منظمة التحرير وفصائل فلسطينية ترفض القرار الأميركي حول هنية

TT

منظمة التحرير وفصائل فلسطينية ترفض القرار الأميركي حول هنية

رفضت منظمة التحرير الفلسطينية قرار الولايات المتحدة الأميركية إدراج رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية على قائمة الإرهاب الدولي.
وقال صائب عريقات، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن المنظمة ترفض وتستنكر القرار الأميركي إدراج هنية على قوائم الإرهاب، داعياً إلى إزالة أسباب الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، وذلك للحفاظ على المشروع الوطني الفلسطيني، ولمواجهة المخططات الهادفة لتصفية هذا المشروع.
ويشكل موقف المنظمة تحدياً فلسطينياً آخر للولايات المتحدة، في ظل الأزمة المتعلقة بالاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل، وقد تجنبت المنظمة في أوقات سابقة التعليق على قرارات مشابهة.
ولقي القرار الأميركي غضباً واسعاً في الأراضي الفلسطينية. وفي حين توالت ردود الفعل الفلسطينية المنددة بإدراج هنية على القائمة السوداء للإرهاب، عد هنية الأمر وسام شرف، ونقل نجله، محمد إسماعيل هنية، عن والده قوله لمصلين في صلاة الفجر في غزة، رداً على سؤال حول القرار الأميركي اعتباره إرهابياً: «إنه وسام شرف».
كانت الولايات المتحدة قد أدرجت هنية على القائمة السوداء الخاصة بـ«الإرهاب»، إلى جانب 3 حركات فلسطينية ومصرية، هي: «حركة الصابرين» الفلسطينية التي «تنشط في قطاع غزة والضفة الغربية»، و«لواء الثورة» الذي ظهر في مصر عام 2016، ومنظمة «حسم» المصرية التي نشأت عام 2015.
واتهمت الخارجية الأميركية هنية بالارتباط بصلات وثيقة مع الجناح العسكري لحماس، وتأييد العمل المسلح، بما في ذلك ضد المدنيين الإسرائيليين.
وقالت الخارجية الأميركية إن هنية «يشتبه بضلوعه في هجمات إرهابية على إسرائيليين»، وإن حركته «مسؤولة عن مقتل 17 أميركياً في هجمات إرهابية».
ويعني القرار الأميركي فرض «عقوبات» مالية وقانونية، كالتي فُرضت على مواطنين أجانب «تبين أنهم نفذوا أعمالاً إرهابية، أو يستعدون للقيام بذلك»، ويشمل ذلك تجميد كل الأصول والممتلكات والأرصدة المحتملة.
وأصدرت حركة حماس بياناً عدت فيه القرار الأميركي تطوراً خطيراً «وخرقاً للقوانين الدولية التي منحت شعبنا الفلسطيني حقه في الدفاع عن نفسه ومقاومة الاحتلال واختيار قيادته».
وقالت الحركة: «هذا القرار يدلل على الانحياز الأميركي الكامل لصالح الاحتلال الإسرائيلي، ويوفر غطاءً رسمياً للجرائم الإسرائيلية بحق شعبنا الفلسطيني، ويشجع على استهداف رموزه وعناوينه وقيادته».
ونددت قوى وفصائل فلسطينية بشكل واسع بقرار إدراج هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، على قوائم الإرهاب الأميركية.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، الشيخ نافذ عزام، إن القرار يمثل وسام شرف، ويؤكد من جديد انحياز الإدارة الأميركية الأعمى لإسرائيل، ووقوفها ضد الشعب الفلسطيني بشكل خاص، وضد الأمة العربية والإسلامية بشكل عام. ووصف كايد الغول، القيادي في الجبهة الشعبية، القرار الأميركي بأنه تعبير عن معاداة الشعب الفلسطيني.
أما الجبهة الديمقراطية، فقالت إن القرار الجائر يأتي استكمالاً للخطوات الأميركية المعادية للشعب والقضية والحقوق الوطنية الفلسطينية، ويصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل عدوانه على شعبنا الفلسطيني.



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.