الجيش يتقدم نحو كتاف في صعدة ويصد هجوماً في البيضاء

الدفاعات السعودية تعترض صاروخاً باليستياً أطلقه المتمردون من الأراضي اليمنية على جازان

طفلان يحملان رشاشين خلال تجمع لنساء مواليات للحوثيين بصنعاء في الآونة الأخيرة (رويترز)
طفلان يحملان رشاشين خلال تجمع لنساء مواليات للحوثيين بصنعاء في الآونة الأخيرة (رويترز)
TT

الجيش يتقدم نحو كتاف في صعدة ويصد هجوماً في البيضاء

طفلان يحملان رشاشين خلال تجمع لنساء مواليات للحوثيين بصنعاء في الآونة الأخيرة (رويترز)
طفلان يحملان رشاشين خلال تجمع لنساء مواليات للحوثيين بصنعاء في الآونة الأخيرة (رويترز)

اعترضت قوات الدفاع السعودي، أمس، صاروخاً باليستياً أطلقه الحوثيون على منطقة جازان، ونجحت في تدميره قبل أن يصل إلى هدفه.
وقال المتحدث الرسمي لقوات التحالف «تحالف دعم الشرعية في اليمن» العقيد الركن تركي المالكي، إنه في تمام الساعة الثامنة واثنتي عشرة دقيقة من مساء أمس، رصدت قوات الدفاع الجوي عملية إطلاق صاروخ باليستي من قبل الميليشيات الحوثية التابعة لإيران من داخل الأراضي اليمنية باتجاه أراضي السعودية.
وأوضح العقيد المالكي أن الصاروخ كان باتجاه مدينة جازان وتم إطلاقه بطريقة مُتعمدة لاستهداف المناطق المدنية والآهلة بالسكان، وقد تم اعتراضه وتدميره من قبل قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي.
وأضاف المالكي أن هذا العمل العدائي من قبل الجماعة الحوثية المدعومة من إيران يثبت استمرار تورط النظام الإيراني في دعم الجماعة الحوثية المسلّحة بقدرات نوعية في تحدٍ واضح وصريح لخرق القرار الأممي (2216) والقرار (2231) بهدف تهديد أمن السعودية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي، وأن إطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المدن والقرى الآهلة بالسكان يعد مخالفاً للقانون الدولي الإنساني.
في غضون ذلك، صدت القوات الحكومية اليمنية هجوما للميليشيات لاستعادة مواقع خسرتها أول من أمس في مديرية ناطع بالبيضاء بالتزامن مع غارات لطيران التحالف، في وقت استمرت في التقدم في جبهة البقع شمال شرقي محافظة صعدة باتجاه منطقة «كتاف». وأفاد سكان ومصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط» بأن الميليشيات قصفت بالهاون مدينة الخوخة المحررة ما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين من أسرة واحدة بينهم امرأتان إلى جانب جرح ثلاثة آخرين.
وتشن الجماعة قصفا انتقاميا على المدينة الساحلية التابعة لمحافظة الحديدة وسط عمليات مستمرة للجيش اليمني لتمشيط المزارع والمواقع التي يتمركز فيها الحوثيون شرق الخوخة تزامناً مع التقدم شمالا في مديرية حيس.
وأفادت مصادر الجيش اليمني الرسمية بأن مقاتلات التحالف استهدفت أمس مواقع وتجمعات لميليشيات الحوثي في جبل القرحاء بمديرية ناطع في محافظة البيضاء، وقالت إن غارات أخرى طالت تعزيزات للميليشيات في منطقة فضحة التابعة لمديرية الملاجم المجاورة. وأكد موقع الجيش (سبتمبر نت) أن الضربات أدت إلى «سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات، وتكبيدها خسائر فادحة في العتاد القتالي»، وذلك غداة سيطرة الجيش على جبل الصرير الاستراتيجي بمديرية ناطع، وتقدمه الميداني إلى جبل البير والنشيف وموقع بلاد الفقراء المطل على منطقة فضحة.
وفي الجبهة نفسها قال المصدر نفسه إن «عددا من عناصر الميليشيات لقوا مصرعهم بعد تنفيذهم هجوما على مواقع قوات الجيش الوطني في جبل الصرير إذ تمكنت قوات الجيش الوطني من التصدي للهجوم ودحر العناصر المهاجمة إلى مواقعها السابقة في منطقة فضحة بمديرية الملاجم». وأضاف أن قوات الجيش قصفت «بشكل مكثف مواقع تمركز الميليشيا الانقلابية في جبل البير وجبل بأعرف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة كافة». وذكر الموقع أن لغما أرضيا زرعته الميليشيا انفجر في سيارة مواطن على طريق الضروة - الزاهر في المحافظة نفسها.
وفي جبهة البقع شمال شرقي محافظة صعدة واصلت قوات الجيش الوطني أمس التقدم ميدانيا في المحافظة وخاضت معارك عنيفة، ضد الميليشيات في المواقع الواقعة ما بعد سلسلة جبال العليب الاستراتيجية. وبحسب مصادر نقل عنها موقع الجيش اليمني، حررت القوات الحكومية مواقع متفرقة خلف هذه الجبال التي تمت السيطرة عليها اليومين الماضيين في حين خلفت المعارك قتلى وجرحى من عناصر الحوثيين إضافة إلى وقوع خمسة منهم أسرى بيد الجيش. وذكر المصدر أن القوات الحكومية استردت «كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والآليات والمعدات الثقيلة بالتزامن مع استمرار تقدمها ميدانيا باتجاه منطقة كتاف بإسناد جوي من مقاتلات التحالف العربي. وسيطر الجيش اليمني في وقت سابق على سوق البقع وتمكن من تأمين الخط الدولي الرابط بين محافظتي الجوف وصعدة، والذي يربط اليمن بالسعودية.


مقالات ذات صلة

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي العام الماضي كان قاسياً على اليمنيين وتضاعفت معاناتهم خلاله (أ.ف.ب)

اليمنيون يودّعون عاماً حافلاً بالانتهاكات والمعاناة الإنسانية

شهد اليمن خلال العام الماضي انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتسببت مواجهات البحر الأحمر والممارسات الحوثية في المزيد من المعاناة للسكان والإضرار بمعيشتهم وأمنهم.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي أطفال جندتهم الجماعة الحوثية خلال 2024 في وقفة تحدٍ لتحالف الازدهار (غيتي)

تحالف حقوقي يكشف عن وسائل الحوثيين لاستقطاب القاصرين

يكشف تحالف حقوقي يمني من خلال قصة طفل تم تجنيده وقتل في المعارك، عن وسائل الجماعة الحوثية لاستدراج الأطفال للتجنيد، بالتزامن مع إنشائها معسكراً جديداً بالحديدة.

وضاح الجليل (عدن)

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».