بدأت روسيا تدريبات عسكرية في جيب كالينينغراد ببحر البلطيق، بينما قالت وزارة الدفاع إنه رد على تدريبات حلف شمال الأطلسي، في أجزاء من شرق أوروبا. ولم تكشف وزارة الدفاع في بيان نشرته على موقعها على الإنترنت حجم التدريبات الروسية، لكنها قالت إن العتاد وعدد القوات المشاركة فيها «يوازي» الحجم في مناورات حلف الأطلسي.
وجاء في البيان: «يجري تدريب المجموعة العسكرية في مسرح كالينينغراد، بالتزامن مع تدريبات (الحلف) الدولية».
وأضاف البيان أن «24 سفينة من أسطول بحر البلطيق الروسي تجوب المياه الإقليمية الروسية هناك، في حين جرى تعزيز قوتها الجوية الإقليمية بمقاتلات (سوخوي – 27) إضافية». وكالينينغراد قطعة أرض غير متصلة ببقية روسيا، وتقع بين دولتي ليتوانيا وبولندا العضوين في حلف شمال الأطلسي.
وتجري الآن في ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا تدريبات «ضربة السيف» التي تقودها الولايات المتحدة، ويشارك فيها نحو 4700 جندي من عشر دول. وأجريت تدريبات أخرى كبيرة قادها حلف شمال الأطلسي في إستونيا في مايو (أيار) الماضي.
وبدأت التدريبات الروسية، بينما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس إنه «لم يسجل أي تقدم» في الجهود التي وعدت بها أوكرانيا لخفض التوتر على الأرض في الشرق الأوكراني. وقال لافروف كما نقلت عنه وكالة «إيتار تاس»: «نحن قلقون بشكل متزايد من عدم حصول أي تقدم» في جهود تهدئة العنف ووقف المواجهات بدءا بوقف «العملية القمعية» في الشرق، مضيفا أن روسيا ستقدم مشروع قرار في هذا الصدد أمام مجلس الأمن الدولي.
وأوضح وزير الخارجية الروسي: «في مشروع القرار هذا، نريد أن نركز على ضرورة أن يوافق الجانب الأوكراني على بدء تطبيق خارطة الطريق» التي أعدها في مايو (أيار) الماضي رئيس منظمة الأمن والتعاون في أوروبا السويسري ديدييه بولكالتر. وتابع لافروف: «نعلم أن المتمردين في جنوب شرقي البلاد مستعدون لوقف النار، لكن الخطوة الأولى يجب أن تتخذها سلطات كييف».
وطالب لافروف من جانب آخر بتحقيق عاجل في المعلومات التي أشارت إلى استخدام القوات الأوكرانية قنابل حارقة. وقال إن «المعلومات حول استخدام القوات الأوكرانية قنابل حارقة وأنواعا أخرى من الأسلحة الانتقائية تثير قلقا خاصا، وهذه المعلومات تتطلب تحقيقا عاجلا».
في المقابل، نفى الحرس الوطني الأوكراني على الفور هذه الاتهامات التي «لا معنى لها» على حد وصفه. ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» عن انفصاليين موالين لروسيا في شرق أوكرانيا قولهم إن القوات الأوكرانية استخدمت قنابل حارقة في بلدة سيمينوفكا بالقرب من سلافيانسك أحد معاقل الانفصاليين.
واتهمت روسيا باستمرار في الأسابيع الماضية القوات الأوكرانية باللجوء بشكل مبالغ به إلى القوة في عمليتها العسكرية ضد المتمردين بشرق البلاد. وفي 30 مايو (أيار) الماضي، اتهمت لجنة التحقيق الروسية أوكرانيا بانتهاك معاهدة جنيف (1949) حول حماية المدنيين، وأكدت أنها جمعت أدلة، وأنها ستفتح تحقيقا حول «اللجوء إلى وسائل وأساليب حربية محظورة».
من جهته، دعا الاتحاد الأوروبي كييف إلى ضبط النفس في العملية العسكرية، مشددا في الوقت نفسه على شرعية هذه العملية.
وفي شأن ذي صلة، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين، المعروف بمواقفه القومية، أمس، إنه آن الأوان «لإعادة جمع أجزاء» الاتحاد السوفياتي السابق بعد 24 عاما على إعلان استقلال روسيا، الذي يحتفل به في 12 يونيو (حزيران). وكتب روغوزين المندوب الروسي السابق لدى حلف شمال الأطلسي ومؤسس حزب رودينا (الوطن) على حسابه في موقع «تويتر»: «قبل 24 عاما ظهر أول تفسخ في الصخرة السوفياتية. وبعد ذلك حصل الانهيار».
وأضاف هذا المسؤول الكبير المكلف الصناعة العسكرية الذي شملته عقوبات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بسبب الأزمة الأوكرانية: «من كان يعرف آنذاك أنه سيتفتت خلال ربع قرن؟ لقد آن أوان إعادة جمع الأجزاء».
وفي 12 يونيو (حزيران) 1990. تبنت روسيا السوفياتية إعلان «سيادة» استبق الاستقلال في ديسمبر (كانون الأول) 1991 لدى تفتت الاتحاد السوفياتي. وأعيدت تسمية هذا اليوم الوطني الذي يحتفل به منذ ذلك الحين «يوم روسيا» منذ عام 2002، بعد وصول بوتين إلى الحكم عام 2000. وبوتين الذي وصف تفتت الاتحاد السوفياتي بأنه «أكبر كارثة جيوسياسية» في القرن العشرين، حرص منذ وصوله إلى الحكم على استعادة نفوذ بلاده في الإمبراطورية الروسية السابقة.
وقد وقع في مايو الماضي على إنشاء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي مع كازاخستان وبيلاروسيا، لكن من دون أوكرانيا، التي اتجهت نحو أوروبا. وإلحاق شبه جزيرة القرم الأوكرانية بروسيا (الغربيون وصفوه بأنه «ضم»)، في مارس (آذار) الماضي، أثار توترا غير مسبوق عُدّ بداية حرب باردة جديدة. واحتفل بوتين أمس باليوم الوطني خلال حفل باذخ جرى خلاله تسليم ميداليات في الكرملين.
روسيا تباشر تدريبات عسكرية في البلطيق ردا على مناورات «الأطلسي»
موسكو تندد بتعثر التهدئة في أوكرانيا.. ودعوة لـ«إعادة جمع أجزاء» الاتحاد السوفياتي
روسيا تباشر تدريبات عسكرية في البلطيق ردا على مناورات «الأطلسي»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة