النفايات تجتاح شاطئ كسروان والجميل يطالب بتحرك القضاء

TT

النفايات تجتاح شاطئ كسروان والجميل يطالب بتحرك القضاء

اجتاحت النفايات نتيجة العاصفة الطبيعية التي شهدها لبنان الأسبوع الماضي، شاطئ كسروان الممتد من منطقة نهر الكلب وصولاً إلى معمل زوق مصبح بعدما قذفتها الأمواج من مكبي الكوستابرافا وبرج حمود.
وحمّل رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل الذي جال على الشاطئ المذكور السلطة المسؤولية، داعياً الشعب اللبناني إلى المحاسبة في الانتخابات النيابية. ولفت إلى أن «المياه دخلت المطامر وجرفت معها النفايات، وبالتالي فكل البحر ممتلئ بهذه النفايات».
وطالب الجميل بـ«تحرك القضاء وباستقالة وزير البيئة الذي جال في المكان دون اتخاذ أي تدبير»، كما طالب «بتحميل المسؤولية إلى مجلس الإنماء والإعمار وباستقالة رئيسه وأعضائه لأنهم مسؤولون عن تنفيذ العقد». وأضاف: «المسؤولية الكبرى نحملها لكل أعضاء الحكومة وكل السلطة التي دافعت عن المطامر البحرية». وتساءل: «هل يُعقل تحويل لبنان إلى مزبلة كبرى؟».
وناشد رئيس «الكتائب» القضاة الذين ينظرون في القضية «إيقاف الكارثة»، وقال: «نحن كنا قد طرحنا البدائل كالمعالجة والطمر في السلسلة الشرقية»، مشيراً إلى أن «هناك طرقاً عدة والمهم أن يتخذوا خياراً ويسيروا به».
وأكد أنه وعلى الرغم من أن الخطة التي أقرتها الحكومة كانت تعتمد إنشاء معامل لمعالجة النفايات قبل طمرها، فحتى الساعة «لا معمل قيد الإنشاء، كما لم يتم تلزيم أي معمل ولا مشروع معمل حتى... وقد طفح الكيل»، لافتاً إلى أن «قرار توسيع برج حمود لم يتخذ، لأن لا توافق سياسياً حول ذلك، ولأن الانتخابات قريبة».
ورد مجلس الإنماء والإعمار على الجميل، فأكد «استحالة أن تكون النفايات انتقلت من مطمري برج حمود - الجديدة والغدير (الكوستابرافا) إلى شاطئ كسروان»، لافتاً في بيان إلى أنهما «محميان بمنشآت خرسانية يستحيل معها أن تدخل مياه البحر إليهما». ورجح أن تكون هذه النفايات قد حملتها الأمواج من «المكبات العشوائية التي تعود إلى أيام أزمة النفايات».
أما وزير البيئة طارق الخطيب فاكتفى بالقول إنه سيرسل فريقاً بيئياً مختصاً للكشف على ما حصل على شاطئ كسروان، «ومن ثم يبنى على الشيء مقتضاه».
وكان مجلس الوزراء اتخذ أخيراً قراراً جديداً بتوسعة مطمر الكوستابرافا الذي شارف على بلوغ سعته القصوى، كما قرر إنشاء مطمر جديد في طرابلس شمال لبنان. وكانت الحكومة اللبنانية قررت في عام 2016 إعادة فتح المطامر مؤقتاً لمعالجة أزمة النفايات التي اجتاحت المناطق اللبنانية بوقتها، لكنّها أرفقت قرارها بالموافقة على إنشاء مركزين مؤقتين للمعالجة والطمر الصحي وتخصيص مبالغ مالية لتغطية مشاريع إنمائية في البلدات المحيطة بالمطامر، إلا أنه وبسبب عدم الاعتماد على المعالجة والفرز والانكباب على الطمر فقط، بلغت المطامر سعتها القصوى قبل الموعد المحدد ما جعل الحكومة تبحث في توسيع المطامر من جديد.
وكشفت منظمة «هيومن رايتس ووتش» قبل شهرين وجود 617 مكباً للنفايات الصلبة البلدية في جميع أنحاء لبنان لا تخضع للرقابة، لافتة إلى أن أكثر من 150 منها تُحرَق أسبوعياً على الأقل.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.