إسرائيل تواجه المقاطعة الفلسطينية لبنس باستقبال حافل

العرب في الكنيست سينسحبون من الجلسة وقادة الكنائس يرفضون لقاءه

فلسطينيون يجتازون أحد حراس الحدود الإسرائيليين في القدس القديمة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يجتازون أحد حراس الحدود الإسرائيليين في القدس القديمة أمس (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تواجه المقاطعة الفلسطينية لبنس باستقبال حافل

فلسطينيون يجتازون أحد حراس الحدود الإسرائيليين في القدس القديمة أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يجتازون أحد حراس الحدود الإسرائيليين في القدس القديمة أمس (أ.ف.ب)

قررت الحكومة الإسرائيلية استغلال المقاطعة الفلسطينية لزيارة نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، حتى النهاية، واستقباله كـ«صديق حميم ومخلص»، في اليومين المقرر أن يمكث فيهما في القدس.
وبالإضافة إلى لقاءاته الاحتفالية مع كل من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ورئيس الدولة رؤوبين ريفلين، ورئيس البرلمان يولي ادلشتاين، سيكون بنيس أول مسؤول في موقع «نائب رئيس» يتاح له أن يلقي خطاباً أمام الكنيست (البرلمان الإسرائيلي). فمثل هذه الخطابات أتيحت حتى الآن فقط للملوك والرؤساء الذين تستضيفهم إسرائيل. وستحتفي به كتل الائتلاف الحاكم وغالبية المعارضة. ثم يزور بنس، غداً الثلاثاء، متحف الكارثة لضحايا النازية. ويختتم زيارته في «حائط المبكى» (البراق) في القدس الشرقية، كما كان الرئيس دونالد ترمب قد فعل من قبله، في مايو (أيار) الماضي. ولن يصحبه في الزيارة أي مسؤول إسرائيلي رسمي، وتعتبر زيارته «خاصة»، حتى لا يسجل عليه أنه يعترف بسيادة إسرائيلية على القدس المحتلة.
وقد أعلنت الشرطة والمخابرات الإسرائيلية حالة استنفار أمني قصوى، منذ نهاية الأسبوع، لحماية هذه الزيارة. وأجرت أمس تدريباً على ترتيبات تنقلات بنس ما بين مطار اللد والطريق إلى القدس وداخل المدينة نفسها، خلال اليومين.
ومع أن أحد أهم أهداف زيارة بنس، وفقاً للناطق بلسان البيت الأبيض، هو «البحث في كيفية مساعدة الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط»، فقد قرر رؤساء الكنائس المسيحية الفلسطينية في القدس وبيت لحم من جميع الطوائف، مقاطعته، ورفضوا عروضاً شتى للالتقاء به، وذلك احتجاجاً على قرار الإدارة الأميركية، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقررت «القائمة المشتركة»، التي تضم جميع الأحزاب العربية الوطنية في إسرائيل (فلسطينيي 48)، أن ينسحب نوابها الـ13 من جلسة الكنيست، اليوم، حال صعود بنس إلى المنصة لإلقاء كلمته. وقال رئيس القائمة المشتركة، النائب أيمن عودة، أمس، إن كل أعضاء القائمة سيقاطعون خطاب بنس، بسبب ما يمثله وكذلك بسبب دوره الشخصي الحاسم في دفع الرئيس دونالد ترمب في اتخاذ القرار المعادي للقدس. وأضاف: «هذا شخص خطير صاحب رؤية تبشيرية تشمل تدمير المنطقة كلها، ويصل كمبعوث من قبل شخص أشد خطورة، مشعل حرائق سياسي، عنصري لا يجوز أن يكون صاحب مكانة (القائد الموجه) في منطقتنا». وقال النائب أحمد الطيبي، من المشتركة، أيضاً: «سنقاطع خطاب بنس في الكنيست بسبب خطاب ترمب بشأن القدس ومواقف بنس نفسه، الذي كان أحد الدافعين إلى قرار نقل السفارة، وبسبب تصريحاته المشينة التي أزالت موضوع القدس عن الطاولة. هذه الإدارة هي جزء من المشكلة وليست جزءاً من الحل». وأضاف النائب يوسف جبارين، من «المشتركة»، أن «ترمب وبنس يقودان الشعبين، الإسرائيلي والفلسطيني، إلى دورة مستمرة من سفك الدماء، ولا يمكن أن يكون هناك حل في المنطقة من دون ضمان قيام دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967 مع عاصمتها القدس الشرقية».
ورداً على ذلك، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد أردان إن «عودة يشهّر ويستهتر بنائب الرئيس الأميركي مايك بنس، والعرب في إسرائيل يستحقون قيادة أفضل من أيمن عودة وشركائه المتطرفين». وقال مسؤول آخر: «أعضاء الكنيست العرب لم يترددوا في زيارة ليبيا ولقاء معمر القذافي في حينه، بينما يقاطعون بنس اليوم».
ويرى خبراء في العلاقات الإسرائيلية الأميركية في تل أبيب، أن الهدف الأكبر لزيارة بنس، التي جرى تأجيلها مرتين، هو جني الأرباح الحزبية الداخلية. وكما قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، فإن «نائب الرئيس بنس، بوصفه أحد المبادرين والدافعين لإعلان ترمب حول القدس، يأتي إلى هنا لجني ثمار إعلان ترمب بين مؤيديه: الدوائر الإنجيلية في الولايات المتحدة والمتعاطفين اليهود في الحزب الجمهوري. وفي خطابه في الكنيست، سيعبر بنس عن التزام ترمب بلا شك بأمن إسرائيل، ولكنه سيؤكد أيضاً على ضرورة دفع السلام مع الفلسطينيين وتقديم التنازلات المؤلمة. وسيشير أيضاً إلى نقل السفارة الأميركية إلى القدس، وسيوضح أن هذا ليس وعداً فارغاً وأن الإدارة ستكون وراءه».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.