ميانمار تلغي زيارة لأعضاء مجلس الأمن

قالت إن «الوقت ليس مناسباً» للاطلاع على أزمة الروهينغا

TT

ميانمار تلغي زيارة لأعضاء مجلس الأمن

أبلغت حكومة ميانمار أعضاء مجلس الأمن الدولي أن الشهر الجاري «ليس الوقت المناسب» لزيارة الوفد لأراضيها للاطلاع عن قرب على أزمة اللاجئين الروهينغا. وأعلن رئيس مجلس الأمن الدولي الحالي سفير الكويت لدى الأمم المتحدة منصور العتيبي الذي تتولى بلاده الرئاسة الشهرية للمجلس أن سلطات ميانمار لا تعارض الزيارة بحد ذاتها التي يمكن أن تجرى في مارس (آذار) أو أبريل (نيسان)، مضيفا «قالوا إن التوتر شديد في الولاية في الوقت الحالي، وهذه هي الأسباب التي قدمتها لنا سلطات ميانمار».
وأضاف أن «كل ما في الأمر هو أنهم يعتقدون أنه ليس الوقت المناسب للزيارة»، مشيرا إلى أن بإمكان من سيتولى لاحقا رئاسة المجلس تنظيم مثل هذه الزيارة. وتنتقل الرئاسة الشهرية لمجلس الأمن في مارس (آذار) إلى هولندا ثم إلى البيرو في أبريل (نيسان).
أعضاء آخرون في المجلس ربما ينظمون زيارة من هذا القبيل في مرحلة لاحقة، ربما في مارس أو أبريل... هم لم يرفضوها... هم يعتقدون أن هذا ليس الوقت المناسب للزيارة. وتابع «ينظمون حاليا زيارة للبعثات الدبلوماسية في ميانمار إلى ولاية راخين».
وكان المجلس المكون من 15 دولة حث في نوفمبر (تشرين الثاني) حكومة ميانمار على وقف الاستخدام المفرط للقوة في ولاية راخين وعبر عن «قلق بالغ إزاء تقارير عن انتهاكات لحقوق الإنسان واعتداءات».
وكان الجيش في ميانمار قد شن في أغسطس (آب) 2017 عملية عسكرية واسعة ضد أقلية الروهينغا المسلمة التي تقيم في شمال ولاية راخين (غرب)، بعد أن اتهمت مجموعات مسلحة من الروهينغا بمهاجمة مراكز شرطة في المنطقة. ونفت السلطات في ميانمار على الدوام ارتكاب فظائع، مؤكدة أن حملتها العسكرية تستهدف المسلحين الذين هاجموا قواتها الأمنية، غير أن الأمم المتحدة قالت بأن أعمال العنف ترقى إلى مستوى «التطهير العرقي» وربما تصل إلى «إبادة جماعية». واتهم شهود من الروهينغا ونشطاء حقوقيون قوات الأمن بارتكاب عمليات قتل واغتصاب وإحراق متعمد في راخين، ورفضت ميانمار هذه التهم ونفت كل المزاعم تقريبا. وأدت العملية العسكرية والفظائع التي رافقتها إلى فرار أكثر من 655 ألفا من الروهينغا إلى بنغلاديش المجاورة حيث رووا ما عاينوه من عمليات قتل واغتصاب وإحراق منازل. وطلب المجلس مرات عدة بالسماح بعودة الروهينغا إلى قراهم.
كما دعا بيان المجلس حكومة ميانمار إلى إتاحة الفرصة للمؤسسات الإعلامية لزيارة أي مكان في أنحاء البلاد دون عراقيل وضمان أمن وسلامة العاملين في وسائل الإعلام.
واعتقلت السلطات الصحافيين برويترز، وا لون (31 عاما) وكياو سوي أو (27 عاما) في 12 ديسمبر (كانون الأول) ووجهت لهما تهمة انتهاك قانون الأسرار الرسمية الذي يرجع إلى عهد الاستعمار البريطاني عام 1923. وكانا يعملان في تغطية رويترز للأزمة في ولاية راخين.
ودعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السلطات في ميانمار أمس الجمعة إلى الإفراج عن صحافيي رويترز المحتجزين، وذلك بعد يوم من رفض الإفراج عنهما بكفالة. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم المكتب في إفادة صحافية في جنيف «نكرر الدعوات للإفراج الفوري عنهما وإسقاط الاتهامات الموجهة لهما.... نشعر بقلق من التراجع الخطير لحرية التعبير في ميانمار».



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.