نقاد سينمائيون : «طلق صناعي» الأفضل حالياً

اتسمت أفلام السينما المصرية في موسم إجازة منتصف العام بـ«الوجبة الخفيفة والسريعة» التي تقدم للجمهور في ذلك الموسم السينمائي القصير، هذا ما أكده كثير من النقاد السينمائيين من خلال مشاهدتهم وتقييمهم للأفلام التي تم طرحها، والتي كان عددها سبعه أفلام.
وتعتبر إيرادات هذه الأفلام مؤشرا تقريبيا لمدى جودتها، والإقبال على مشاهدتها من قبل الجمهور. ومن الأفلام التي حققت أعلى الإيرادات في موسم منتصف العام هو فيلم «طلق صناعي» محققاً 6.950.132 مليون جنيه مصري (الدولار الأميركي يعادل 17.6 جنيه مصري)، يليه في المرتبة الثانية فيلم «عقدة الخواجة» بطولة حسن الرداد، وجاء في المرتبة الثالثة فيلم «رغدة متوحشة» بطولة رامز جلال، أما المرتبة الرابعة كانت من نصيب فيلم «إطلعولي بره» بطولة كريم محمود عبد العزيز، يليه فيلم «خلاويص» للفنان المصري أحمد عيد، بينما حققت أفلام «جدو نخنوخ» و«حليمو أسطورة الشواطئ» أقل الإيرادات لهذا الموسم، حيث تم رفع الأخير من معظم دور العرض السينمائي لقلة إيراداته، حيث حقق يوم 20 يناير (كانون الثاني) 285 جنيها مصريا، أي بما يعادل (16 دولارا أميركيا) تقريبا.
وتحدثت الناقدة السينمائية ماجدة خير الله لـ«الشرق الأوسط» عن تقييمها لأفلام موسم منتصف العام، وتقول: «للأسف لم أشاهد جميع الأفلام المعروضة لا سيما أنها احتوت على أفلام هدفها الترفيه عن الشباب وليست بها نظرة فنية محكمة، فعزفت عن مشاهدة معظمها، ولكني شاهدت فيلم «خلاويص» للفنان أحمد عيد، ووجدت أنه فيلم جيد به نظرة فنية وسينمائية ثاقبة، وهو يسير في نفس الاتجاه لأفلام أحمد عيد، فهو فيلم عائلي يحمل فكرة، ويتعمد «عيد» اشتراك طفل في أفلامه لجذب قطاع عريض من العائلات، وتم تقديم العمل بشكل جيد.
إلى ذلك، وتابعت «خير الله»: شاهدت أيضا فيلم «طلق صناعي» وهو فيلم أكثر كوميدية، به مجموعة من الأبطال مثل ماجد الكدواني وحورية فرغلي، وبه تنوعيه من مجموعة أفكار لأفلام سابقة مثل «الإرهاب والكباب» الذي قدمه عادل إمام، وفيلم «عسل أسود» الذي قدمه الفنان أحمد حلمي من قبل، فتضمن فكرة الشخص الذي تجعله الظروف إرهابيا بالصدفة، وكذلك قدم مضمونا عن الحنين لتراب الوطن، والفيلم به صبغة سياسية تم تقديمها بشكل جيد للغاية، فهو تحدث أيضا عن الظروف السيئة الموجودة في مصر ومدى تحمل الإنسان لها، وعلى الرغم من ذلك لا يستطيع أن يفارق البلاد، وهي فكرة سبق تقديمها، لكن العمل ككل متكامل فنيا، لافته أن فيلم «خلاويص» و«طلق صناعي» يعتبران من أقوى الأفلام التي عرضت في هذا الموسم، وتحفظت عن ترتيبهما، معتبره الاثنين في نفس المستوى الفني، لا يقل أحدهما عن الآخر.
فيلم «طلق صناعي» يدور حول زوجين، يريدان الحصول على تأشيرة أميركا من أجل أن تلد الزوجة ابنها على أرض أميركية، ويواجهان الكثير من الصعوبات للحصول على تلك التأشيرة.
ووصف الناقد السينمائي محمود قاسم لـ«الشرق الأوسط»، موسم أفلام منتصف العام، بأفلام المقاولات، والتي تهدف لتحقيق الربح المادي دون وجود فيلم سينمائي جيد، وقال: «هذا الموسم قد تعودنا أن يكون موسما خفيفا لأنه مقدم للطلاب والشباب، الذين يريدون الترفيه فقط، بعد الاختبارات الدراسية لمنتصف العام، وهو أشبه بأفلام المقاولات التي كانت تقدم في الماضي دون أي محتوى فني، ويعتبر فيلم (طلق صناعي) أفضلهم، إلى حد كبير».
وانتشرت أفلام المقاولات المصرية في فترة منتصف الثمانينات من القرن الماضي، وبالتحديد مع بداية عام 1984، حيث زاد عدد الأفلام المعروضة إلى 63 فيلماً، وهي عبارة عن أفلام بميزانيات محدودة ومستوى فني رديء، هدفها الربح المادي، جراء تعبئة شرائط فيديو وتصديرها إلى دول الخليج، ولكن مع نهاية الثمانينات وبداية التسعينات تراجعت بشكل ملحوظ وقل الإقبال عليها من دول الخليج.
وأيدت الناقدة السينمائية خيرية البشلاوي، وصف الناقد محمود قاسم، لأفلام منتصف العام، بأنها أفلام هدفها الربح المادي، وتحدثت لـ«الشرق الأوسط» عن تقييمها لهذا الموسم، مؤكدة أن فيلم «طلق صناعي» هو من أفضل الأفلام المعروضة، رغم وجود بعض الأخطاء الإخراجية، لكن كتجربة أولى للمخرج خالد دياب كانت جيدة، وقالت: «باقي الأفلام التي عرضت في الموسم نفسه مجرد أفلام خفيفة لا تحمل أي مضمون أو لمحة فنية، يستطيع من خلالها أن يقول الناقد رأيه بها».