موسكو تنأى بنفسها عن الهجوم التركي و تواصل التحضير لـ«سوتشي»

TT

موسكو تنأى بنفسها عن الهجوم التركي و تواصل التحضير لـ«سوتشي»

حاولت موسكو النأي بنفسها عن العملية العسكرية التركية في عفرين، إذ رفض الكرملين التعليق على تلك العملية، في وقت أعلن البرلمان الروسي أن القوات الروسية في سوريا لديها مهام محددة بموجب الاتفاقية الثنائية، وأن قوات النظام تمتلك كل الوسائل الممكنة لحماية الأجواء السورية.
وفي الكرملين بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤتمر الحوار السوري في سوتشي خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي. وأطلقت الدول الضامنة (روسيا - تركيا - إيران) سلسلة لقاءات تمهيدية لمؤتمر الحوار السوري، المرتقب في سوتشي نهاية يناير (كانون الثاني) الجاري، حيث شهدت موسكو محادثات روسية –إيرانية بهذا الخصوص، وسيعقد دبلوماسيون من روسيا وتركيا وإيران اجتماعاً تشاورياً اليوم في سوتشي، بهدف الاتفاق على التفاصيل الأخيرة، بما في ذلك قائمة من ستتم دعوتهم للمشاركة في المؤتمر. وعلى الرغم من التأكيدات الروسية أن المؤتمر سيُعقد في موعده المعلن، تبقى احتمالات تأجيله قائمة، بسبب عقبات جدية وفي مقدمتها استمرار النظام في عملياته العسكرية في منطقة خفض التصعيد في إدلب، على الرغم من مطالبة أنقرة للضامن الروسي بممارسة دوره والضغط على دمشق لوقف تلك الهجمات.
ورفض دميتري بيسكوف، الناطق باسم الكرملين، التعليق على التصريحات التركية بشأن تنسيق مع موسكو حول العملية العسكرية التركية في عفرين. وفي إجابته عن سؤال بهذا الخصوص، قال بيسكوف، أمس: «أنصح في هذا الخصوص بالتوجه (بالسؤال) إلى وزارة الدفاع الروسية». من جانبه ألمح فلاديمير شامانوف، قائد القوات الخاصة سابقاً، النائب حالياً لرئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي، إلى أن روسيا لن تتدخل عسكرياً في معركة عفرين، وقال إن «تلك الوسائل المتوفرة (لدى قوات النظام السوري) كافية تماماً لضمان تغطية موثوقة لأجواء البلاد»، لافتاً إلى أن الحديث يدور عن تغطية أجواء الأراضي الخاضعة للسيادة السورية، وأضاف: «لدينا (في سوريا) مهمة خاصة تحددها الاتفاقيات مع الحكومة السورية الشرعية. وتم تحديد مناطق مسؤوليات لنا، إضافة إلى حل المهام بالقضاء على بنى (مجموعات مسلحة) محددة»، موضحاً أن الحديث يدور حول القضاء على ما تبقى من إرهابيين في سوريا.
وكان فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، قد صرح بأن الدفاعات الجوية السورية استعادت قوتها، وستقوم بتدمير أي مقاتلات تركية في الأجواء السورية. ولم تعلن روسيا عن موقف واضح إزاء عملية عفرين، إلا أن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أكد أن أنقرة ستنسق عمليتها مع موسكو وطهران. كما بحث رئيس الاستخبارات وقائد الأركان التركيين، العمليات في سوريا مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، وقائد الأركان الجنرال فاليري غيراسيموف. وقالت وزارة الدفاع إن المحادثات تناولت تنفيذ اتفاق مناطق خفض التصعيد في سوريا، وضمان وقف إطلاق النار فيها.
في غضون ذلك، كثفت روسيا استعداداتها لمؤتمر الحوار السوري في سوتشي، وبحث بوتين التحضيرات للمؤتمر، خلال اجتماع مع أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي. وقال الكرملين إن المشاركين في الاجتماع «واصلوا تبادل وجهات النظر حول التسوية السورية، وفي هذا السياق بحثوا جملة من المسائل الجارية المتصلة بالتحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي». كما كان الوضع في سوريا والتحضيرات للمؤتمر موضوعات رئيسية خلال محادثات في موسكو، أمس، بين ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، ونظيره الإيراني حسين أنصاري.
وقال بوغدانوف في مستهل اللقاء إن تسوية الأزمة السورية موضوع رئيسي للمشاورات مع أنصاري. وأضاف: «لقاء اليوم مهم للغاية بالنسبة إلينا، كي نحدد بعض التفاصيل، وننسّق الخطوات في مسألة التسوية السورية». ولفت إلى أن أنصاري سيتجه إلى سوتشي للمشاركة -إلى جانب نائب وزير الخارجية التركي والمبعوث الرئاسي الروسي الخاص إلى سوريا- في لقاء تحضيري لمؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي. من جانبه قال أنصاري إن «المؤتمر سيُعقد بعد 10 أيام، لهذا من المهم جداً إجراء مشاورات أخيرة حول هذه القضية مع الشركاء الروس والأتراك»، وعبّر عن قناعته بأن «المشاورات الثلاثية ستسهم في تعزيز تعاوننا بهدف المساعدة بتسوية عاجلة للأزمة السورية».
وما زالت روسيا مصرة على عقد المؤتمر نهاية الشهر الجاري، على الرغم من التباينات بين الضامنَين الروسي والتركي، على خلفية مواصلة النظام السوري عملياته العسكرية في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وعدم استجابة موسكو لمطلب سلمته أنقرة للسفير الروسي الأسبوع الماضي بضرورة الضغط على النظام لوقف تلك العمليات. وعشية اللقاء التشاوري الثلاثي في سوتشي برزت تلك التباينات جليةً في تصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، الذي قال إن المعارضة السورية لن تتمكن من المشاركة في المؤتمر ما دام النظام السوري يواصل عمليته في منطقة خفض التصعيد في إدلب.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.