إسلام آباد تطلق حملة لمكافحة «الدعاية العدائية» ضدها في واشنطن

TT

إسلام آباد تطلق حملة لمكافحة «الدعاية العدائية» ضدها في واشنطن

أعلنت الحكومة الباكستانية والجالية الباكستانية في الولايات المتحدة، في ضوء الموجة المتزايدة من المشاعر المعادية لباكستان في واشنطن، عن قرارها شن حملة لمكافحة الدعاية العدائية ضدها، رغم اعتقاد وتفهم وزارة الخارجية الباكستانية أن التدهور الراهن في العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة الأميركية هي مرحلة مؤقتة سرعان ما سوف تتجاوزها الدولتان.
كما أحاطت وزارة الخارجية الباكستانية كذلك رئيس الوزراء شهيد خاقان عباسي بأن تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب المناهضة لباكستان لا يمكن اعتبارها من قبيل السياسات الأميركية الرسمية حيال إسلام آباد.
وفي أعقاب تغريدات مماثلة مناهضة لباكستان، علقت الإدارة الأميركية كافة المساعدات الأمنية الممنوحة للجيش الباكستاني وغيره من الأجهزة الأمنية في البلاد. ولقد أبلغت الخارجية الباكستانية حكومة البلاد بأن التعاون والتنسيق العسكري بين البلدين مستمر مع واشنطن في مجالات أخرى من دون أي عوائق.
وتواصل الخارجية الباكستانية اتصالاتها مع الخارجية الأميركية، مع استمرار تبادل الزيارات على مستوى كبار المسؤولين، والتعاون الاستخباراتي كما هو من دون انقطاع.
بيد أن وزارة الخارجية الباكستانية تعتقد أن الدعاية المستمرة واسعة النطاق ضد باكستان في واشنطن من شأنها أن تلحق الضرر بالعلاقات الأميركية الباكستانية على المدى البعيد. ويعتقد المسؤولون الباكستانيون أن هذه الدعاية العدائية ضد باكستان جاءت نتيجة للتغريدات المناهضة لباكستان التي أطلقها الرئيس الأميركي مؤخرا.
ولقد أشار سفير باكستان لدى واشنطن إعزاز أحمد شودري إلى أن تدهور العلاقات الباكستانية الأميركية كان مرحلة مؤقتة وسرعان ما سوف ينقضي أثرها، وقال: «نريد للجميع أن يروا باكستان على حقيقتها، الدولة التي تضم 200 مليون نسمة، مع الطبقة الوسطى الكبيرة والحيوية، والساعية لأن تضطلع بدور كبير وفعال في المجتمع الدولي».
ويعمل زعماء الجالية الباكستانية في الولايات المتحدة على حشد الجهود والرأي العام داخل الجالية لمكافحة هذه الدعاية العدائية ضد باكستان. وفي اجتماعاتها أطلق المشاركون حملة لجمع الأموال لمواجهة الدعاية المناهضة لباكستان، والتي بلغت مستوى جديدا في أعقاب تغريدة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في رأس السنة الجديدة.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.