العبادي يتمسك بتخفيض موازنة كردستان خلال جلسة برلمانية ساخنة

نائب يتوقع حلاً قريباً للخلافات حول قانون الموازنة

العبادي يتمسك بتخفيض موازنة كردستان خلال جلسة برلمانية ساخنة
TT

العبادي يتمسك بتخفيض موازنة كردستان خلال جلسة برلمانية ساخنة

العبادي يتمسك بتخفيض موازنة كردستان خلال جلسة برلمانية ساخنة

فشلت الجهود التي يقوم بها النواب الأكراد في مجلس النواب العراقي، في إقناع رئيس الوزراء حيدر العبادي، في زيادة حصة إقليم كردستان في موازنة العام الحالي 2018 إلى 17 في المائة، وهي الحصة الممنوحة للإقليم خلال السنوات السابقة.
وأشارت مصادر إلى أن العبادي أبلغ النواب الأكراد أن النسبة السابقة، كانت اتفاقا سياسيا، مخالفا للقواعد الدستورية التي توزع الحصص بما يتناسب مع عدد السكان في كل محافظة.
وحضر رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، أمس، إلى مبنى البرلماني العراقي لليوم الثاني تواليا في خطوة تهدف إلى استكمال جولته التفاوضية مع قوى التحالف الكردستاني وكتل أخرى معترضة على قانون الموازنة المالية لعام 2018.
ويواجه القانون الذي قدمته حكومة العبادي معارضة الكتل الكردستانية، التي تطالب بالحصول على استحصال نسبة 17 في المائة السابقة بدلا من نسبة 12 في المائة التي أقرتها الموازنة الحالية إلى جانب المطالبة بتخصيص أموال كافية لمعالجة رواتب موظفي الإقليم وقوات البيشمركة الكردية. وكذلك يواجه اعتراض الكتل السنية التي تطالب بتضمين الموازنة الاتحادية مواد إضافية تتعلق بدفع رواتب موظفي المحافظات والمناطق المحررة المتراكمة التي قطعت بعد سيطرة تنظيم داعش بعد يونيو (حزيران) 2014 عليها، وأيضا يطالبون بتخصيص وظائف حكومية حرم منها سكان المناطق في سنوات سيطرة «داعش» عليها، إلى جانب موارد مالية إضافية لإعادة أعمار تلك المدن. ويواجه قانون الموازنة أيضا، معارضة نواب عن المحافظات المنتجة للنفط والغاز الذين يقترحون تخصيص 5 في المائة عن كل برميل للمحافظات المنتجة للنفط بدلا من خمسة دولارات.
واجتمع العبادي في القاعة الدستورية أمس، مع ممثلي عن الكتل الكردستانية ورئيس وأعضاء اللجنة المالية النيابية وعدد من رؤساء الكتل بحضور نائب رئيس البرلمان آرام شيخ محمد الذي تولى مهام إدارة الاجتماع بين رئيس الوزراء حيدر العبادي والكتل الكردستانية. ويتوقع أن يعقد اجتماعات لاحقة مع ممثلي القوى السنية ونواب عن المحافظات المنتجة للنفط. وأبلغت مصادر صحافية من مجلس النواب «الشرق الأوسط» أن العبادي أقر بوجود «ضغوط من مواطني الإقليم» بشأن قضية توزيع الرواتب وأن الحكومة بانتظار نتائج لجان الرواتب المشكلة في مجالات الصحة والتربية والمطارات وغيرها.
وتشير المصادر إلى أن العبادي تحدث مع ممثلي الأكراد بشأن نسبة الـ17 في المائة من الموازنة التي يطالبون بها، وأبلغهم أنها كانت «مجرد اتفاق سياسي معمول به في السابق وأن العدالة والإنصاف يقتضيان عدم وجودها في الموازنة الحالية».
من جانبه، توقع عضو اللجنة المالية جبار العبادي أن تتوصل المفاوضات حول قانون الموازنة إلى صيغة حل في القريب العاجل، وقال العبادي لـ«الشرق الأوسط» إن «الأمور تسير بشكل جيد حول قانون الموازنة، صحيح أن المفاوضات مع الكتل المعترضة لم تحسم بشكل نهائي، لكن تقدما واضحا حدث خلال اليومين الأخيرين والأمر ما زال بحاجة إلى بعض اللمسات».
وكشف النائب العبادي عن أن المفاوضات مع الكتل الكردية التي أجراها رئيس الوزراء حيدر العبادي أمس استغرقت وقتا طويلا، لذلك سيكون هناك لقاء آخر الأسبوع المقبل بين رئيس الوزراء والكتل السنية.
وأشار جبار العبادي إلى أن «حديث رئيس الوزراء مع الأكراد تركز على اختيار النسبة السكانية في توزيع الموازنة هو خيار دستوري وعادل ويشمل جميع المحافظات، وإن اعتمد خيار الحرمان والحاجة مثلا، فستقل نسبة الأموال المخصصة للإقليم».
بدورها، أكدت عضو اللجنة المالية النيابية ماجدة التميمي، أمس، أن لجنتها ناقشت مع وكيلي المالية والتخطيط تعديل بعض المواد الخلافية في الموازنة.
وقالت التميمي في بيان صادر، إن اللجنة اجتمعت مع وكيل وزير المالية ووكيل وزير التخطيط فضلاً عن عدد من نواب تحالف القوى لـ«تعديل بعض مواد الموازنة لحل المسائل الخلافية في الموازنة العامة للبلاد»، مبينة أن «الاجتماع يبحث طلبات اتحاد القوى المتمثلة في توزيع مبالغ نقدية بدلاً من المواد التموينية التي لم تسلم إلى سكان المحافظات والمناطق التي كانت خاضعة لسيطرة عصابات (داعش) الإرهابية». وأوضحت أن الاجتماع طرح «تدوير تخصيصات النازحين لعام 2016 المحفوظة بصيغة أمانات للنازحين وتضاف إلى تخصيصات السنة المالية الحالية للمناطق التي خضعت لسيطرة عصابات (داعش) الإرهابية لغرض إعادة الاستقرار على أن توزع حسب النسبة السكانية لهذه المناطق».
وبشأن آخر يتعلق بالعلاقة بين بغداد وأربيل، أعلنت حكومة إقليم كردستان، أن وفد الحكومة الاتحادية الذي زار الإقليم مؤخراً توصل مع حكومة كردستان إلى «اتفاق مبدئي» حول ست نقاط موضع خلاف بين الجانبين.
وقال المتحدث باسم الحكومة سفين دزئي في مؤتمر صحافي عقده، أمس: «نحن ننتظر موافقة رئيس الوزراء حيدر العبادي عليها». ولم يذكر دزئي بالتفصيل طبيعة النقاط الست المتفق عليها مع بغداد، لكنه أشار إلى وجود «تفهّم» من الحكومة الاتحادية بشأن ملف النفط. معتبراً الأزمة بين بغداد وأربيل «انتهت» بعد زيارة رئيس وزراء الإقليم نيجيرفان البارزاني الأخيرة إلى بغداد.



خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
TT

خطوات يمنية لمحاسبة مسؤولين متهمين بالفساد

الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)
الحكومة اليمنية تراهن على قطاعي النفط والاتصالات لتحسين الإيرادات (إعلام محلي)

في خطوة إضافية نحو مكافحة الفساد ومنع التجاوزات المالية، أحال رئيس الوزراء اليمني، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، رئيس إحدى المؤسسات النفطية إلى النيابة للتحقيق معه، بعد أيام من إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة الفساد.

تأتي الخطوة متزامنة مع توجيه وزارة المالية خطاباً إلى جميع الجهات الحكومية على المستوى المركزي والسلطات المحلية، أبلغتها فيه بالامتناع عن إجراء أي عقود للشراء أو التزامات مالية جديدة إلا بعد الحصول على موافقة مسبقة من الوزارة.

الخزينة اليمنية خسرت نحو 3 مليارات دولار نتيجة توقف تصدير النفط (إعلام محلي)

وقال بن مبارك في حسابه على «إكس» إنه أحال ملفاً جديداً في قضايا الفساد إلى النائب العام، ضمن إجراءات مستمرة، انطلاقاً من التزام الحكومة المطلق بنهج مكافحة الفساد وإعلاء الشفافية والمساءلة بوصفه موقفاً وليس مجرد شعار.

وأكد أن الحكومة والأجهزة القضائية والرقابية ماضون في هذا الاتجاه دون تهاون، مشدداً على أنه لا حماية لمن يثبت تورطه في نهب المال العام أو الفساد المالي والإداري، مهما كان موقعه الوظيفي.

في السياق نفسه، أوضح مصدر حكومي مسؤول أن مخالفات جديدة في قضايا فساد وجرائم تمس المال العام تمت إحالتها إلى النائب العام للتحقيق واتخاذ ما يلزم، من خلال خطاب وجّه إلى النيابة العامة، يتضمن المخالفات التي ارتكبها المدير التنفيذي لشركة الاستثمارات النفطية، وعدم التزامه بالحفاظ على الممتلكات العامة والتصرف بشكل فردي في مباحثات تتعلق بنقل وتشغيل أحد القطاعات النفطية.

وتضمن الخطاب -وفق المصدر- ملفاً متكاملاً بالمخالفات التي ارتكبها المسؤول النفطي، وهي الوقائع التي على ضوئها تمت إحالته للتحقيق. لكنه لم يذكر تفاصيل هذه المخالفات كما كانت عليه الحال في إحالة مسؤولين في مصافي عدن إلى المحاكمة بتهمة التسبب في إهدار 180 مليون دولار.

وجدّد المصدر التزام الحكومة المُطلق بالمحافظة على المال العام، ومحاربة جميع أنواع الفساد، باعتبار ذلك أولوية قصوى. وأشار إلى أن القضاء هو الحكم والفيصل في هذه القضايا، حتى لا يظن أحد أنه بمنأى عن المساءلة والمحاسبة، أو أنه فوق القانون.

تدابير مالية

في سياق متصل بمكافحة الفساد والتجاوزات والحد من الإنفاق، عمّمت وزارة المالية اليمنية على جميع الجهات الحكومية عدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة إلا بعد موافقتها على المستويات المحلية والمركزية.

تعميم وزارة المالية اليمنية بشأن ترشيد الإنفاق (إعلام حكومي)

وذكر التعميم أنه، وارتباطاً بخصوصية الوضع الاقتصادي الراهن، واستناداً إلى قرار مجلس القيادة الرئاسي رقم 30 لعام 2022، بشأن وضع المعالجات لمواجهة التطورات في الوضع الاقتصادي والمالي والنقدي، وفي إطار دور وزارة المالية بالموازنة بين النفقات والإيرادات، فإنها تهيب بجميع الجهات المشمولة بالموازنة العامة للدولة والموازنات الملحقة والمستقلة الالتزام بالإجراءات القانونية وعدم الدخول في أي التزامات جديدة أو البدء في إجراءات عملية الشراء إلا بعد أخذ الموافقة المسبقة منها.

وأكد التعميم أن أي جهة تُخالف هذا الإجراء ستكون غير مسؤولة عن الالتزامات المالية المترتبة على ذلك. وقال: «في حال وجود توجيهات عليا بشأن أي التزامات مالية فإنه يجري عرضها على وزارة المالية قبل البدء في إجراءات الشراء أو التعاقد».

دعم صيني للإصلاحات

وناقش نائب محافظ البنك المركزي اليمني، محمد باناجة، مع القائم بالأعمال في سفارة الصين لدى اليمن، تشاو تشنغ، مستجدات الأوضاع المتعلقة بتفاقم الأزمات المالية التي يشهدها اليمن، والتقلبات الحادة في أسعار الصرف التي تُعد نتيجة حتمية للوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، والذي أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي والمالي.

وأعاد المسؤول اليمني أسباب هذا التدهور إلى اعتداء «ميليشيات الحوثي» على منشآت تصدير النفط، ما أدى إلى توقف التصدير، الذي يُعد أهم مصدر لتمويل خزينة الدولة بالنقد الأجنبي، والذي تسبب في مضاعفة العجز في الموازنة العامة وميزان المدفوعات.

نائب محافظ البنك المركزي اليمني خلال لقائه القائم بالأعمال الصيني (إعلام حكومي)

وخلال اللقاء الذي جرى بمقر البنك المركزي في عدن، أكد نائب المحافظ أن إدارة البنك تعمل جاهدة على تجاوز هذه التحديات، من خلال استخدام أدوات السياسة النقدية المُتاحة. وأشار إلى استجابة البنك بالكامل لكل البنود المتفق عليها مع المبعوث الأممي، بما في ذلك إلغاء جميع الإجراءات المتعلقة بسحب «نظام السويفت» عن البنوك التي لم تنقل مراكز عملياتها إلى عدن.

وأعاد المسؤول اليمني التذكير بأن الحوثيين لم يتخذوا أي خطوات ملموسة، ولم يصدروا بياناً يعبرون فيه عن حسن نياتهم، في حين أكد القائم بأعمال السفارة الصينية دعم الحكومة الصينية للحكومة اليمنية في كل المجالات، ومنها القطاع المصرفي، للإسهام في تنفيذ الإصلاحات.