شخصياتها، لترسم، تدريجيا، تلك الصورة المتفردة، وأن تفرض ضرورة أخذها في الاعتبار، ليس، فقط، كرمز، ولكن كمقترح يقدم لجمهورها، مقترح للانفتاح، والسير في اتجاه يعاكس الأفكار المسبقة التقليدية، لتعيش حقيقتها».
ولدت بينوش في وسط عائلي فني، فوالدها كان نحاتا، ووالدتها كانت ممثلة ومدرسة آداب، تلقت على يدها الصغيرة جولييت أول دروس التمثيل، ومنها نهلت حبا خالصا لفن المسرح، وتذوقا لفن الأداء، فنتج عن ذلك أن قررت منذ صغر سنها ترك مسقط رأسها في إقليم لواروشير والتوجه إلى العاصمة باريس لتجرب حظها. وهناك التحقت في سن السابعة عشرة بالمعهد الموسيقي، وتابعت دروس «فيرا كريك»، لتبدأ بتجسيد أدوار بطلات مسرحيات «تشيخوف» و«بيرانديلو» على خشبة المسرح، قبل أن تنتقل سريعا إلى عالم الفن السابع.
وكان أول ظهور لبينوش على الشاشة الكبرى سنة 1983 في فيلم «ليبرتي بيل»، لتتبع ذلك بمجموعة من الأدوار الثانوية مع مخرجين كبار، أمثال جون لوك كودار في «أحييك يا مريم» (1984)، وجاك دوايون في «حياة عائلة» (1985)، وأندريه طيشيني في «الموعد» (1984). وفي سنة 1986، حصلت على جائزة «رومي شنايدر» لتصبح الأمل الواعد للسينما الفرنسية. وفي السنة نفسها، وعن عمر لا يتجاوز الثالثة والعشرين، غادرت فرنسا لتشد إليها اهتمام المهنيين من جميع أنحاء العالم، حين وقفت أمام دانيال داي لويس في فيلم «خفة الكائن التي لا تحتمل» (1987)، حيث أدهش أداؤها ناقدا أميركيا من مجلة «شيكاغو سان تايمز»، فكتب عنها قائلا: «رائعة وخفيفة في جمالها وبراءتها»، نفس البراءة التي «تجعلها حقيقية على الشاشة، حقيقة عميقة، حقيقتها هي، التي تلامس حقيقتنا نحن. إن الصورة التي ترسمها بينوش عن نفسها من عمل لآخر، لا تتوقف عن الاستمرار في التطور من دون أن تفقد نقاوتها المضيئة. صورة منسجمة متجددة على الدوام، فكل دور تجسده وكل شخصية تلبس ثوبها هي بمثابة امتداد لنفسها، جولييت دائمة السعي نحو المثالية، مثالية الحياة، مثالية الممثلة»، كما كتب عنها السينمائي الفرنسي كريستوفر ديفوار.
ستكتشف بينوش سينما المؤلف مع ليوس كراكس الذي منحها الدور الرئيس في اثنين من أعماله، هما «دم فاسد» (1986)، ثم «عشاق الجسر» (1991)، لتقرر، بعد ذلك، تغيير أدائها، في فيلم «الفاتنة» (1992) للويس مال، و«مرتفعات هيرلفون» (1992) لبيتر كوسمينسكي. وبعد ذلك بسنة، ستلعب دور البطولة في «ثلاثة ألوان» لكريستوف كييسلوفسكي. وقد كان هذا التحول الكبير في مسارها الفني مصدر نجاح باهر، حيث نالت جائزة التمثيل في مهرجان البندقية، وجائزة سيزار أحسن ممثلة، لتشارك بعدها في بطولة أحد أضخم الإنتاجات وأنجح الأفلام في تاريخ السينما الفرنسية «فارس على السطح» (1996). وفي عام 1997، ستدخل تاريخ السينما العالمية من أوسع الأبواب، بعد أن نالت جائزة الدب الفضي بمهرجان برلين، ثم أوسكار أحسن دور ثانوي عن تجسيدها لدور الممرضة «آنا»، في فيلم «المريض الإنجليزي» (1996) لأنطونيو مينغيلا، لتصبح، عند سن السابعة والثلاثين، ثاني ممثلة فرنسية تحظى بهذا الشرف بعد سيمون سينيوري. «أنا جد مندهشة، إنه حلم يتحقق، من المؤكد أنه حلم فرنسي!».. هكذا عبرت عن شعورها وهي في غاية التأثر خلال حفل تسليم جوائز الأوسكار.
أبانت بينوش عن موهبة عالية أخذتها إلى العالمية، وأصبحت بفضلها قادرة على تشخيص كل الأدوار من كل صنف؛ فبرعت بأدائها في الأفلام التاريخية التي تعد الأقرب إلى قلبها، مثل «أطفال القرن» (1991)، و«أرملة سان بيير» (2000)، و«الشوكولاته» (2001)، الذي ترشحت من خلاله لنيل أوسكار أحسن ممثلة، وكذا في الفيلم الكوميدي «فارق التوقيت» (2002) لدانييل طومسون. كما واصلت تفضيلها لأفلام سينما المؤلف؛ كما في فيلم «أليس ومارتن» (1998) لأندري طيشيني، و«رمز غير معروف» (2000)، و«مخفي» (2005) لمايكل هانيكي، و«ماري» (2005) لأبيل فيرارا، و«كامي كلوديل» (2013) لبرينو ديمون.
ودفع بها شغفها الكبير ورغبتها في اكتشاف عوالم جديدة لاختيار أفلام جريئة تعالج مواضيع سياسية، كالتمييز العنصري في فيلم «في بلدي» (2003)، ومحنة اللاجئين في فيلم «كسر الحواجز» (2006)، والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، في فيلم «الانفصال» (2007). كما واصلت مشاركتها في أفلام لكبار السينمائيين العالميين، ومن ذلك «رحلة البالون الأحمر» (2006) لهو هسياو هسيان، و«شيرين» (2008) لعباس كياروستامي، وكذا «نسخة مطابقة للأصل» (2008)، لنفس المخرج، منحت عنه جائزة أحسن دور نسائي في مهرجان «كان» السينمائي. وبعد فيلم «حياة أخرى لامرأة» (2011) لسيلفي تيستود، و«هن» (2012) لمالكورزاتا شوموسكا، ستعود بفيلم «كوسموبوليس» لديفيد كرونينبرك، للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» السينمائي في نفس العام.
ولا تقف موهبة بينوش عند حدود فن التمثيل، بل يمتد عشقها وممارستها لفنون أخرى كالرسم والرقص، فقد قامت عام 2008 بجولة عالمية للرقص العصري برفقة أكرم خان، مصمم الرقصات الإنجليزي من أصل بنغالي. «جولييت البهيجة».. هكذا وصفها سيرج توبيانا، بمناسبة التكريم الذي خصتها به الخزانة السينمائية الفرنسية (2008).
لا يعد تكريم بينوش، في مهرجان مراكش، تتويجا لمسار انتهى، إذ يبقى للنجمة الفرنسية الكثير لتعيشه، والكثير لكي تجسده وتقدمه، وهي «ستقوم بذلك بطريقتها الخاصة، كما هو الحال دائما، بعيون مفتوحة على مصراعيها»، حسب رأي السينمائي الفرنسي، كريستوفر ديفوار.



اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
TT

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)

أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية قبل يومين قائمتها القصيرة لترشيحات «أوسكار» أفضل فيلم روائي ناقلةً البهجة والأمل لبعض المخرجين والخيبة لبعضهم الآخر.

من المتفائلين خيراً، المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي كان تقدّم بفيلمٍ من إنتاجه بعنوان «من المسافة صفر»، وهو مشروع توثيقي سينمائي يضم 22 فيلماً قصيراً من إخراج عددٍ كبير من المواهب الفلسطينية الجديدة، جمعها مشهراوي في فيلم طويل واحد يدور حول معاناة أهل غزّة خلال الأشهر الأولى من الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع.

بعض الأفلام الأخرى في قائمة يوم الأربعاء الماضي، كانت متوقعة مثل: «أنا ما زلت هنا» (البرازيل)، و«الفتاة ذات الإبرة» (الدنمارك)، و«إيميليا بيريز» (فرنسا)، و«بذرة التين المقدّسة» (ألمانيا للمخرج الإيراني اللاجئ محمد رسولاف)، و«سانتوش» (بريطانيا).

«نوكس يغادر» (بروكستريت بيكتشرز)

من التقليدي أيضاً اختلاف قائمة «الأوسكار» ليس فقط عمّا يفضّله الجمهور عادة، (قائمة «توب تِن» للعام الحالي يتقدمها فيلم «Inside Out 2» الذي جمع ملياراً و689 مليوناً و641 ألف دولارٍ)، بل عن اختيار غالبية النقاد أيضاً. اختلافٌ يكبر ويصغر حسب اختيارات الفريقين (الأكاديمية والنقاد) للأفلام.

من الطبيعي أيضاً اختلاف قوائم النقاد فيما بينهم، ولو أن غالبية الأفلام المُنتقاة غرباً تتشابه في إجماعٍ لا يستثني الجانب الترفيهي. فمنذ سنوات بات معتاداً قراءة آيات الإعجاب بأفلام تَسُرّ الجمهور، على الرغم من تواضعها الفني. أما بالنسبة للنقاد العرب فيتوقف ذلك على قُدرة كلٍّ منهم على حضور ما يكفي من المهرجانات ليتمتع بالكم الكافي لتكوين قائمته.

قائمة هذا الناقد لأفضل الأفلام العربية وأفضل تلك الأجنبية التالية هي من بين 247 فيلماً روائياً وتسجيلياً/ وثائقياً طويلاً شاهدها ما بين مطلع السنة وحتى كتابة هذا الموضوع قبل أسبوعين من نهاية العام. وهي مبنيّةٌ على تقييمٍ فني في الدرجة الأولى وقبل أي عنصر آخر، منها الموضوع أو مصدر الإنتاج.

العنوان (أبجدياً) متبوعاً باسم المخرج والبلد، ومن ثَمّ نبذةٌ مختصرة عن سبب اختياره.

«صف ثانِ» (نَن فيلمز)

* أفضل الأفلام الناطقة بالعربية •

1- «إلى أرض مجهولة» | مهدي فليفل (بريطانيا، اليونان، السعودية)

مُهاجران عربيان في اليونان يعيشان وضعاً صعباً وحُلماً بهجرة أخرى لن يتحقق.

2- «أما بعد» | مها الحاج (فلسطين)

حياة زوجين فلسطينيين وديعة وجميلة إلى أن تكشف المخرجة عن مفاجأة أحاطتها بعناية.

3- «المرجة الزرقاء» | داوود ولاد سيّد (المغرب)

ينطلق من فكرة رائعة ويزداد إجادة عن صبي يعشق التّصوير، وهو أعمى في رحلة صوب مرجة يصوّرها ولا يراها.

4- «ثالث» | كريم قاسم (لبنان)

في قرية لبنانية نائية شخصيات تعيش حاضراً مشتّتاً يُهيمن عليه واقعُ العوز والعزلة.

5- «ثقوب» | عبد الله الضبعان (السعودية)

دراما عائلية تُتابع خلافاً بين شقيقين وتتميّز بمعالجةٍ فنية مختلفة تعبّر عن موهبة تَنشُد التميّز.

6- «سلمى» | جود سعيد (سوريا)

أفضل أفلام المخرج في السنوات الأخيرة. جميلٌ وواقعيٌ في تناوله حياةً قروية ناقدة للوضع المجتمعي.

7- «في حدا عايش؟»| عمر العماوي (فلسطين)

فيلم قصير مبهر عن أبٍ تحت الرّكام يُنادي ابنه المدفون بدوره. الجو مطبق والفيلم له دلالاته.

8- «مندوف» | كريم قاسم (لبنان)

فيلم آخر للمخرج نفسه يقصّ فيه حكاية أخرى عن شخصيات معزولة يُعايش متاعبها بدقّة وإيقاعِ حياةٍ واقعي.

«إنسايد آوت 2» (ديزني)

* أفضل 10 أفلام أجنبية •

1- All We Imagine as Light | باڤال كاباديا (بريطانيا)

مومباي كما لم نرَها من قبل على هذا النحو الشعري المتوّج بموضوعٍ مجتمعي لافتٍ تدفعه للصدارة عناية المخرجة بتقديم شخصياتها النسائية في بيئة من الأزمات والمصاعب.

2- The Brutalist | برادي كوربت (الولايات المتحدة/ بريطانيا)

قصّة نصف حقيقية لمهاجر يهودي حطّ في أميركا خلال الأربعينات، مسلحاً بأحلامِ تصميمٍ معماريٍ غير معهود رغم تباين الثقافات.

‫3- Conclave | إدوارد برغر (الولايات المتحدة)‬

دراما كاشفة لمجتمع الڤاتيكان إثر وفاةٍ غير متوقعة للبابا. تمثيل راف فاينس، وإخراج برغر، يضمنان نوعيةَ تشويق مختلفة.

4- Dune: Part Two | دنيس ڤيلنوڤ (الولايات المتحدة)

لدى هذا المخرج عينٌ على الجماليات البصرية حتى في المشاهد الموحشة. يكاد الفيلم أن يوازي سلسلة «Lord of the Rings»

5- The Great Yawn of History عليار راستي (إيران)

فيلمُ طريقٍ عن كنز مدفون يقوم به اثنان مُتناقضا الرؤية في كل شيء. في طيّات ذلك نقدٌ منفّذٌ بإجادة لوضع مجتمعي صعب.

6- Juror 2| كلينت إيستوود (الولايات المتحدة)

دراما محاكم من أستاذ السينما إيستوود (94 عاماً). عضو في هيئة محلّفين ارتكب الجريمة التي يُحاكم بريءٌ فيها. لغزي ومشوّق.

7- Limonov: The Ballad of Eddie| كيريل سيريبرينيكوف (إيطاليا، فرنسا، أسبانيا)

سيرة حياة الشاعر الروسي ليمونوف الذي عانى في بلاده، وأكثر في أميركا التي هاجر إليها بحثاً عن المجد.

8- Megalopolis | فرانسيس فورد كوبولا (الولايات المتحدة)

نافذة واسعة على ملحمة مستقبلية ممزوجة بأحلامٍ صعبة التحقيق تتمتع برؤية وفن كوبولا الذي لا يشيخ.

9- Second Line | حميد بن عمرة (الولايات المتحدة/ فرنسا/ سوريا)

فيلمٌ آخر ممتاز من المخرج بن عمرة الذي يمزج بمهارته المعهودة الفن والشعر والسياسة وجماليات الحياة بأسلوبه الفريد.

10- Story of Souleymane | بوريس لويكينو (فرنسا)

أحد أفضل الأفلام التي تحدّثت عن الهجرة. سليمان أفريقي يحاول الحصول على إقامة شرعية وسط بيئة صعبة.

«ليمونوف، أنشودة إدي» (وايلد سايد)

* أفلام الجوائز •

من معايير المهرجانات الثلاثة الأولى، التنافس على عرض أفلامٍ قد تتوجّه بعد ذلك لحفل «الأوسكار». السبب في ذلك هو أن الفيلم الذي سيصل الترشيحات الرسمية سيكون إعلاناً للمهرجان الذي عُرض الفيلم فيه عرضاً عالمياً أولاً، ما يدفع صانعي الأفلام لاختياره على أساس أنه السبيل الأفضل للوصول إلى «الأوسكار» و«الغولدن غلوبز» و«البافتا» بعد ذلك.

جوائز المهرجانات الرئيسة الثلاثة، وهي حسب تواريخها، «برلين» (فبراير/ شباط)، و«كان» (مايو/ أيار)، و«ڤينيسيا» (سبتمبر/ أيلول) توزّعت هذا العام على النحو التالي:

- «برلين»: «Dahomey» وهو فيلم تسجيليٌّ فرنسي للمخرجة السنغالية أصلاً ماتي ديوب.

- «كان»: «Anora» كوميديا عاطفية عن شاب روسي ينوي الزواج من أميركية لمصلحته. الفيلم إنتاج بريطاني/ أميركي.

- «ڤينيسيا»: «The Room Next Door» للإسباني بيدرو ألمودوڤار. دراما عن امرأتين إحداهما مصابة بالسرطان والثانية صديقة كاتبة ترضى بأن تكون إلى جانبها في أيامها الأخيرة.

في غير مكان (ولا يمكن تعداد نتائج أكثر من 3 آلاف مهرجانٍ يستحق التّسمية) منحت المهرجانات العربية الرئيسة جوائزها على النحو التالي:

- «مهرجان البحر الأحمر»: «الذراري الحمر» للطفي عاشور (تونس)، نال ذهبية الفيلم الروائي، في حين نال «فقس» لرضا كاظمي وبانتا مصلح ذهبية الفيلم التسجيلي.

- «مهرجان الجونة»: «Ghost Trail» لجوناثان ميليه، نال ذهبية الفيلم الروائي، وذهبت الجائزة الأولى في نطاق الفيلم التسجيلي إلى «نحن في الداخل» فيلم لبناني/ قطري/ دنماركي من إخراج فرح قاسم.

- «مهرجان القاهرة»: حصد الفيلم المصري «أبو زعبل» لبسام مرتضى ونال الفيلم الروماني «The Year Never Came» لبوغدان موريشانو جائزة موازية في مسابقة الفيلم الروائي.

- «مهرجان مراكش»: نال الفيلم الفلسطيني/ الإسرائيلي «Happy Holidays» لإسكندر قبطي الجائزة الأولى في دورة المهرجان الـ21.

«المحلّف 2» (وورنر)

* الأفضل حسب النوع •

كعادتها، شهدت الإنتاجات السينمائية مئات الأفلام، عددٌ منها توزّع بين أنواع مختلفة. التالي جردة حول بعض الأفضل تبعاً لأنواعها الحكائية أو الإنتاجية.

تاريخي:

Bonzo | مارغريتا كوردوسو (البرتغال):

طبيبٌ في جزيرة أفريقية يبحث في معاناة العبيد التي تدفعهم للانتحار. إضافة إلى ذلك، هناك بحثه عن هويّته الخاصة.

تسجيلي:

Riefenstahl | أندرس ڤييَل (ألمانيا)

عن المخرجة الألمانية ليني ريفنستال التي حقّقت أهم فيلمين تسجيليين عن النشاطات النازية في الثلاثينات.

بوليسي:

Knos Goes Away | مايكل كيتون (الولايات المتحدة)

قاتلٌ محترف يبدأ بفقدان ذاكرته لكن عليه إنقاذ مستقبل صبي كان من المفترض قتله قبل فوات الأوان

دراما عاطفية:

Rude to Love | يوكيهيرو موريغاكي (اليابان)

مواقف آسرة عن حياة امرأة تحاول عبثاً الحفاظ على عائلتها عندما يقرّر زوجها طلاقها.

دراما مجتمعية:

I‪’‬m Still Here| وولتر سايلس (البرازيل)

وضع زوجة اعتقل الأمن البرازيلي في السبعينات زوجها وقتله. يتناول الفيلم مراحلَ ما قبل الاعتقال وخلاله وبعده.

حربي:

Civil War | أليكس غارلاند

خلال حرب أهلية أميركية يحاول فريق إعلامي مقابلة الرئيس الأميركي قبل اجتياح القصر الرئاسي.

رسوم:

Flow | غينتس زيلبالوديس (لاتفيا. بلجيكا)

قطٌ هاربٌ يلجأ إلى قارب محمّلٍ بحيوانات أخرى خلال فيضان جامح. جيدٌ في تحريكه وألوانه، وسَلسٌ في إيقاعه، وحيواناته ليست من صنع «ديزني».

رعب: A Quiet Place‪:‬ Day One | مايكل سارنوسكي (الولايات المتحدة)

يتبع سلسلة «مكان هادئ» مع اختلاف أن إطار الخطر يتّسع ليشمل المدينة. بطلة الفيلم وقطّتها اثنان من الباحثين عن طَوقِ نجاة صعب.

سيرة حياة

Maria | بابلو لاراين (إيطاليا)

حياة المغنية ماريا كالاس كما يراها المخرج التشيلي بفنِّها ومتاعبها في الأيام العشرة الأخيرة من حياتها.

ميوزيكال:

Joker‪:‬ Folie à Deux| تود فيليبس (الولايات المتحدة)

مفاجأة الجزء الثاني هو أنه موسيقي. مشاهدٌ بديعة لجوكر ولليدي غاغا يغنيان في السجن وخارجه.

وسترن:

Horizon‪:‬ An American Saga‪-‬ Chapter Two

بصرف النظر عن إخفاق الفيلم تجارياً، الجزء الثاني أفضل من الأول في سبرِ غور الحياة في الغرب الأميركي البعيد.

«كل ما نتخيله ضوءاً» (لوكسبوكس)

* أنجح أفلام 2024 •

الجمهور السائد، وليس جمهور المهرجانات ولجان تحكيمها أو حتى النقاد، هو الذي يوجّه السينما ويدفع بالإنتاجات العالمية لاتّباع منهج التفكير الاقتصادي الصرف.

حالتان تقعان تبعاً لذلك، الأولى أن المنهج المادي يعني الإكثار من إنتاج الأفلام نفسها بعناوين مختلفة أو عبر أجزاء من سلسلة. يكفي نجاح فيلم واحد إلى حدٍ كبير، أو أعلى من المتوسط حتى يُنسخ أو يُطلِق سلسلةً متواصلة حتى الرّمق الأخير منها.

الحالة الثانية هي حالة الحصار الإنتاجي والتوزيعي التي يفرضها هذا الوضع على السينما المستقلة أو سينما المؤلف. التّوجه الطبيعي لهذه الأفلام هي المهرجانات السينمائية، بيد أن جمهور هذه المهرجانات محدودٌ ولا يصل إلى جيوب المنتجين، كما أن نجاح الفيلم إعلامياً في مهرجان ما، قد يُفيد انتقاله إلى المواقع بكثرة، وإلى مهرجانات أخرى وربما حتى إلى جوائز، لكنه لا يضمن له النجاح التجاري.

رغم هذا كانت هناك نجاحات تجارية في الدول الأوروبية ولو محدودة في نهاية الأمر.

الأفلام العشرة الأولى لعام 2024 حسب نجاحاتها الدولية (أي في شتّى الأسواق العالمية التي وصلتها) تؤكد ما سبق. كلّها معتدلة القيمة فنياً، باستثناء «Dune 2» الذي احتل المركز الخامس بإيراد دولي وصل إلى 714 مليوناً و444 ألفاً و358 دولاراً.

أما الفيلم الأول على القائمة فهو رسوم من ديزني عنوانه «Inside Out 2» جلب إيراداً عملاقاً جعله أكبر نجاحٍ للشركة في مجال أفلام الأنيميشن. الرقم النهائي لإيراداته هو مليار و698 مليوناً و641 ألفاً و117 دولاراً.

الفيلم الثاني هو أيضاً من إنتاج «ديزني» لكنه حيّ (ليس رسوماً)، «deadpool and wolverine» في حقيقته من أسوأ ما ظهر في 2024 من أفلام. وقد جلب ملياراً و338 مليوناً و073 ألفاً و645 دولاراً.

في المركز الثالث، فيلم رسومٍ آخرَ هو الجزء الرابع من «Despcable Me»، وهو من إنتاج يونيڤيرسال. لم يبلغ المليار لكنه اقترب منه: 969،459،798 دولاراً.

يتبعه في المركز الرابع «Moana 2» وهو بدوره رسوماً لديزني، أنجز نحو 700 مليونَ دولارٍ إلى الآن ولا يزال معروضاً بنجاح ما قد يرفعه إلى مركز أعلى.