نتنياهو يدشن «شارع أبرتهايد» في الضفة الغربية

الجيش الإسرائيلي يقتل فتى فلسطينياً في مواجهات قرب رام الله

نتنياهو يدشن «شارع أبرتهايد» في الضفة الغربية
TT

نتنياهو يدشن «شارع أبرتهايد» في الضفة الغربية

نتنياهو يدشن «شارع أبرتهايد» في الضفة الغربية

دشن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير المواصلات، يسرائيل كاتس، أمس الثلاثاء، أول شارع من سلسلة شوارع جديدة في الضفة الغربية سيكون استخدامها مقصوراً على المستوطنين اليهود.
والشارع الجديد «رقم 55» جاء للالتفاف على قرية «النبي إلياس» شمال الضفة الغربية، وهدفه الالتفاف على هذه القرية وغيرها من قوى المنطقة ويقع بين محافظتي قلقيلية وطولكرم. والهدف منه هو منع الاحتكاك بين المستوطنين والفلسطينيين، ولذلك يعده الفلسطينيون «شارع أبرتهايد»، وهو واحد من سلسلة شوارع مماثلة في الضفة الغربية يتم تعبيدها للمستوطنين.
وقال نتنياهو خلال قص الشريط أمس: «عدنا إلى السامرة. هنا قلب إسرائيل». وأضاف: «هذا الشارع جزء من مشروع كبير تعمل إسرائيل على إنشائه سيضم عدة شوارع التفافية تستخدم للمستوطنين في الضفة الغربية. سنربط إسرائيل من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب بخطوط مواصلات وأنفاق وسكك قطارات».
من جهة ثانية، صادق الكنيست ليلة أمس بالقراءة الأولى على مشروع قانون قدمته كتلة «البيت اليهودي» (التي تضم حزبين استيطانيين)، ينص على إحلال القانون الإسرائيلي على مؤسسات التعليم العالي التي يقيمها الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة، وإلغاء ما سمي «المجلس للتعليم العالي في الضفة الغربية». وتأتي هذه الخطوة أيضا لترخيص إقامة كلية للطب في جامعة «أرئيل» بمستوطنة «أرئيل»، وذلك ضمن سلسلة من القوانين التي تهدف لخلق ما يسمى «الضم الزاحف» للمستوطنات التي أقيمت على أراضي الضفة الغربية. وقد صوت لصالح القانون 24 عضواً في الكنيست، مقابل معارضة 19 عضواً.
في غضون ذلك، يبدأ الجيش الإسرائيلي، في الأيام المقبلة، نشر قوات في عدد من أحياء مدينة القدس الشرقية المحتلة، متحملاً بذلك المسؤولية الأمنية عنها، كجزء من إعادة انتشار الجيش في منطقة «غلاف القدس». ويُفترض أن يظهر تأثير الانتشار العسكري أساساً في حي كفر عقب (شمال القدس)، فيما يأمل الجيش أن تقوم الشرطة بمعظم الأنشطة الأمنية في مخيم شعفاط للاجئين.
وأوضح الجيش أنه لن يتسلم الصلاحيات المدنية في هذه المناطق، لكن الأمر سيقود إلى نشر الجنود بين السكان الذين يحمل غالبيتهم بطاقة الهوية الزرقاء التي تعطى للمقيمين. وقال الناطق العسكري العميد رونين مانيليس إن هناك زيادة في عدد من سماهم «الإرهابيين» الذين يحملون بطاقات هوية زرقاء، ما استدعى إعادة نشر القوات في مناطق «غلاف القدس».
يذكر أن نقل المسؤولية الأمنية من الشرطة إلى الجيش يثير اعتراضا لدى المستوطنين، لأن هذه الأحياء كانت قد ضمت إلى حدود إسرائيل، خلافاً للضفة الغربية، حيث يطبق مبدأ «السيطرة الحربية»، الذي يمنح السلطات العسكرية صلاحيات قضائية وإدارية عريضة. وأوضحت المؤسسة الأمنية أن الهدف ليس تغيير وضع الأحياء أو الفلسطينيين الذين يعيشون هناك. ووفقاً للتقديرات، يعيش في أحياء القدس الشرقية على الجانب الآخر من السياج، بين 100 - 150 ألف شخص، يحمل نحو نصفهم أو ثلثيهم بطاقات الهوية الإسرائيلية ومكانة المقيمين الدائمين. وبسبب الانفصال المادي عن المدينة، نادراً ما يتلقى سكان الأحياء خدمات من البلدية، وأصبحوا محوراً للإهمال والبناء غير المنظم والجريمة.
ونقلت وكالة «رويترز» عن وزارة الصحة الفلسطينية قولها إن فلسطينياً في السادسة عشرة من عمره قتل برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات في قرية المغير بالضفة الغربية. وأضافت الوزارة في بيان: «استشهد الطفل ليث هيثم أبو نعيم (16 عاماً) متأثراً بجروح خطيرة أصيب بها في قرية المغير شمال شرقي رام الله».
وقال فرج النعسان رئيس مجلس محلي المغير لـ«رويترز» عبر الهاتف: «اقتحم جيش الاحتلال البلدة ووقعت مواجهات. أطلقوا (جنود الاحتلال) النار على الفتى من مسافة قريبة. أصابوه في عينه وخرجت الرصاصة من رأسه. تم نقله إلى مجمع فلسطين الطبي في رام الله». ولم يصدر بيان فوري من الجيش الإسرائيلي حول مقتل الفتى.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».