رئاسية مصر: السيسي يُظهر ثقة بالفوز... واليوم الثاني بلا مرشحين

760 ألف تزكية للمرشحين المحتملين... و546 برلمانياً مؤيدون للرئيس الحالي

الرئيس المصري أثناء افتتاح أحد المشروعات في محافظة بني سويف أمس («الشرق الأوسط»)
الرئيس المصري أثناء افتتاح أحد المشروعات في محافظة بني سويف أمس («الشرق الأوسط»)
TT

رئاسية مصر: السيسي يُظهر ثقة بالفوز... واليوم الثاني بلا مرشحين

الرئيس المصري أثناء افتتاح أحد المشروعات في محافظة بني سويف أمس («الشرق الأوسط»)
الرئيس المصري أثناء افتتاح أحد المشروعات في محافظة بني سويف أمس («الشرق الأوسط»)

تحدث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، بثقة تشي بيقينه في الفوز في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها نهاية مارس (آذار) المقبل، إذ وجه وزراء الحكومة، أمس، بالانتهاء من مشروع للإسكان في نهاية عام 2018 (أي بعد انتهاء الانتخابات)، ومضيفاً بحسم: «العام الحالي يكون الإسكان الخطر (مشروع لتسكين المقيمين في مناطق تصنفها الدولة بالخطرة) انتهى، وكذلك مشروع السكن الكريم أيضاً في القرى».
وتأتي تصريحات السيسي، التي أطلقها خلال افتتاحه، أمس، عدداً من المشروعات بمحافظة بني سويف (شمال صعيد مصر)، بعد يومين من إعلان رئيس أركان الجيش المصري الأسبق سامي عنان، نية خوض المنافسة على رئاسة البلاد لأربع سنوات مقبلة، وهو المرشح المحتمل الذي ينظر إليه باعتباره خصماً قوياً، حال تمكن من استكمال الشروط القانونية اللازمة لخوض السباق.
ويُلزم الدستور المصري لقبول الترشح لرئاسة الجمهورية «أن يزكّي المرشحَ عشرون عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن خمسة وعشرين ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى 1000 مؤيد من كل محافظة منها».
ورغم أن السيسي لم يتطرق صراحة للانتخابات التي أعلن الجمعة الماضي نيته خوضها، فإنه زاد في تعهداته المستقبلية، محدداً لتوقيتات لما بعد إجراء الانتخابات، وقال إنه «سيتم إنشاء 3 آلاف مصنع صغير في محافظات الصعيد قبل نهاية العام الحالي».
ولليوم الثاني على التوالي، أعلنت «الهيئة الوطنية للانتخابات» أنها لم تتلقَ طوال يوم أمس، أي طلبات للترشح، وقال رئيس الهيئة المستشار لاشين إبراهيم، إنهم مستمرون في عملهم، بصورة يومية اعتباراً من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الخامسة بعد الظهر، وذلك حتى يوم 29 من الشهر الحالي.
وأكد لاشين أن «مكاتب التوثيق والشهر العقاري في كل المحافظات، مستمرة في أداء عملها في تحرير نماذج تأييدات المواطنين للمرشحين الذين يرغبون في ترشحيهم في الانتخابات الرئاسية، بما فيها أيام العطلات الرسمية وأيام الجمعة»، وأشار إلى أنه تم تخصيص «لجنة برئاسة أحد القضاة يعاونه اثنان من الموظفين داخل كل مقر من مقار المحاكم الابتدائية المنتشرة في عموم محافظات الجمهورية، والبالغ عددها 38 محكمة ابتدائية، وذلك لسرعة إنهاء إجراءات تسجيل الموطن الانتخابي الجديد إلكترونياً للمواطنين الوافدين الذين يتقدمون إليها».
وشرح، أن الهيئة «حريصة على تمكين المواطنين الوافدين من أداء حقهم الدستوري في الانتخاب، وتم تحديد 390 مكتباً للتوثيق والشهر العقاري ستستقبل بدورها الناخبين الوافدين لإتمام الإجراءات المتعلقة بتغيير موطنهم الانتخابي خلال الانتخابات الرئاسية، وذلك اعتباراً من أول فبراير (شباط) المقبل، وحتى 28 من الشهر نفسه».
من جهته، أوضح المتحدث الرسمي باسم الهيئة المستشار، محمود الشريف، أن «760 ألف شخص حرروا توكيلات لتأييد المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية»، ونافياً «تلقي شكاوى خلال يوم، أمس، بشأن امتناع أي من مكاتب الشهر العقاري عن عمل تأييدات لأي شخص».
من جهة أخرى، أفاد المتحدث باسم مجلس النواب صلاح حسب الله، بأن «عدد النواب الذين أيدوا ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسة ثانية بلغ 546 نائباً، بينما لم يوقع بقية أعضاء المجلس (596 عضواً) استمارات تأييد لأي من مرشحي الرئاسة».
وفي سياق قريب، نظم الاتحاد المصري لكرة القدم، أمس، مؤتمراً بحضور رؤساء الأندية وعدد من اللاعبين وأعضاء الاتحاد لإعلان «تأييد ودعم الرياضيين للرئيس عبد الفتاح السيسي من أجل الاستمرار في مهامه لفترة رئاسية جديدة».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.