روني فتوش يلهب المدارج في سهرة لبنانية ـ تونسية

في افتتاح الدورة الثانية لمهرجان الجموسي للموسيقى المتوسطية بصفاقس

افتتاح مهرجان الجموسي
افتتاح مهرجان الجموسي
TT

روني فتوش يلهب المدارج في سهرة لبنانية ـ تونسية

افتتاح مهرجان الجموسي
افتتاح مهرجان الجموسي

على إيقاع طبل وحيد، تفنّن صاحبه في التلاعب به تارة فوق رأسه وطوراً على جانبيه الأيمن والأيسر، وهو يرفعه في كل الاتجاهات وضمن مجموعة راقصة على وقع الدبكة اللبنانية والنغمات الشامية الرائقة، انطلقت مساء الأربعاء في مدينة صفاقس (وسط شرقي تونس) الدورة الثالثة لمهرجان الجموسي للموسيقى المتوسطية لتتواصل إلى غاية يوم 25 من هذا الشهر.
وتابع جمهور غفير من محبي الفنان التونسي محمد الجموسي وهواة الاستماع إلى الطرب الرفيع والاستمتاع بالفن البديع، ما قدمه الفنان اللبناني روني فتوش والفنانان التونسيان حسن الدهماني وآمنة فاخر من نغمات شرقية.
وتولّت مجموعة فنية شعبية من سوريا تأمين انطلاق الحفل بعرض راقص بديع ولوحات فنية على غاية من الروعة والانسجام، وهيأت بذلك الجمهور الحاضر لمتابعة بقية الحفل الذي احتضنه المركب الثقافي الذي يحمل اسم الفنان التونسي محمد الجموسي.
واستهل الفنان التونسي حسن الدهماني وصلته الغنائية بأغنية «ريحة البلاد» لمحمد الجموسي، وهي أغنية انتشرت بقوة في تونس وبقية بلدان المغرب العربي لتناولها مسألة بعد المهاجرين في أوروبا عن الوطن الأم، وأدّى مجموعة من الأغاني الرائعة لنفس الفنان على غرار «ما أحلى قدك» و«قهواجي يدور». وكذلك فعلت المطربة آمنة فاخر، إذ أدت بامتياز أغاني عذبة للجموسي قبل أن تطرب الجمهور بأغان طربية رائقة لنجاة الصغيرة وأم كلثوم.
وكانت الفقرة النهائية للسهرة من تأثيث الفنان اللبناني روني فتوش الذي انتظر المعجبون والمعجبات خروجه على الركح ليؤدي مجموعة من الأغاني اللبنانية التي ألهبت حماس الحاضرين في هذه الليالي الشتوية. وتوقف الجمهور كثيراً مع أغنية «ولعها يابا يابا» التي يحفظها الحاضرون عن ظهر قلب خاصة الشباب منهم، وتمكن من شد انتباه الحاضرين بأغانيات رومانسية خفيفة الظل إلى غاية الإعلان عن نهاية هذه السهرة التي جمعت بين الأغاني التونسية والأغاني اللبنانية على الركح نفسه. وفي ختام حفل الافتتاح قال النوري الشعري مدير المهرجان إنّ الدورة الثالثة تفسح المجال لأول مرة لأيام العازف وتمنح الفرصة للاطلاع على إبداعات العازفين، خصوصاً من شباب الجهة للتنافس على لقب العازف الأفضل وذلك بالتعاون مع إذاعة صفاقس (إذاعة حكومية).
وأكد على أنّ برنامج الدورة الثالثة من هذا المهرجان يتضمن مشاركات فنية مميزة من الجزائر ولبنان وسوريا وتونس، بالإضافة إلى مؤتمر علمي عن «أثر التطور التكنولوجي على واقع الموسيقى»، فضلا عن تنظيم معارض تجسّم رحلة الفنان التونسي محمد الجموسي بين الحياة والفن. يذكر أنّ الجموسي من مواليد سنة 1910 وقد توفي سنة 1982 تاركا وراءه موروثا موسيقيا وفكريا مميزاً، فهو الذي كتب أغانيه ولحنها بنفسه وأداها في المقام الأول قبل أن يردّدها الكثير من المطربين في تونس والعالم العربي.
وفي تونس، غنّت له عدة أصوات معروفة من بينها فتحية خيري وحسيبة رشدي وشافية رشدي ونعمة ووصفية شامية، أمّا في العالم العربي فقد أدّت وردة الجزائرية بعض أغانيه عندما التقاها في بداياتها الفنية في فرنسا، كما غنى له الفنان السعودي طلال مداح أغنية «طول يا ليل».
وخاض محمد الجموسي تجارب سينمائية عدة مع ألمع نجوم الفن السابع في مصر، من بينهم يوسف وهبي وفريد شوقي وشادية وعماد حمدي وفاتن حمامة وتحية كاريوكا.. ومن بين الأفلام التي شارك فيها «مجنون القيروان» و«بنت الهوى» و«ناهد» و«أنشودة مريم».. كما كانت له مشاركات في أفلام أجنبية فرنسية وإيطالية.



السعودية: مركز «إكثار النمر العربي» ينال اعتماداً دولياً

الهيئة الملكية للعلا تلتزم بحماية النمر العربي المهدد بالانقراض وإكثاره (واس)
الهيئة الملكية للعلا تلتزم بحماية النمر العربي المهدد بالانقراض وإكثاره (واس)
TT

السعودية: مركز «إكثار النمر العربي» ينال اعتماداً دولياً

الهيئة الملكية للعلا تلتزم بحماية النمر العربي المهدد بالانقراض وإكثاره (واس)
الهيئة الملكية للعلا تلتزم بحماية النمر العربي المهدد بالانقراض وإكثاره (واس)

حصل «مركز إكثار وصون النمر العربي» التابع للهيئة الملكية لمحافظة العُلا (شمال غربي السعودية) على اعتماد الجمعية الأوروبية لحدائق الحيوان والأحياء المائية (EAZA)، كأول مؤسسة من نوعها في البلاد تنال هذه العضوية.

ويأتي الاعتماد تأكيداً على التزام الهيئة بحماية النمر العربي المهدد بالانقراض بشدة، والمساهمة في الحفاظ على التنوع البيئي والحيوانات النادرة بالمنطقة، حيث يعمل المركز على إكثار هذا النوع ضمن إطار شامل لصون الحياة البرية واستدامتها.

وبحسب تصنيف الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN)، يُعد النمر العربي من الأنواع المهددة بالانقراض بشدة منذ عام 1996، وهو ما يسلط الضوء على أهمية هذا الاعتماد في دعم جهود الحفاظ عليه، وإعادته لموائله الطبيعية.

النمر العربي يعدّ من الأنواع المهددة بالانقراض بشدة (واس)

ومنذ انتقال إدارة المركز إلى الهيئة في عام 2020، ارتفع عدد النمور من 14 إلى 31 نمراً، حيث شهد عام 2023 ولادة 7 هراميس، كما استقبل العام الماضي 5 ولادات أخرى، من بينها 3 توائم.

من جانبه، عدّ نائب رئيس الإدارة العامة للحياة البرية والتراث الطبيعي بالهيئة، الدكتور ستيفن براون، هذه الخطوة «مهمة لدعم جهود حماية النمر العربي والحفاظ عليه»، وقال إنها «تتيح فرصة التواصل مع شبكة من الخبراء الدوليين، مما يعزز قدرات فريق العمل بالمركز، ويزودهم بأحدث المعارف لدعم مهمتهم الحيوية في زيادة أعداد النمور».

وأشار إلى أن المركز «يعكس التزام السعودية المستمر بحماية البيئة، ضمن مشروع طويل الأمد يهدف إلى الحفاظ على هذا النوع النادر»، مضيفاً: «مع كل ولادة جديدة، نقترب أكثر من تحقيق هدفنا بإعادة النمر العربي إلى موائله الطبيعية، وهو ما يشكل جزءاً أساسياً من استراتيجية الهيئة لإعادة التوازن البيئي، والحفاظ على التنوع الحيوي في العُلا».

إعادة النمر العربي لموائله تُشكل جزءاً من استراتيجية إعادة التوازن البيئي (واس)

وتُجسِّد العضوية في الجمعية مساعي المملكة لتحقيق التنمية المستدامة، وحماية المساحات الطبيعية من خلال مبادرات إعادة التشجير، وتأهيل البيئات الطبيعية، بما يتماشى مع «مبادرة السعودية الخضراء».

كما تتيح للهيئة وللمركز فرصة الوصول إلى شبكة عالمية من الخبراء والمتخصصين في مجالات رعاية الحيوان، والتنوع الحيوي، والحفاظ على البيئة، فضلاً عن الاستفادة من برامج الإكثار المشتركة الناجحة.

وتسعى الهيئة لإعادة النمر العربي إلى موائله الطبيعية في العُلا، بما يتماشى مع «رؤية المملكة 2030» التي تركّز على الحفاظ على التراث الطبيعي، وتعزيز السياحة البيئية المستدامة.