هاتف «فيفو» بقارئ بصمة على الشاشة

في تطوير واعد من شركة مغمورة

هاتف «فيفو» الجديد
هاتف «فيفو» الجديد
TT

هاتف «فيفو» بقارئ بصمة على الشاشة

هاتف «فيفو» الجديد
هاتف «فيفو» الجديد

مع تطور تصاميم الهواتف الذكية تخلت معظم الشركات عن الحواف العريضة التي اعتدنا عليها، كما أصبحت الشاشات تغطي أكثر من 80 في المائة من واجهة الأجهزة، بالإضافة إلى التخلص من الزر الأمامي والذي يعرف بزر البيت (Home Button). هذا التصميم العصري جلب معه تحديات كبيرة أهمها إيجاد حل لوضع قارئ البصمة في مكان مناسب للمستخدم. بدورها ارتأت «سامسونغ» تحويل القارئ إلى خلفية الجهاز، بينما تخلت «آبل» أساسا عن قارئ البصمة واستبدلته بقارئ لـ«بصمة الوجه» (FaceID). ومن هنا بدأ الطلب يتزايد من العديد من المستخدمين لتضمين القارئ في شاشة الهاتف الأمامية، ولكن لم تتمكن أي من الشركتين من إنجاز هذه المهمة، والعجيب أن تتفوق عليهما شركة صينية مغمورة نسبياً ربما لا يعرفها الكثيرون.

تصميم متميز
وكما كان متوقعاً فقد أصدرت الشركة الصينية «فيفو» Vivo هاتفها الأحدث «اكس 20 بلس يو دي» Vivo X20 Plus UD بتقنية قارئ بصمة الأصابع تحت الشاشة في معرض إلكترونيات المستهلكين «CES 2018»، متفوقة بذلك على كل من «سامسونغ» و«آبل» كأول شركة في العالم تضمن هذه التقنية في هواتفها.
الهاتف لا يختلف كثيرا عن النسخة الأصلية «X20» التي أطلقت في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الفائت، ولعل إضافة حرفي UD في الاسم دلالة على التقنية المتضمنة Under Display أي تحت الشاشة.
وأتى الهاتف بتصميم عصري وحواف رفيعة جدا في أعلى وأسفل الجهاز مع شاشة سوبر أموليد (Super AMOLED) بقياس 6.4 بوصة تغطي نحو 85.5 في المائة من واجهة الجهاز، وتحوي داخلها قارئا لبصمة الأصابع.
بالنسبة لنظام التشغيل والعتاد فيعمل الجهاز بنظام أندوريد نوغا 7.1.1 ومعالج سناب دراغون 660 ثماني النواة بتردد 2.5 غيغاهيرتز مع ذاكرة عشوائية 4 غيغابايت وذاكرة داخلية بسعة 128 غيغابايت قابلة للزيادة عن طريق منفذ MicroSD لتصل السعة إلى 256 غيغابايت. كما يحتوي الهاتف على منفذ الصوت 3.5 ملم مع دعمه لاستعمال شريحتي اتصال، ولا يتعدى وزنه الكلي عن 182 غراما. أيضا يحتوي الجوال على بطارية جبارة بقدرة 3900 ملي أمبير في الساعة غير قابلة للإزالة، وتدعم الشحن السريع عن طريق منفذ Micro USB.
ويحتوي الجهاز على كاميرتين من الخلف إحداهما بدقة 12 ميغابكسل وفتحة عدسة 1.8 والأخرى بدقة 5 ميغابكسل وتدعم الكاميرتان العديد من المزايا كتقنية HDR ونمط بانوراما وميزة التعرف على الوجوه أما بالنسبة للكاميرا الأمامية فتأتي بدقة 12 ميغابكسل وتدعم ميزة البورتريه (Portrait).
ويتضمن الجهاز شاشة سوبر أموليد (Super AMOLED) بدقة 2160x1080 وبنمط 18:9 وما يميز هذه الشاشة عن جميع الشاشات الأخرى في العالم أنها الأولى التي تتضمن قارئ بصمة ضوئيا من شركة «سينابتيك» (Synaptics) يعرف بكلير آي دي (Clear ID) استغرقت الشركة لتطويره ثلاث سنوات، بالإضافة إلى سنة أخرى لإدماجه في هاتف «فيفو». ويوجد القارئ تحت طبقة الأموليد مباشرة في المكان المعتاد في الجزء السفلي من شاشة الجهاز، وما عليك إلا وضع إصبعك على رمز قارئ البصمة وسيفتح الهاتف مباشرة في أقل من ثانية.

مقارنة الهواتف الجديدة
* مقارنة هاتف Vivo X20 Plus UD مع «آيفون 10». لدى المقارنة يتفوق الأول في قطر الشاشة (6.4 مقارنة بـ5.8 بوصة) ونسبة حجم الشاشة للجهاز (85.5 في المائة مقارنة بـ82.9 في المائة) والذاكرة العشوائية (4 مقارنة بـ3 غيغابايت) ودعم منفذ السماعات الرأسية ودعم شريحتي اتصال، وقدرة البطارية (3900 مقارنة بـ2716 ملي أمبير في الساعة (وإمكانية إضافة ذاكرة خارجية بسعة 256 غيغابايت. ويتفوق آيفون 10 في قوة المعالج وخفة الوزن (174 مقارنة بـ185 غراما) ودقة الشاشة (1125 2436x مقارنة بـ1080 x 2160) وسعة الذاكرة الداخلية القصوى (256 مقارنة بـ128 غيغابايت) بالإضافة إلى تقنية الشحن اللاسلكي والتصميم المضاد للماء.
* مقارنة Vivo X20 Plus UD مع غالاكسي إس 8. لدى المقارنة فإن الأول يتفوق في قطر الشاشة (6.4 مقارنة بـ5.8 بوصة) ونسبة حجم الشاشة للجهاز (85.5 مقارنة بـ83.6 في المائة) وقدرة البطارية (3900 مقارنة بـ3000 ملي أمبير في الساعة) والذاكرة الداخلية (128 غيغابايت مقارنة بـ64 غيغابايت)، بينما يتعادلان في الذاكرة الداخلية القصوى بسعة 256 غيغابايت وفي الذاكرة العشوائية (4 غيغابايت) ودعم منفذ السماعات الرأسية ودعم شريحتي اتصال. ويتفوق سامسونغ غالاكسي إس 8 في قوة المعالج وخفة الوزن (155 غراما مقارنة بـ181 غراما) ودقة الشاشة (1440 2960x مقارنة بـ1080 2160x) وتوفر منفذ USB - C مع تقنية الشحن اللاسلكي والتصميم المضاد للماء.

انتصار البصمة
لطالما كانت ميزة تضمين قارئ البصمة في الشاشة إحدى أهم المميزات التي طال انتظارها وها هي شركة «فيفو» الصينية تتحفنا بأول هاتف في العالم يوفر هذه التقنية، ولكن الجيد في الأمر أن هذه التقنية لن تكون حكرا على هذه الشركة فقط بل ستسعى كبرى الشركات للعمل مع شركة «سينابتيك» أو «كوالكوم» لإدماج مستشعرها الخاص في هواتفها، حيث إن الشرط الأساسي لعمل هذا المستشعر أن تكون الشاشة أموليد (لا تدعم هذه التقنية شاشات LCD أو IPS). ولكن يبقى السؤال، هل سنرى هذه التقنية في الأجهزة الرائدة هذه السنة؟ الإجابة: ربما، ولكن من غير المرجح أن نراها في هاتف «سامسونغ غالكسي إس 9» المنتظر والذي سيعلن عنه في برشلونة يوم 25 فبراير (شباط) في الملتقى العالمي للأجهزة الجوالة MWC. وعلى كلٍ، فإن معظم التقارير تشير إلى أننا من الممكن أن نختبر هذه التقنية أولا في هاتف «سامسونغ غالكسي نوت 9»، ثم «آبل» ربما.



هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟
TT

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

هل أصبحنا على أعتاب مرحلة تباطؤ الذكاء الاصطناعي؟

يوجه ديميس هاسابيس، أحد أكثر خبراء الذكاء الاصطناعي نفوذاً في العالم، تحذيراً لبقية صناعة التكنولوجيا: لا تتوقعوا أن تستمر برامج المحادثة الآلية في التحسن بنفس السرعة التي كانت عليها خلال السنوات القليلة الماضية، كما كتب كاد ميتز وتريب ميكل (*).

التهام بيانات الإنترنت

لقد اعتمد باحثو الذكاء الاصطناعي لبعض الوقت على مفهوم بسيط إلى حد ما لتحسين أنظمتهم: فكلما زادت البيانات التي جمعوها من الإنترنت، والتي ضخُّوها في نماذج لغوية كبيرة (التكنولوجيا التي تقف وراء برامج المحادثة الآلية) كان أداء هذه الأنظمة أفضل.

ولكن هاسابيس، الذي يشرف على «غوغل ديب مايند»، مختبر الذكاء الاصطناعي الرئيسي للشركة، يقول الآن إن هذه الطريقة بدأت تفقد زخمها ببساطة، لأن البيانات نفدت من أيدي شركات التكنولوجيا.

وقال هاسابيس، هذا الشهر، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وهو يستعد لقبول «جائزة نوبل» عن عمله في مجال الذكاء الاصطناعي: «يشهد الجميع في الصناعة عائدات متناقصة».

استنفاد النصوص الرقمية المتاحة

هاسابيس ليس الخبير الوحيد في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يحذر من تباطؤ؛ إذ أظهرت المقابلات التي أُجريت مع 20 من المديرين التنفيذيين والباحثين اعتقاداً واسع النطاق بأن صناعة التكنولوجيا تواجه مشكلة كان يعتقد كثيرون أنها لا يمكن تصورها قبل بضع سنوات فقط؛ فقد استنفدت معظم النصوص الرقمية المتاحة على الإنترنت.

استثمارات رغم المخاوف

بدأت هذه المشكلة في الظهور، حتى مع استمرار ضخ مليارات الدولارات في تطوير الذكاء الاصطناعي. في الأسبوع الماضي، قالت شركة «داتابريكس (Databricks)»، وهي شركة بيانات الذكاء الاصطناعي، إنها تقترب من 10 مليارات دولار في التمويل، وهي أكبر جولة تمويل خاصة على الإطلاق لشركة ناشئة. وتشير أكبر الشركات في مجال التكنولوجيا إلى أنها لا تخطط لإبطاء إنفاقها على مراكز البيانات العملاقة التي تدير أنظمة الذكاء الاصطناعي.

لا يشعر الجميع في عالم الذكاء الاصطناعي بالقلق. يقول البعض، بمن في ذلك سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة «أوبن إيه آي»، إن التقدم سيستمر بنفس الوتيرة، وإن كان مع بعض التغييرات في التقنيات القديمة. كما أن داريو أمودي، الرئيس التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي الناشئة، «أنثروبيك»، وجينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة «نيفيديا»، متفائلان أيضاً.

قوانين التوسع... هل تتوقف؟

تعود جذور المناقشة إلى عام 2020، عندما نشر جاريد كابلان، وهو فيزيائي نظري في جامعة جونز هوبكنز، ورقة بحثية تُظهِر أن نماذج اللغة الكبيرة أصبحت أكثر قوة وواقعية بشكل مطرد مع تحليل المزيد من البيانات.

أطلق الباحثون على نتائج كابلان «قوانين التوسع (Scaling Laws)»... فكما يتعلم الطلاب المزيد من خلال قراءة المزيد من الكتب، تحسنت أنظمة الذكاء الاصطناعي مع تناولها كميات كبيرة بشكل متزايد من النصوص الرقمية التي تم جمعها من الإنترنت، بما في ذلك المقالات الإخبارية وسجلات الدردشة وبرامج الكومبيوتر.

ونظراً لقوة هذه الظاهرة، سارعت شركات، مثل «OpenAI (أوبن إيه آي)» و«غوغل» و«ميتا» إلى الحصول على أكبر قدر ممكن من بيانات الإنترنت، وتجاهلت السياسات المؤسسية وحتى مناقشة ما إذا كان ينبغي لها التحايل على القانون، وفقاً لفحص أجرته صحيفة «نيويورك تايمز»، هذا العام.

كان هذا هو المعادل الحديث لـ«قانون مور»، وهو المبدأ الذي كثيراً ما يُستشهد به، والذي صاغه في ستينات القرن العشرين المؤسس المشارك لشركة «إنتل غوردون مور»؛ فقد أظهر مور أن عدد الترانزستورات على شريحة السيليكون يتضاعف كل عامين، أو نحو ذلك، ما يزيد بشكل مطرد من قوة أجهزة الكومبيوتر في العالم. وقد صمد «قانون مور» لمدة 40 عاماً. ولكن في النهاية، بدأ يتباطأ.

المشكلة هي أنه لا قوانين القياس ولا «قانون مور» هي قوانين الطبيعة الثابتة. إنها ببساطة ملاحظات ذكية. صمد أحدها لعقود من الزمن. وقد يكون للقوانين الأخرى عمر افتراضي أقصر بكثير؛ إذ لا تستطيع «غوغل» و«أنثروبيك» إلقاء المزيد من النصوص على أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بهما، لأنه لم يتبقَّ سوى القليل من النصوص لإلقائها.

«لقد كانت هناك عائدات غير عادية على مدى السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، مع بدء تطبيق قوانين التوسع»، كما قال هاسابيس. «لكننا لم نعد نحصل على نفس التقدم».

آلة تضاهي قوة العقل البشري

وقال هاسابيس إن التقنيات الحالية ستستمر في تحسين الذكاء الاصطناعي في بعض النواحي. لكنه قال إنه يعتقد أن هناك حاجة إلى أفكار جديدة تماماً للوصول إلى الهدف الذي تسعى إليه «غوغل» والعديد من الشركات الأخرى: آلة يمكنها أن تضاهي قوة الدماغ البشري.

أما إيليا سوتسكيفر، الذي كان له دور فعال في دفع الصناعة إلى التفكير الكبير، كباحث في كل من «غوغل» و«أوبن أيه آي»، قبل مغادرته إياها، لإنشاء شركة ناشئة جديدة، الربيع الماضي، طرح النقطة ذاتها خلال خطاب ألقاه هذا الشهر. قال: «لقد حققنا ذروة البيانات، ولن يكون هناك المزيد. علينا التعامل مع البيانات التي لدينا. لا يوجد سوى شبكة إنترنت واحدة».

بيانات مركبة اصطناعياً

يستكشف هاسابيس وآخرون نهجاً مختلفاً. إنهم يطورون طرقاً لنماذج اللغة الكبيرة للتعلُّم من تجربتهم وأخطائهم الخاصة. من خلال العمل على حل مشاكل رياضية مختلفة، على سبيل المثال، يمكن لنماذج اللغة أن تتعلم أي الطرق تؤدي إلى الإجابة الصحيحة، وأيها لا. في الأساس، تتدرب النماذج على البيانات التي تولِّدها بنفسها. يطلق الباحثون على هذا «البيانات الاصطناعية».

أصدرت «اوبن أيه آي» مؤخراً نظاماً جديداً يسمى «OpenAI o1» تم بناؤه بهذه الطريقة. لكن الطريقة تعمل فقط في مجالات مثل الرياضيات وبرمجة الحوسبة؛ حيث يوجد تمييز واضح بين الصواب والخطأ.

تباطؤ محتمل

على صعيد آخر، وخلال مكالمة مع المحللين، الشهر الماضي، سُئل هوانغ عن كيفية مساعدة شركته «نيفيديا» للعملاء في التغلب على تباطؤ محتمل، وما قد تكون العواقب على أعمالها. قال إن الأدلة أظهرت أنه لا يزال يتم تحقيق مكاسب، لكن الشركات كانت تختبر أيضاً عمليات وتقنيات جديدة على شرائح الذكاء الاصطناعي. وأضاف: «نتيجة لذلك، فإن الطلب على بنيتنا التحتية كبير حقاً». وعلى الرغم من ثقته في آفاق «نيفيديا»، فإن بعض أكبر عملاء الشركة يعترفون بأنهم يجب أن يستعدوا لاحتمال عدم تقدم الذكاء الاصطناعي بالسرعة المتوقَّعة.

وعن التباطؤ المحتمل قالت راشيل بيترسون، نائبة رئيس مراكز البيانات في شركة «ميتا»: «إنه سؤال رائع نظراً لكل الأموال التي يتم إنفاقها على هذا المشروع على نطاق واسع».

* خدمة «نيويورك تايمز»