نائب لبناني يطالب بـ«تعليق اقتراع المجنسين»

قال إنه لا يلائم مقتضيات العيش المشترك

النائب نعمة الله أبي نصر
النائب نعمة الله أبي نصر
TT

نائب لبناني يطالب بـ«تعليق اقتراع المجنسين»

النائب نعمة الله أبي نصر
النائب نعمة الله أبي نصر

طالب عضو تكتل «التغيير والإصلاح» النائب نعمة الله أبي نصر بـ«تعليق اقتراع المجنسين» الذين حصلوا على الجنسية اللبنانية في عام 1994؛ «ريثما يبت نهائيا بالطعن بمرسوم التجنيس» الذي تقدم به أبي نصر وزملاء له قبل سنوات، وحرك الملف مطلع الشهر الحالي مطالباً وزارة الداخلية بنزع الجنسية «عمن اكتسبها بغير وجه حق».
ويأتي تصريح أبي نصر في ظل المناكفات التي تسبق الانتخابات النيابية المقبلة. وعدّ أبي نصر في بيان صادر عن مكتبه الإعلامي أن «منح الجنسية اللبنانية للفلسطينيين ولسواهم يتعارض مع مبدأ رفض التوطين، ويخل بصورة فاضحة بالتوازن الديموغرافي العددي ويزيده تفاقما وتعقيدا حسبما حصل في مرسوم التجنيس المطعون فيه».
ورأى أبي نصر أن «اقتراع المجنسين في الانتخابات النيابية المقبلة يساهم سلبا في عدم ملاءمة مقتضيات العيش المشترك، في المناصفة والتساوي وفعالية التمثيل النيابي الصحيح، كل ذلك بفعل الخلل الديموغرافي العددي الخطير والمقصود أحيانا بين أبناء الشعب الواحد؛ مسيحيين ومسلمين، والحاصل بفعل التجنيس والتوطين والتهجير وهضم حقوق لبنانيي الانتشار، وما شابه من أساليب التلاعب بديموغرافية البلد». وأضاف: «لذلك، وجب تعليق اقتراع المجنسين ريثما يبت نهائيا بالطعن بمرسوم التجنيس».
ومنح مرسوم التجنيس في عام 1994 الجنسية اللبنانية لنحو 300 ألف شخص. وبحسب أبي نصر، الذي رأى في وقت سابق أن المرسوم المطعون فيه «منح الجنسية خلافا لما نص عليه الدستور لـ71747 فلسطينيا، أسماؤهم واردة بوضوح في المرسوم، تحت عنوان (مكتومي القيد) أو (جنسيات قيد الدرس)».
ويتحدث أبي نصر، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، عن ملف حقوق المغتربين واستعادة الجنسية، الذي يعد أبي نصر عرّابه، فيشرح النائب قائلاً: «سبق أن تقدّمت باقتراح قانون استعادة الجنسية للمغتربين المتحدّرين من أصل لبناني بتاريخ 10 - 9 - 2003. وبعد دراسات مستفيضة من قبل اللجان النيابية؛ الإدارة والعدل ولجنة الدفاع والبلديات واللجان المشتركة، أقر المشروع معدّلاً نتيجة تسوية بين (التيار الوطني الحرّ) و(القوات اللبنانية) ومعارضي الاقتراح، وصدر بتاريخ 24 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، برقم 41 - 2015، ولكنه تضمّن شروطاً تطبيقية ليس من السهل تنفيذها؛ إنْ من ناحية المهل وإن من ناحية اللجنة المؤلفة من قاضٍ ومدير عام وزارة الخارجية ومدير عام الأحوال الشخصية، بدليل أنه مرّت سنتان حتى الآن على صدور القانون ولم يستفد منه أكثر من 600 شخص، وهو ما يقتضي تعديل بعض الشروط والمهل التي نصّ عليها القانون».
وفي خضم السجال حول التمديد لمهلة تسجيل المغتربين للمشاركة في الانتخابات، لفت أبي نصر إلى أنه لو ترك الباب مفتوحاً لفترة أطول أمام المغتربين، لكان عدد من سجّل نفسه في لوائح الاقتراع قد ارتفع أكثر من العدد الحالي.
وعن مشاركة المغتربين في الانتخابات النيابية المقبلة، أوضح أن «القانون الذي أعطى المنتشرين حقّ المشاركة في الانتخابات اقتراعاً في بلدان الانتشار هو خطوة متقدّمة تنتظر استكمالها لتخصيص مقاعد للمغتربين. مشاركة المغتربين فرصة كبيرة للمقيمين، لأنها ستحمل معها أفكاراً جديدة وحماسة جديدة ستنعكس إيجاباً على الاقتصاد والاستثمارات».
وفي سياق آخر، أكد أبي نصر أن «تفاهم معراب» بين «القوات اللبنانية» و«التيار الوطني الحر» ليس مجرّد اتفاق سياسي، «بل هو مصالحة بين قوّتين سياسيتين مسيحيتين». ولم يستبعد أبي نصر أن تشهد العلاقة بين القوتين المسيحيتين (التيار والقوات) صعوداً وهبوطاً قبل الانتخابات النيابية في مايو (أيار) المقبل، وأضاف: «بعدما مرّت علاقتهما بمراحل سيئة خلال الحرب، جاء الاتفاق الذي هو وليد إرادة الناس الذين توصّلوا إلى اقتناع بأن الانقسامات تجرّ الويلات. بهذا المعنى، جوهر (اتفاق معراب) لا يتغيّر. أما العلاقة السياسية بين (التيار) و(القوات)، فهي كأي علاقة بين حزبين؛ تحكمها المصالح، وتتحكّم بها الظروف والهبّات الباردة والساخنة؛ قد نشهد كثيراً من الصعود والهبوط في هذه العلاقة قبل حصول الانتخابات النيابية، لكنّني مقتنع بأن الطرفين ملتزمان بالتفاهم الذي كانت له إيجابياته في الحياة الوطنية».
وعبّر عن أمله في «أن يكون (تفاهم معراب) مدخلاً لتفاهم مسيحي شامل يؤسّس لتفاهم وطني شامل، علّه يشكّل الدرع الواقية من كلّ الأخطار التي تحيط بهذا الوطن الصغير بمساحته، الكبير بالرسالة الإنسانية الملقاة على عاتقه».



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.