قوات النظام تسيطر على مطار عسكري في إدلب

دبابة لقوات النظام السوري خلال معارك السيطرة على مطار أبو الضهور في إدلب أمس (أ.ب)
دبابة لقوات النظام السوري خلال معارك السيطرة على مطار أبو الضهور في إدلب أمس (أ.ب)
TT

قوات النظام تسيطر على مطار عسكري في إدلب

دبابة لقوات النظام السوري خلال معارك السيطرة على مطار أبو الضهور في إدلب أمس (أ.ب)
دبابة لقوات النظام السوري خلال معارك السيطرة على مطار أبو الضهور في إدلب أمس (أ.ب)

سيطرت قوات النظام السوري، والمجموعات الموالية لها، بشكل شبه كامل على مطار أبو الضهور العسكري في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا، بعد أكثر من سنتين على خسارته.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، إن قوات النظام سيطرت بشكل شبه كامل على «أبو الضهور»، بعد إجبار «هيئة تحرير الشام» وفصائل المعارضة على الانسحاب منه، فيما لا تزال تدور اشتباكات عنيفة عند الأطراف الغربية، وأوضح: «اقتحمت القوات وحلفاؤها المطار، بعد السيطرة عليه نارياً ومحاصرته من الجهات الجنوبية والشرقية والشمالية»، مشيراً إلى أن الهجوم العنيف جرى تحت غطاء من القصف المدفعي والصاروخي العنيف والغارات المكثفة التي وصل عددها إلى نحو 90 غارة منذ الصباح، وسط معلومات مؤكدة عن وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوف الطرفين خلال الاشتباكات العنيفة والقصف المتبادل والاستهدافات على محاور القتال.
وقالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لـ«حزب الله» إن قوات النظام وحلفاءه توغلوا في القاعدة الجوية العسكرية عند الصباح، وهم يواصلون هجومهم لبسط السيطرة داخل أكبر معقل لقوات المعارضة في سوريا.
وكانت قوات النظام قد فقدت السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري في نهاية الثلث الأول من شهر سبتمبر (أيلول) من العام الفائت 2015، بعد محاصرته لنحو عامين، وذلك عقب هجوم مباغت لـ«هيئة تحرير الشام» والفصائل على المنطقة، وخسرت حينها نقاط وجودها في محافظة إدلب، بحيث لم يتبقّ لها سوى بلدتي كفريا والفوعة اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية، والخاضعتين لسيطرة قوات الدفاع الوطني الموالية لها واللجان الشعبية.
وقالت مصادر مقربة من النظام لوكالة الأنباء الألمانية، أمس، إن قوات النظام دخلت، السبت، مطار أبو الضهور الاستراتيجي من الجهة الجنوبية الغربية، بعد سيطرته على قرية تل سلمو الشمالي، جنوب غربي المطار، صباحاً، وبدأت التقدم داخل المطار تحت غطاء من سلاح الطيران.
وأضافت: «اقتربت القوات من المطار، بعد سيطرتها على قرى الجعكية وحميدية شداد والحميدية، شرق المطار، بعد معارك مع مسلحي المعارضة، مؤكدة أنها تمكنت من حصار مسلحي المعارضة وعناصر تنظيم داعش في مساحة تبلغ أكثر من 1100 كم مربع، تمتد من منطقة خناصر في ريف حلب الجنوب إلى غرب سنجار في ريف إدلب، وصولاً إلى منطقة السعن بريف حماة الشمالي الشرقي، وذلك بعد سيطرته اليوم على قرى المزيونة والعلية وأم وادي».
من جانبه، أعلن قائد عسكري في غرفة عمليات رد الطغيان للوكالة نفسها مقتل 14 عنصراً من قوات النظام في كمين لدى محاولتها التقدم من تل سلمو باتجاه «أبو الضهور»، وأكد أن الطيران الحربي السوري والروسي شن أكثر من 100 غارة استهدفت محيط المطار.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.